الرئيسية - عربي ودولي - أفريقيا الوسطى تغرق في نفق العنف الطائفي
أفريقيا الوسطى تغرق في نفق العنف الطائفي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تشهد افريقيا الوسطى عنفا دمويا غير مسبوق وعملية تطهير عرقي هي الأسوأ ضد المسلمين فى تاريخ البلاد وذلك إثر تدهور امني خطير على خلفية النزاع الدائر بين المليشيات بسبب السلطة وذلك منذ الانقلاب الذي استهدف الرئيس المخلوع فرانسوا بوزيزيه في مارس/ 2013م نفذه الرئيس ميشال دجوتوديا بمساعدة من مليشيات –سيليكا- المسلمة لكن دجوتوديا تنحى بضغط من رؤساء دول وسط أفريقيا مطلع يناير الماضي. رغم تنحي الرئيس السابق ميشال دجوتوديا المشتبه بتعاطفه مع مليشيات «سيليكا» المسلمة وانتخاب كاترين سامبا بانزا رئيسة جديدة موقتة لجمهورية أفريقيا الوسطى التي تواجه تحديات كثيرة أبرزها فرض الأمن في البلاد وبناء الاقتصاد فضلا عن تمكين كل النازحين من العودة إلى منازلهم وتوفير المساعدات الغذائية والإنسانية الضرورية لهم إلا ان العنف لا يزال سيد الموقف في هذا البلد الأفريقي الفقير الذي يعيش على وقع الصراعات والنزاعات المسلحة التي نشبت بين مليشيات مسلمة سيليكا وأخرى مسيحية –الأنتي بلاكا-التي هيمنت على السلطة منذ مارس الماضي والتي راح ضحيتها أكثر من ألف قتيل من الجانبين.. ومع تزايد القلق الدولي بفعل في ارتفاع حدة العنف في افريقيا دعت منظمة العفو الدولية العالم للتحرك بسرعة عاجلة لوقف التطهير العرقي الجاري بحق مسلمين في غرب جمهورية أفريقيا الوسطى مؤكدة بأن القوات الدولية المنتشرة فيها عاجزة عن وقف هذا التطهير. وطالبت المنظمة الحقوقية المجتمع الدولي بوقف سيطرة ميليشيات أنتي-بالاكا المسيحية ونشر قوات بأعداد كافية في المدن التي يواجه المسلمون فيها خطرا الموت وتحذر بالفعل هيئات إغاثية من أزمة في الغذاء حيث أن كثيرا من المتاجر ومنافذ البيع بالجملة كانت تدار بواسطة مسلمين. ومنذ تنحي دجوتوديا غرقت البلاد في دوامة من العنف الطائفي والأعمال الانتقامية التي تشنها هذه الميليشيات ضد مسلحي سيليكا والمدنيين المسلمين.

وأدى انسحاب مسلحي سيليكا من مدينة بودا (شمال غرب) في 29 يناير الماضي إلى موجة عنف غير مسبوقة أسفرت عن مقتل 84 شخصا بينهم مسلمون ومسيحيون بحسب الصليب الأحمر المحلي. وشنت ميليشيات أنتي-بالاكا في 18 من الشهر نفسه هجوما على مدينة بوسيمبتيليه (غرب) ما أسفر عن سقوط «أكثر من مائة قتيل بين السكان المسلمين». وأدت أعمال العنف الطائفية إلى نزوح ربع سكان البلاد -البالغ عددهم 4.6 مليون نسمة- عن مناطقهم خوفا من الهجمات الانتقامية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حذر من أن تقسيم جمهورية أفريقيا الوسطى بات أمرا ممكنا جراء أعمال العنف بين المسيحيين والمسلمين. وتضم قوة الاتحاد الافريقي في جمهورية أفريقيا الوسطى حاليا 5400 عنصر من أصل ستة آلاف كان مقررا انتشارهم فيما يتواجد بالبلاد أيضا 1600 جندي فرنسي..من جهته وعد الاتحاد الأوروبي بنشر نحو خمسة آلاف جندي في العاصمة بانغي في بداية مارس المقبل..