الرئيسية - محليات - رئيس الجمهورية: سنمضي في بناء اليمن الجديد ولو أدى الأمر إلى استشهادي شخصيا
رئيس الجمهورية: سنمضي في بناء اليمن الجديد ولو أدى الأمر إلى استشهادي شخصيا
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

حضر الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية أمس الجلسة الختامية الأخيرة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل. وفي مستهل الجلسة تم قراءة الفاتحة على روح الشهيد المغدور الأكاديمي الدكتور احمد شرف الدين – عضو مؤتمر الحوار الوطني الذي اغتالته أياد إجرامية آثمة وهو في طريقه صباح أمس إلى الجلسة الختامية للحوار . وأدان الجميع هذا الفعل الإجرامي الشنيع الذي ليست له صلة بالدين الإسلامي مطلقا وإنما هو عمل تدميري إرهابي يستهدف امن واستقرار الوطن. وقال الأخ الرئيس: يجب أن ينجح المسار الوطني من اجل مستقبل اليمن الأمن وبكل أهدافه الوطنية الخلاقة نحو بناء اليمن الجديد وتجاوز كل الإشكاليات بكافة تحدياتها وصورها وهذا النجاح هو من اجل سلامة واستقرار ووحدة اليمن . وأضاف: سيستمر المسار إلى أن تتحقق أهداف أبناء اليمن حتى لو أدى هذا الأمر إلى استشهادي أنا شخصيا ومن معي ويجب على الجميع ان يؤمن بأن قوى الخير والعدل والإنصاف أقوى وأشرف وأنبل من قوى الشر والعدوان التي تنفذ هذه الجرائم التي يندى لها الجبين. وقال رئيس الجمهورية في كلمته في جلسة العمل الأخيرة من مؤتمر الحوار الوطني: ” نلتقي اليوم مجددا في جلسة العمل الختامية هذه لمؤتمرنا بعد ان تكللت كل جهودكم الصادقة المخلصة بالتوفيق ونجحتم خلال الجلسة العامة الختامية في إقرار التقارير النهائية لفرق العمل الخاصة بالعدالة الانتقالية والقضية الجنوبية وبناء الدولة وكذلك إقرار الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني”. وأضاف ” : أؤكد لكم أنه لم يكن شعبنا فقط هو من تابع أعمالكم باهتمام وترقب بل العالم كله الذي ظل يأمل أن يتكلل هذا المؤتمر بالنجاح الكامل فأكدتم أن الإيمان يمان والحكمة يمانية وان ما قدتموه طوال الشهور العشرة الماضية من جهد كبير ونقاشات مثمرة لا بد أن يتعزز بإنجاز الرؤية الجديدة لليمن الجديد اليمن الذي خرج أبناؤه بالملايين ينشدون التغيير إلى الأفضل ويضحون من اجل الحياة الكريمة والأمن والاستقرار. وأشار الأخ الرئيس قائلا: ” إننا نلتقي اليوم وقد أنجز الفريق المصغر للقضية الجنوبية وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية بعد جهود كبيرة وحوارات طويلة ولقاءات كثيرة امتدت لأكثر من ثلاثة شهور وقد تكللت هذه الجهود بتوقيع أعضاء فريق القضية الجنوبية على الوثيقة وهي وثيقة تاريخية بكل المقاييس لأنها خلاصة نقاشات وأفكار وتداولات الفريق المصغر مستعيناٍ بالخبرات والتجارب الناجحة ولهذا فقد أصبحت وثيقة الشعب اليمني كله صاغها ممثلوه حرفا حرفاٍ وكلمة كلمة وعبرتم عن واحدة من ارقى حالات التوافق الفكري والسياسي والإنساني التي عرفتها ساحتنا الوطنية ” . وأردف بالقول: ” ها نحن اليوم نلتقي في جلسة العمل الأخيرة هذه بعد أن أنجزتم بتوافق نادر الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار التي تشمل تقارير جميع فرق العمل إضافة إلى الضمانات والمعايير للجنة صياغة الدستور والبيان الختامي للمؤتمر ولنا أن نفخر بأن هذه الوثيقة منتج وطني خالص لكنه يحظى بالدعم والمساندة الإقليمية والدولية”. وتابع الأخ الرئيس قائلا:” وهي بإقراركم النهائي لها ستصبح ملك الشعب اليمني كله يحميها ويسهر على تطبيقها ويعاقب من يريد إعاقة تنفيذها على ارض الواقع فأنتم من خلال هذه الوثيقة تقدمون للعالم تجربة إنسانية جديدة في مجال الحكم وإدارة شؤون البلاد تضاف إلى الكثير من التجارب الناجحة في هذا المجال لدى العديد من دول العالم . وأكد رئيس الجمهورية قائلا: ” ولذلك لن نخيب ظن شعبنا بنا ولن نقبل ان تظل هذه الوثيقة مجرد حبر على ورق بل سنعمل على تنفيذها بصورة دقيقة وحرفية وبشكل متدرج خلال الفترة القادمة بعد أن تأخذ بعدها الدستوري وتحظى بموافقة شعبنا العظيم عليها عند الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد الذي سيتم تشكيل لجنة صياغته عقب انتهاء أعمال هذا المؤتمر بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية فلكم جميعا أتوجه بالشكر والتقدير على كل