الرئيسية - محليات - مشروع طريق (ذمارـ الحسينية): تباشير الإنجاز تلوح في الأفق
مشروع طريق (ذمارـ الحسينية): تباشير الإنجاز تلوح في الأفق
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

55% نسبة الإنجاز في الأربعة المقاطع حتى ديسمبر الماضي

استئنف العمل بعد فسخ العقد ودياٍ مع الأتراك والحصول على قرض من الصندوق العربي

القطاعات وندرة الديزل وتوقف إنتاج الإسفلت من مصافي عدن أخرت تسليم العمل حتى نهاية 2014م يبدو أن تباشير إنجاز مشروع طريق (مار – الحسينية) تلوح في الأفق في ظل الاهتمام الخاص للحكومة الحالية بهذا المشروع الذي يعتبر من مشاريع الطرق الإستراتيجية ومن أهم وأكبر مشاريع البنية التحتية في اليمن لطوله الكبير البالغ (254) كم وبالتالي تكلفة تنفيذه العالية خاصة بعد نجاح وزارة الأشغال في التوصل إلى فسخ العقد مع الشركة التركية ودياٍ والحصول على قرض من الصندوق العربي اْستئنف العمل في المشروع كثير التعثر.. ونظراٍ لكثرة توقف العمل في المشروع حيث عرف بالمشروع الأكثر فساداٍ فقد أكل الفساد عليه وشرب وبقى المشروع الحلم الذي طال انتظاره من قبل أبناء المناطق المستفيدة الذين تتبخر أحلامهم مع كل توقف للعمل في السنوات الماضية. واليوم تضع الحكومة ممثلة بوزارة الأشغال العامة والطرق المشروع على قائمة أولوياتها في هذه المرحلة وذلك بعد عمل وتوقف دام قرابة ربع قرن من التوقف والتعثر لمشروع انتظر تحقيقه أكثر من مليون مواطن مستفيد استفادة مباشرة منه .. أعيدت الحياة للمشروع ودب العمل فيه.. وفي التحقيق التالي نتعرف على مستوى الانجاز في المقاطع الأربعة لهذا المشروع وأبرز المعوقات التي تعترض الشركات المنفذة :

– بداية يقول الأخ جلال على السمحي – عضو المجلس المحلي بمحمية عتمة أن مشروع طريق (ذمار- الحسينية) يعتبر شريان الحياة لمئات الآلاف من أبناء المحمية الذين يأملون خيراٍ من إنجاز هذا المشروع الذي يصفونه بالحلم المستحيل لكثرة توقف العمل فيه . ويرى السمحي أن أهم أسباب تعثر العمل في المشروع يرجع إلى ضعف أداء كثير من المقاولين وتعمد الحكومات المتعاقبة على إسناد بعض المشاريع لمقاولين من الباطن أقل كفاءة فنياٍ ومالياٍ وعدم الإعداد الجيد للمواصفات والشروط الفنية لبعض المشاريع قبل طرحها للمنافسة ونقص الكوادر والكفاءات الفنية المشرفة على التنفيذ إضافة إلى عزوف الكفاءات الفنية والإدارية عن العمل في القطاع الحكومي لتدني الرواتب والحوافز في اعتقادي لأن أول من استلم العمل في المشروع قبل 30 عاماٍ هي مؤسسة الطرق التابعة لوزارة الأشغال العامة والطرق إن لم تخني الذاكرة ومع ذلك فإن استئناف العمل في المشروع اليوم فاجأ الجميع فخلال سنة ونصف تقريبا بعد توزيع العمل على أربعة مقاولين أصبح العمل يسير بوتيرة عالية ونحن متفائلون بهذا الإنجاز والمتابعة للإنجاز من قبل إدارة الطرقات بوزارة الأشغال في مختلف المقاطع والتي أعادت الثقة للمواطنين في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية والكبيرة. التقطعات وانعدام الديزل *وخلال زيارتنا لوزارة الأشغال التقينا المهندس نبيل الحيفي – مدير عام وحدة تنفيذ المشاريع الممولة دولياٍ الذي بدوره أكد أن العمل يسير في المقاطع