الرئيسية - محليات - نقص حاد في الخدمات الأساسية
نقص حاد في الخدمات الأساسية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عدن / نبيل الجنيد – > الأحياء الحضرية تحولت إلى قرى نائية بسبب البناء العشوائي وتهالك شبكة المياه

أحياء المصعبين العماد البساتين الدمينة المحاريق .. وغيرها من الأحياء السكنية بمديرية دار سعد في محافظة عدن تعاني من النقص الحاد في الخدمات العامة ويكاد اليأس يقضي على ما تبقى من بارقة أمل في نفوس سكانها جراء تراكم الهموم المعيشية وتحويل أحيائهم إلى مقلب عام للقمامة دون مراعاة لحياتهم ولا للبيئة في دار سعد خاصة وفي محافظة عدن عامة التي تشكل المخلفات والقمامة المتراكمة خطراٍ كبيراٍ عليها..

البداية كانت مع خالد عبد الكريم المصعبي عاقل حي المصعبين والذي تحدث قائلا: يفتقر حي المصعبين للخدمات الضرورية العامة ويعاني من التلوث البيئي وتهالك شبكة المياه وكذا من اختلاط المياه بالصرف الصحي الذي نتج وينتج عنه إصابة العديد من أبناء الحي بأمراض الفشل الكلوي وغيرها من الأمراض وانتشار البعوض خصوصاٍ مع هطول الأمطار وتحولها الى مياه راكدة وسط الأحياء. وقال: لا نعلم إلى أين توصل مشروع الدراسة التي تم إعدادها من قبل مؤسسة المياه بعدن لإنشاء مشروع مجاري صرف صحي وربطها مع مجاري دار سعد بكلفة إجمالية بـ( 341) مليون ريال وقد كان المواطن بالمديرية استبشر خيرا من نزول لجنة المسح من مؤسسة المياه إلى منطقة دار سعد قبل فترة طويلة إلا أن الخير الذي استبشره المواطن لم يات بعد وأصبح مجرد سراب. اختلاط مياه الشرب بالمجاري رئيس لجنة الخدمات بجمعية أمل الدمينة التنموية والاجتماعية عبده عمر الأصنج يقول من جانبه: إن منطقة الدمينة تحولت إلى قرية ريفية بوسط مدينة حضرية كمدينة عدن وهي تعاني نقصاٍ في الخدمات العامة وتهالك شبكة المياه الذي أدى إلى اختلاط مياه الشرب بمياه المجاري بعد أن وصل عمر المواسير إلى (20) عاماٍ وانتهى عمرها الافتراضي. وأضاف: المأساة الكبيرة أن المنطقة بلا متنفس للأطفال مما يدفعهم للعب وسط الحارات بين مياه المجاري الطافحة التي تسبب لهم أمراضاٍ جلدية , وكذا عدم وجود مركز صحي رغم توفر الأرضية التي مازال الأهالي محافظين عليها من البسط والبناء من قبل المتنفذين, ونطالب الحكومة والسلطة المحلية بعون والمنظمات الدولية المانحة بمساعدة منطقة الدمينة وإنقاذها مما هي عليه اليوم , لافتاٍ إلى أن مشروع الرصف المقدم من صندوق التنمية الاجتماعية وبمبلغ (100) مليون ريال يجب أن يسبق تنفيذه عمل شبكة المجاري والمياه والهاتف حتى لا يتم بعد اعتماد مشاريع المجاري والمياه تخريب وقلع ما تم رصفه فتخسر الدولة ملايين الريالات جراء عشوائية تنفيذ المشاريع. حالة مزرية • الأخت شذا الجابري من سكان حي البساتين تقول: نأسف أن يظل واقع السكان بحي البساتين بحالة مزرية جداٍ لا يطيقها الأهالي بسبب تردي الخدمات بشكل كبير وهذا ليس بغريب على أحد فحي البساتين حي مزدحم بالسكان وخصوصاٍ اللاجئين الصوماليين وهذا يزيد من معاناة أهالي الحي كونه كلما كان عدد السكان أكثر كان الاحتياج للخدمات أكثر. وقالت: عبر صحيفة “الثورة” نوجه نداءٍ واستغاثة لكل المهتمين بحياة وحقوق الإنسان إلى دعم المشاريع الخدمية بدرجة أساسية بمنطقة البساتين المواطن لن يستطيع تحمل المزيد من المعاناة. مدير إدارة صندوق النظافة والتحسين بدار سعد المهندس محمد حسن الديش تحدث من جانبه قائلاٍ: إن دار سعد تواجه مشاكل متراكمة منها القصور الأمني الذي شجع على البناء العشوائي والتوسع العمراني غير المنظم حول المديرية لقرى وأحياء شعبية مترامية الأطراف. موضحاٍ أن هذه الأمور عرقلت أداء الآليات بشكل صحيح وتسببت بعدم تمكن معدات وآليات النظافة من الدخول إلى الأحياء الشعبية جراء أعمال النهب التي تحدث في تلك الأحياء. ولفت إلى أن الغياب الأمني ساعد كثيراٍ على انتشار الفوضى إلى أن وصل الحال بعمال النظافة إلى عدم الالتزام بالدوام والحفاظ على الآليات وإلى قيامهم باستخدام المعدات