الجهد الذي بذلتموه طوال الشهور العشرة الماضية . وأضاف: ” من خلالكم أتوجه بالحديث لكل الصادقين الذين يحسون بالخوف والقلق على وحدة شعبنا ووطننا ان هذه الوحدة هي قدرنا ومصيرنا جميعا وفيها القوة والعزة والكرامة لشعبنا وبدونها سنعود لمواجهة بعضنا البعض بدلا من ان نتفرغ لبناء اليمن الجديد وتشييد دولته المدنية الحديثة . وأكد الأخ الرئيس بالقول: ” أقول لهؤلاء الصادقين لا تخافوا ولا تقلقوا من الوثيقة النهائية للحوار فهي ليست كما يشيع بعض المزايدين والمرجفين أنها وثيقة تمزيق اليمن وتقسيمه بل أقول لكم وبكل ثقة وصدق أنها وثيقة تعزيز وحدة اليمن أرضا وإنسانا وهي الوثيقة التي ستشكل جوهر الرؤية التي سنبني سويا بها اليمن الجديد الخالي من أمراض الماضي وعصبياته ولا لتخلفه وانقساماته . واستطرد قائلا: ” لعلكم تتذكرون أننا عندما بدأنا أعمال مؤتمرنا هذا قبل عشرة شهور كيف جاءنا الجميع محملين بأثقال من العداوات والصراعات الحديثة والقديمة على السواء لكنكم ما لبثتم أن أدهشتم العالم بتغليبكم للروح الوطنية على الولاءات الصغيرة وقدمتم نموذجا رائعا في إدارة خلافاتكم السياسية بطريقة حضارية وبمسؤولية نادرة حتى وصلتم إلى توافقات ما كان لها أن تحدث في أي وقت مضى لأنكم جميعا تحررتم من الخوف والحسابات الضيقة وكسرتم الحواجز التي كانت مفروضة عليكم قبل ثورة الشباب وانطلاقا من مشروع التغيير بكل أبعاده الوطنية العظيمة” . وأضاف: ” من خلالكم أقول لشعبنا اليمني العظيم أن احتكار السلطة والثروة والمركزية المالية والإدارية الشديدة وسوء الإدارة كلها كانت سبباٍ في معاناتكم طوال العقود الماضية شمالا وجنوبا شرقا وغربا بل وكانت السبب الأساسي إلى جانب الكثير من المظالم في خروج الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية منذ عام 2007م مطالبين بالإصلاحات ومعالجة الاختلالات تبعهم لنفس الغرض أبناء المحافظات الشمالية في فبراير 2011م ثم تكاتفت جهود جميع اليمنيين لتحقيق هدف واحد وهو انجاز عملية التغيير بغرض بناء دولة يمنية حديثة متحررة من تلك الأمراض” . ولفت رئيس الجمهورية: ” ولذلك جاءت الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الوطني لتضع المعالجات الضرورية لإمراضنا المعقدة المتمثلة في احتكار السلطة والثروة والمركزية المالية والإدارية وسوء الإدارة وثقوا أننا لن نستطيع بناء الدولة المركزية ما لم نعط للمحافظات والمديريات حق اتخاذ القرار فيما يتعلق بشؤونها اليومية الاقتصادية والمعيشية والتنموية وهذا ما تنشده الوثيقة فما ورد فيها من مسميات جديدة كالأقاليم والولايات ليس إلا نوعا من أنواع التنظيم الإداري الجديد الذي ستصاحبه صلاحيات حقيقية للوحدات الإدارية بمختلف مستوياتها لإدارة شؤونها وهذا هو الأسلوب الحديث الذي اتبعته الكثير من الدول المعاصرة التي شهدت نهضة حقيقية في شؤون حياتها”. وأكد الأخ الرئيس أن الدستور الجديد سيؤكد على وحدة الأرض والشعب وسيضع الضوابط اللازمة للحفاظ على وحدتنا الوطنية بعيدا عن الآليات والوسائل التي عفى عليها الزمن والتي لم يجن منها شعبنا إلا التدهور المستمر في كل المجالات خلال السنوات الماضية . وخاطب الأخ رئيس الجمهورية أعضاء مؤتمر الحوار قائلا”: تأكدوا أن دوركم التاريخي الكبير لن ينتهي بانعقاد الجلسة الختامية يوم السبت القادم 25 يناير الجاري بل ان دوركم سيتواصل خلال الفترة القادمة عبر عدة مؤسسات ومناشط لتكونوا رعاة التنفيذ والتطبيق العملي للوثيقة النهائية إلى جانب مؤسسات الدولة القائمة وسيتم خلال هذه الفترة القريبة القادمة تنظيم وترتيب أدواركم بوسائل عدة وستواصلون جهودكم الكبيرة كل من الموقع الذي سيتم تحديده فلا وقت بعد اليوم للراحة لأن اليمن يحتاجكم خلال المرحلة التالية حتى نصل بسلام إلى بر الأمان مع الاستفتاء على الدستور وانجاز الاستحقاقات الوطنية عقب ذلك والمتمثلة بالانتخابات الرئاسية والنيابية وانتخابات الأقاليم”. واختتم رئيس الجمهورية كلمته بالقول: ” في الأخير أود أن اهنئكم بما حفل به هذا المؤتمر من المخرجات التي من شأنها أن ترسم ملامح مستقبل الوطن المشرق الذي نصبو إليه جميعا وفقنا الله لما فيه خير شعبنا اليمني وخير الوطن ونسأله تعالى أن يسدد خطانا جميعا وان يكتب لمؤتمرنا هذا النجاح والسداد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته “.