أكد الدكتور عبدالله بكير الأستاذ في جامعة الأندلس أنه لابد من وجود حوار بين الثقافات لأن الحوار هو الحالة الطبيعية والمتوقعة فالجنس البشري بطبيعته وبعقليته المدنية والحضارية ميال إلى التفاهم وليس إلى التنافر. وقال بكير في ندوة فكرية نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل “منارات” أمس بعنوان “حوار الثقافات والحضارات في عصر تقنية المعلومات و الاتصالات” إن الغزو الثقافي واقع حال لا يمكن إغفاله أو تجاوزه فعالم اليوم الذي تتسارع فيه وتيرة تقدم الاتصالات وتقنية المعلومات تتضح فيه أن ثقافات المجتمع الأكثر تقدما وتطورا هي الغازية لثقافات المجتمع الأقل تقدما وتطورا بحكم ما تمتلك تلك المجتمعات المتقدمة من علوم ومعارف. وأضاف: ولذلك ليس هناك مجتمع في منأى من غزو ثقافي إلا أن علينا أن ندرك أن وصول معارف وعلوم وسلوكيات مجتمع ما إلى مجتمع آخر بشكل انسيابي وتلقائي طبيعي يمكن تصنيفه في قنوات الحوار الثقافي أما اذا كان على شكل خطط وبرامج مسبقة وفي إطار سياسات واستراتيجيات بعيدة تخدم أهدافا ومصالح أنانية فإن ذلك يصب في قنوات الغزو الثقافي. وأشار إلى أن ثقافتنا قادرة على مواجهة هذا الغزو الثقافي واحتواء موجاته أي كان مصدرها ومهما كانت درجة قوتها منطلقين من ثوابت وحقائق تتعلق بعقيدتنا الإسلامية وبشريعتها السمحاء وبتقاليدنا وعاداتنا وقيمنا العربية وموروثنا الثقافي العربي الإسلامي الذي يصيغ شخصية الفرد في هذا المجتمع. واستعرض الدكتور بكير متطلبات الحوار والمواجهة من خلال فهم المعنى الحقيقي للثقافة واستيعاب موروثنا الثقافي العربي والإسلامي وأن تتوفر لدى المؤسسات العامة كل المقومات والاستعدادات والقدرات والوسائل العلمية المتقدمة في التعاطي الإيجابي مع حوار الثقافات والحضارات. وقد أثريت الندوة بالعديد من النقاشات والمداخلات من قبل المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.