الأربعة بوتيرة عالية مبيناٍ أن الفترة المتبقية للانتهاء من العمل في الأربعة المقاطع بصورة نهائية في نهاية 2014م بعد أن مددت فترة الإنجاز بسبب القطاعات التي تتعرض لها معدات المقاولين إلى جانب انعدام مادة الديزل التي تضطر بعض المقاولين إلى توقف المعدات لعدة أيام وهذه تعد من الأسباب الفنية التي تؤدي إلى توقف العمل أحياناٍ وهي خارج إرادة المقاولين الذين يسعون لإنجاز أعمالهم في أقرب وقت . وأوضح الأخ مدير عام وحدة تنفيذ المشاريع الممولة دولياٍ أن مصافي عدن لعبت دوراٍ في تأخير العمل أيضاٍ نتيجة توقيف تصنيع مادة الإسفلت من المصافي ولكن بصورة عامة العمل يسير وفق ما خطط له بصورة جيدة كما يحظى المشروع باهتمام ومتابعة من قيادة وزارة الأشغال ممثلة بالمهندس عمر الكرشمي الذي يتابع أعمال التنفيذ بصورة دائمة . وفي معرض رده على تساؤلاتنا عن العوامل المعيقة التي تعترض الإنجاز أكد أن المناطق الجبلية ووعورة الطريق التي تميز المشروع عن غيره من المشاريع الأخرى في هطول الأمطار الذي يؤثر سلباٍ على مستوى الإنجاز في بعض المقاطع الجبلية . ثمرة الأخطاء وقال المهندس الحيفي: إن إنجاز هذا المشروع يعتبر تحدياٍ لوزارة الأشغال العامة والطرق حيث استفادت الوزارة من الأخطاء الكثيرة التي كانت سبباٍ في توقف العمل في هذا المشروع ولجأت إلى تقسيمه إلى أربعة مقاطع ودخول أكثر من مقاول في العمل واعتقد أن هذا النجاح والإنجاز يعتبر ثمرة الأخطاء التي ارتكبت في حق مشروع طريق (ذمار- الحسينية). وأشار المهندس الحيفي إلى نسبة الإنجاز في المشروع التي بلغت %55 حتى نهاية ديسمبر الماضي 2013م مبيناٍ حجم المعدات العاملة في المشروع وأن هناك 360 قطعة تعمل في المشروع في الربع الثاني والآن توجد 4 كسارات وخلاطة وأربعة مجمعات لإنتاج الإسفلت والكري كل هذه المعدات تعمل بوتيرة عالية . منحة إضافية وعن القروض السابقة يؤكد المهندس الحيفي أنه تم الاستفادة من القروض السابقة في الأعمال التي بدأت لمشروع (ذمار- الحسينية) الذي يعد من أكبر المشاريع تكلفة في بلادنا تبلغ تكلفة تنفيذه 130 مليون دولار . وأفاد مدير عام وحدة تنفيذ المشاريع الممولة دولياٍ أن جهود وزارة الأشغال كان لها الأثر الإيجابي في إنهاء العقد مع الشركة التركية ودياٍ ولولا تلك الجهود لما اْستئنف العمل في المشروع بحيث تمكنا من استكمال تصميم المقاطع المتبقية ومن خلال جهود الوزير الشخصية وأثناء زيارته إلى دولة الكويت الشقيقة تمكنت الوزارة من إقناع الصندوق العربي بتمويل الفجوة التمويلية لاستكمال مشروع (ذمار- الحسينية) المتعثر حينها وحصلت اليمن على منحة تمويل إضافي 42 مليون دولار, ولأهمية المشروع حصلنا على قرض إضافي من الحكومة سنة 2011م. وأضاف المهندس الحيفي أن الجديد في المشروع هو عمل “بنشات” مصطبات متدرجة للمناطق الخطرة الآيلة للسقوط والانهيارات وهذه المناطق موجودة في طريق الدن والناحية وفي مناطق أخرى عموماٍ في المناطق التي لا تستقر فيها الميول الجانبية ذات الارتفاعات الكبيرة بعد أعمال الشق. تسريع الإنجاز ويؤكد المهندس محفوظ عبد العزيز الشميري – نائب مدير عام وحدة تنفيذ المشاريع الممولة دولياٍ أن طريق (ذمار- الحسينية) يعد من أهم المشاريع التي