الرئيسية - محليات - الصيادون العائدون من اريتريا.. فرحة تحيطها الكثير من المنغصات
الصيادون العائدون من اريتريا.. فرحة تحيطها الكثير من المنغصات
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

قرى وأماكن تجمعات الصيادين التقليديين على طول ساحل البحر الأحمر عاشت الأسبوع الماضي لحظات سعيدة وهي تستقبل أبناءها الذين قضوا فترة ليست بالقصيرة في المعتقلات الاريترية قبل أن يتم إطلاق سراحهم. فرحة منقوصة على أصوات الطبول والأهازيج ودوي الألعاب النارية التي أضاءت فضاءات الساحل وصل العشرات من الصيادين إلى أسرهم وعائلاتهم بعد أشهر طويلة من الاحتجاز والظروف الصعبة التي عاشوها هناك. كانت الفرحة كبيرة خاصة في مديرتي الخوخة وحيس اللتين تظلان في صدارة المناطق الساحلية من حيث عدد الصيادين المعتقلين في اريتريا غير أنها كانت منقوصة ولم تكتمل الأفراح كما يقول الصيادون بسبب اقتصار عملية الإطلاق على البعض والإبقاء على البعض الآخر يعاني الأمرين في معتقلات مصوع الاريترية. عاد 135 صيادا من أصل 420 كانوا محتجزين لفترات تتراوح مابين العام والعامين ويقول أمين عام الاتحاد التعاوني السمكي بمحافظة الحديدة إسماعيل محمد علي الهيج لـ”الثورة” بأن الإفراج عن هؤلاء الـ 135 صيادا كان ثمرة لمتابعة دؤوبه وجهود متواصلة بذلها الاتحاد السمكي وكافة الجهات الرسمية في الدولة ويضيف الهيج الذي كان على رأس مستقبلي الصيادين العائدين بميناء المخا بمحافظة تعز بأنه لا يزال هناك 285 صيادا في اريتريا موزعين في معتقلي مرسى فاطمة ومعسكر قدم بميناء مصوع الاريتري حيث يوجد في معتقل فاطمة 162 صيادا و123 آخرين في معتقل قدم مشيرا إلى أن الجانب الاريتري قدم وعودا أكيدة بالإفراج عن بقية الصيادين المحتجزين في أسرع وقت ممكن. انتظار الفرج هذه الوعود التي تحدث عنها مسؤول الاتحاد السمكي بالحديدة إسماعيل الهيج خففت قليلا من أحزان الأسر التي لايزال أبناؤها يقبعون في السجون الاريترية. ويقول فتيني حيدر الذي يعمل مدرسا بمديرية حيس أن أخاه طارق المحتجز في اريتريا منذ نحو عامين مايزال سجينا وأن أسرته شعرت بالحزن العميق وهي تستمع إلى أفراح وأهازيج أسر العائدين. ويضيف أن المعلومات التي أوردها الصيادون المفرج عنهم بوجود مساع رسمية حثيثة لتأمين الإفراج الكامل عن بقية المحتجزين كان من شأنها تخفيف الحزن والأسى ومضاعفة مشاعر التفاؤل والأمل في انتظار لحظة الفرج الذي طال انتظاره. مخاوف وتحفظات الصيادون العائدون الذين عبروا عن سعادتهم الغامرة بالاستقبال والحفاوة والترحاب الذي لاقوه عقب وصولهم إلى ميناء المخا أبدوا كثيرا من التحفظات عندما حاولت (الثورة) الاستطلاع من خلالهم عن ما لاقوه هم وما يتعرض له زملاؤهم في أماكن الاحتجاز.. ويقول إبراهيم عماري وهو أحد الصيادين العائدين من أبناء قرية المصيبر بمديرية حيس: نريد أن نستمتع بأجواء الفرح الآن ولا نحب استذكار تلك الآلام. ويشير هذا الصياد الذي قضى سنة و6 أشهر في معتقل “قدم” إلى أن المعاملة القاسية كانت في الأشهر الأولى قبل أن تتحسن تدريجيا وخاصة في الآونة الأخيرة مع بدء الاهتمام الرسمي بمتابعة أوضاع المحتجزين. بعض الصيادين من هؤلاء الذين شملهم الإفراج آثروا السكوت وعدم البوح بما في الضمائر.. مؤكدين بأنهم تعرضوا لتهديدات غير مباشرة من قبل القائمين على المعتقلات الاريترية بأن أي حديث منهم عن المعاملة التي تعرضوا لها في السجون لوسائل الإعلام ستنعكس سلبا على زملائهم الذين لا يزالون رهن السجون الاريترية غير أنهم أكدوا صحة ما تناولته وسائل الإعلام خلال فترة احتجازهم من أعمال شاقة ومهنية وخاصة في سجن فاطمة الذي لا تتوفر فيه أدنى مقومات الحياة. المهمة القادمة كثير من الصيادين العائدين ما تزال قواربهم ومصدر عيشهم في قبضة السلطات الاريترية ويقول الشقيقان عبدالرحمن وعبدالسلام محمد الحلصي وهما من صيادي مديرية الخوخة الساحلية وقد اخرج عنهما في دفعتين مختلفتين بأنهما سيأخذان قسطا من الراحة بعد العناء والإجهاد الشديدين اللذين تعرضا لهما خلال فترة الاحتجاز والتي قاربت العامين قبل أن يباشرا مهمة البحث عن قاربهما المصادر من قبل السلطات الاريترية ويشيران إلى أنهما سينطلقان إلى العاصمة صنعاء بحثا عن حقهما الضائع وعن التعويضات المناسبة التي يجب أن تقدمها الجهات الحكومية المختصة وهو الأمر الذي يأمله ويخطط له كثير من العائدين ممن فقدوا مصادر عيشهم وعيش أطفالهم.