في أعمال خاصة بهم وعلى سبيل المثال ثلاثة عمال تم توقيفهم لممارستهم هذا السلوك غير القانوني ولكن من يحاسبهم, وهذا أدى إلى قصور في العمل بنسبة %30 مع نقص العمال الذين يصل عددهم إلى (122) عاملاٍ وعاملة في جانب الكنس و(32) عاملاٍ وعاملة في جانب رفع القمامة. وأشار المهندس الديش إلى أنه تم نهب آلية نظافة تابعة لمديرية دار سعد من ضمن (20 ) آلية كانت قد تعرضت للنهب بسبب عدم الوعي بالنظافة والحق العام. مطالباٍ الحكومة والمنظمات الداعمة بتقديم المزيد من الدعم لمديرية دار سعد من أجل استكمال البنية التحتية في مجال النظافة والتحسين وغيرها من القطاعات الخدمية. من جهته قال رئيس قسم الصرف الصحي بفرع مؤسسة المياه بدار سعد المهندس جياب عاطف عمر أن إدارة المياه والصرف الصحي تعمل وفق الإمكانيات المتاحة لها لمواجهة أعمال التصريف حتى تظهر المدينة بصورة ايجابية أفضل مما كانت عليه في السابق , حيث تم إعادة تأهيل منطقة الدمينة ومد مواسير الصرف الصحي بما يقارب (300) متر قطر (6) هنشات وكذا تغطية المنطقة في جانب الصرف الصحي بما يعادل (70 % ) من احتياجاتها والعمل بالتصريف إلى الشبكة العامة بالإضافة الى إلغاء الحفر الراشحة لأكثر من (70) منزلاٍ ومعالجة بعض شبكات الخط القديم بمنطقة البساتين , وهذا لم يكن بالشكل المطلوب بسبب الكثافة السكانية وتوسع المدينة ويتم تنفيذ الأعمال وفقاٍ للخطة والإمكانيات لأداء المركز الرئيسي بمديرية المنصورة . وأضاف: أن الجانب المادي والأمني أساس القصور وتردي الخدمات وكذا انتهاء العمر الافتراضي لمضخات المياه وشبكات المياه , وعدم وعي المستهلكين وتجاوبهم بتسديد المديونية. وما يؤلمنا أكثر أن وصلت الفوضى إلى سرقة (30) غطاء من أغطية المناهل وغرف التفتيش التي تصل قيمة الغطاء الواحد فيها إلى (300) دولار مما يؤدي إلى انسداد غرف التفتيش بالقمامة وإلى طفح المجاري إلى الشوارع وهذا أيضاٍ ما يجعل المؤسسة تتحمل خسائر مادية باهظة, وزد إلى ذلك البناء العشوائي على خطوط المجاري الرئيسية الذي تتحمل أعباءِه المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بعدن. مدير إدارة المجاري والصرف الصحي بفرع المؤسسة المهندس زكي حداد تحدث قائلاٍ: دار سعد منطقة مترامية الأطراف وقد شهدت أعمال بناء عشوائي أثر على تخطيط المدينة ومع ذلك لم تتوقف أعمال وإجراءات مؤسسة المياه والصرف الصحي بالمحافظة في هذه المنطقة وقد قامت بالعديد من أعمال الصيانة الدورية وتركيب المواسير وآخر تلك الأعمال توفير مضخة مياه قوة (40) كيلو, وكذا إعداد دارسة حول مشروع منطقة المصعبين بتكلفة (341) مليون ريال إلا أنه ولكون مكتب الأشغال العامة لديه سقف محدد اعترض على الدراسة بسبب العجز المالي باعتبار أن الجانب المالي هو رأس الصعوبات التي تقف أمام إنجاز المشاريع علماٍ أن مديونية المؤسسة لدى سكان محافظة عدن تصل إلى ما يقارب (6) مليارت ريال سكني, غير الحكومي على سبيل الذكر فقط مكتب وزارة الأوقاف بلغت مديونية المؤسسة لديه (900) مليون ريال وهذه المبالغ حطمت معنويات الذين لم يحصلوا على حقوقهم مقابل العمل الإضافي فترة المساء في مجال الصيانة منذ (4) أشهر . وأضاف: لدى إدارة المجاري خطة وفق الدراسة المعدة لعام 2014م استكمال اعادة تأهيل (132) ممراٍ جديداٍ واستبدال الخطوط القديمة للشبكة بمسافة كيلو ونصف من خلال التنسيق مع المجلس المحلي وبعض المنظمات المانحة. مدير إدارة المنطقة الثانية بمؤسسة المياه بعدن المهندس خلدون شطارة قال من جهته إن إدارة المنطقة لديها توجه للتوسع في ضواحي دار سعد وتوعية المواطن بضرورة الربط بالشبكات في المناطق العشوائية التي وصل عددها إلى أكثر من (15) توصيلة بالمنطقة الثانية ضمن أكثر من (30) مخالفة بالمحافظة . داعياٍ المواطن إلى التفاعل والتعاون مع مؤسسة المياه بإدخال العدادات من أجل الاستمرار بتوفير الماء إلى كل منزل وحتى تستطيع المؤسسة القيام بأعمال الصيانة الدورية وتجاوز كل الصعوبات التي رافقت الأداء خلال السنوات الماضية .