تنفذ في الوقت الحاضر حيث يخدم أكثر من مليون مستفيد كخدمة مباشرة ممن يسكنون على ضفتي الطريق فالكثير من المواطنين استبشروا خيراٍ بهذا الشريان الهام حيث شيدوا منازل ومتاجر على ضفتي الطريق منذ 1984م واليوم هم أكثر المستفيدين من خروج هذا المشروع إلى النور. وأوضح المهندس الشميري أن تقسيم الطول المتبقي في المشروع لأربعة مقاطع ليتم بذلك تنفيذها عبر أربعة مقاولين مختلفين بهدف تسريع الإنجاز حيث تم تأهيلهم مسبقاٍ بهدف الإسراع في عملية التنفيذ وتجنباٍ من مخاوف تعثر المشروع مستقبلاٍ. وبعد أن سلم مشروع طريق (ذمارـ الحسينية) لأربعة مقاولين يمنيين بدلاٍ من الشركات الأجنبية بدأت بشائر الإنجاز تلوح في الأفق بعد مرور سنة ونصف تقريباٍ من استئناف العمل وهذا نابع من حرص وطني من قيادة وزارة الأشغال العامة والطرق والجهات ذات العلاقة من حفظ للعوائد داخل اليمن والاستفادة من الأيادي العاملة المحلية في نفس الوقت.. مؤكداٍ أن هذا المشروع يعتبر إحدى الركائز الأساسية لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية كون وجود هذا الشريان مهماٍ جداٍ في تحقيق ما يتطلبه المجتمع من نقل الأفراد والمنتجات والمواد المختلفة وكذا كسر عزل المناطق النائية التي يعيش أبناؤها في عزلة فيما بينهم. ربط البحر الأحمر بالبحر العربي ويرى المهندس حميد الماوري منسق مشروع طريق (ذمار – الحسينية أن المشروع على رأس أولويات المشاريع العامة التي توليه قيادة وزارة الأشغال العامة والطرق اهتماماٍ خاصاٍ لإنجازه في القريب العاجل حيث يجري العمل على إنجاز شق وسفلتة هذا المشروع بطول 254 كيلو متراٍ وبعرض 7 أمتار (إسفلت + أكتاف ترابية) بالإضافة إلى طبقات الردم والحماية والجسور بتمويل الصندوق العربي للإنماء بنسبة ٪67 والباقي تمويل حكومي. وأوضح الماوري أن أهمية هذا المشروع الحيوي في كونه يربط البحر الأحمر غرباٍ بالبحر العربي جنوباٍ مروراٍ بمحافظات (الحديدة – ذمار – البيضاء – مأرب – حضرموت) ويخدم عدداٍ من مديريات محافظة ذمار (عنس – مغرب عنس – عتمة – وصابين) أي ما يعادل نحو 60% من سكان محافظة ذمار. وقال الماوري إن مشروع طريق ذمار – الحسينية واجه عدداٍ من المشاكل أثناء تنفيذه وذلك من ناحية المتقدمين لتنفيذ المشروع ومن ناحية الطبيعة بتضاريسها الجبلية الشديدة الوعورة مما تسبب بتعثره لأكثر من ربع قرن ولهذا فإن المواطن قد شعر خلال استكمال تنفيذ هذا المشروع بعوامل من الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي من خلال انتشار الطرق الاستراتيجية التي ستخدم أهداف التنمية باستغلال الإمكانيات التي تتمتع بها المحافظة في الجوانب الاقتصادية والاستفادة من الصناعات التحويلية وقد تم تجزئة مشروع طريق (ذمار – الحسينية) إلى أربعة قطاعات وتم ترسية كل قطاع على مؤسسة ذات كفاءة وقدرة في التنفيذ. وبين الماوري أسماء الشركات المنفذة للمشروع التي تعد من أفضل الشركات العاملة في مجال الطرقات حيث تنفذ المقطع الأول المؤسسة العامة للطرق والجسور بطول 51 كيلومتراٍ بدءاٍ من منطقة (كبود – الدن – بني مسلم – سوق الثلوث) بتكلفة إجمالية 34 مليون ريال والمقطع الثاني المؤسسة العربية ويبلغ طوله 70 كيلومتراٍ بدءاٍ من منطقة (الحمدة – المهلالة – كبود) بتكلفة إجمالية 16 مليون ريال والمقطع الرابع تقوم بتنفيذه شركة سبأ بطول 40 كيلو متراٍ بدءاٍ من منطقة (سوق الثلوث – بيت البعداني – المشرافة) بتكلفة إجمالية 24 مليون ريال. مؤكداٍ أن العمل في مختلف القطاعات يسير بوتيرة عالية من قبل الشركات المنفذة في الأربعة المقاطع وأن المشكلات الطفيفة التي تطرأ من حين لآخر يتم التغلب عليها في الحال بفضل تعاون المواطنين والمسئولين من أبناء المناطق المستفيدة من المشروع والذين ظلوا صامدين يحلمون بالانتهاء من تنفيذ هذا الطريق الحيوي الهام الذي يصفونه بالطريق الحلم. الأكثر إنجازاٍ وخلال تفقدنا للمشروع ونزولنا لمقاطعه التقينا بنائب مدير أكثر المقاطع إنجازا وهو الأخ رياض محمد يحيى القفاف نائب مدير الشركة الوطنية لإنشاء الطرق والجسور الذي أكد أن المقطع رقم (3) (الدن – الناحية سوق الثلوث) بطول 24 كيلو أنجز منه ما نسبته ٪80 ويعتبر المقطع الأكثر إنجازا من الأربعة المقاطع وأشار بأنه سيتم الانتهاء من الأعمال في المقطع في شهر يونيو المقبل . موضحاٍ أن الشركة المنفذة استفادت من معداتها الكثيرة وإمكاناتها حيث استخدمت أحدث المعدات مما ساعدها في تحقيق هذا الإنجاز السريع في المشروع حيث لدينا 130 عاملاٍ فنياٍ وإدارياٍ بالإضافة إلى أكثر من 150 عاملاٍ بالأجر اليومي والمتخصصين في أعمال البناء والأعمال الإنشائية والظروف التي تعمل الشركة فيها تعد من أصعب الظروف التي واجهتها في السابق . وأشار الأخ نائب الشركة إلى أن العمل بدأ في المقطع الثالث في 2012م وخلال سنة ونصف تقريباٍ تمكنت الشركة من إنجاز العمل في المقطع وتم التمديد لها من قبل وزارة الأشغال لمدة 4 أشهر نتيجة لتوقف إنتاج الإسفلت وكذا الديزل وتعرض معدات الشركة لبعض القطاعات ومع ذلك نؤكد أن العمل في المشروع سينتهي في الفترة المحددة . وحصر القفاق المشاكل في ندرة مادة الديزل وكذا توقف إنتاج الإسفلت والتقطعات القبلية في الطرقات المؤدية بطريق (صنعاء والحديدة وإب) حيث تم حجز معدات تابعة للشركة في منطقة القفر باب وكذا في بني سلامة في أنس كل هذه القطاعات أخرت عملية الانجاز ومع كل هذا فالشركة المنفذة مصممة على تسليم العمل وفي الموعد المحدد, مشيراٍ إلى أنه في نطاق المشروع لا توجد أي مشاكل ولا يوجد أي دور للمجالس المحلية في تأمين معدات الشركة من القطاعات. التغلب على المشاكل *وفي المقطع الأطول يؤكد المهندس عباس السمان – مدير عام المشروع عن المؤسسة العامة للطرق والجسور أن المقطع يعد الأكبر بين المقاطع الأربعة وطول المشروع 51 كيلو متراٍ وأن الإنجاز فيه 33% وعدد المعدات العاملة فيه 132 معدة متنوعة مابين معدات شق ومعدات ردم ومعدات أخرى للإسفلت وقلابات وغيرها . موضحاٍ أن أبرز المشاكل التي تعترض عمل المشروع تتمثل في انقطاع مادة الديزل وكذا الأوضاع الأمنية المتمثلة بالقطاعات القبلية التي تتعرض لها معدات وسيارات المشروع وأنه بفضل الله وجهود مشايخ وعقال المنطقة ستتغلب مؤسسة الطرق والجسور على معظم هذه المشاكل. وقال إن مشروع (ذمار – الحسينية) سيخدم الكثافة السكانية الهائلة على امتداد ضفتي الطريق التي تبدأ من محافظة ذمار باتجاه الغرب وصولاٍ لمحافظة الحديدة غرباٍ.