الرئيسية - عربي ودولي - أطفال في ساحة المعارك
أطفال في ساحة المعارك
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تقرير/ بلال الراسني – على الرغم من الاتفاقيات الدولية التي تحرم تجنيد الأطفال بالإضافة إلى تحذيرات العشرات من المنظمات الإنسانية عن تجنيد الطفولة ومخاطر تجنيدهم وما قد يترتب عليها من فقدان الحياة الجسدية والنفسية على المدى البعيد. تستمر هذه الظاهرة على نطاق واسع من قبل المئات من الجماعات والحكومات على مستوى العالم والدفع بهم إلى ساحات المواجهات وصراعات مستمرة سواء على السلطة أو المال أو الأرض. ولم تفلح تلك الجهود في إبقاء الأطفال بعيدا عن تلك الصراعات أي في أحضان التعليم وبعيدا عن أمراء الحروب. وعلى امتداد عشرات النزاعات والحروب والاضطرابات في العالم ابتداء بالكونغو وسوريا والصومال وأفغانستان وبانغي وجنوب السودان واليمن. شكل الأطفال بحسب ما تؤكده العشرات من المنظمات الإنسانية جزءا مهما من تشكيلة جيوش هذه الجماعات في صراعاتها التي تخوضها. وخلال العامين الماضيين ومع توسع الصراعات وانتشار النزاعات انتهكت العديد من الأطراف والحكومات على مستوى العالم الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي بشأن تجنيد الأطفال في الحروب واستخدامهم في معاركها العسكرية وعلى نطاق واسع. ولعب الفقر والضغط الاجتماعي المتمثل في استمرار الصراعات وعدم الاستقرار السياسي والضغوطات الاجتماعية دورا مهما في زيادة الأطفال الملتحقين بالعمليات القتالية وسهلت للجماعات المتصارعة استقطاب مزيد من الأطفال والزج بهم إلى ساحات الموت والقتل والدمار. وتشير منظمة اليونيسيف إلى أنها من خلال نزولها الميداني وتقصيها للعشرات من أماكن الصراعات والحروب في عشرات البلدان التي تجري فيها حروب وجدت أن هذه الجماعات والحكومات فيها مقاتلون أطفال هم من دون سن 18-15 من العمر. وتقدر المنظمة السويدية لرعاية الأطفال بأن هناك ما يزيد على 300 ألف مقاتل من الأطفال ينتشرون على مستوى العالم. واحتلت قارة إفريقيا المركز الأول من حيث أعلى نسبة في التحاق الأطفال المجندين بحسب ما تؤكده المنظمات الإنسانية. وأسهمت كثرة النزاعات واحتياجات الجماعات في ظل تزايد الضغوطات على جبهات القتال إلى اللجوء إلى تجنيد الأطفال. واتهمت المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الشهر الماضي قوات سلفاكير ومشار في جنوب السودان بقيامهم بالدفع بعشرات الآلاف من الأطفال إلى جبهات القتال والمواجهات في ما بينهم. وأدانت الأمم المتحدة قيام جماعات الصراع في أفريقا الوسطى بتجنيدها أكثر من إلفي مقاتل في الشهر الماضي إلى صفوفها. وتقول الأمم المتحدة ومنظمات اليونيسيف بأن وجود الاضطرابات في مالي وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وعدم وجود الرعاية كان لها دور محوري في التحاق الآلاف من الأطفال في التشكيلات المسلحة وجبهات القتال. ومن خلال تقصي لجان منظمات اليونيسيف للطفولة وجدت اليونيسيف أن العديد من أطراف الصراع انتهكت القانون الدولي بشأن تجنيد أطفال صغار كما اتهمت الأمم المتحدة العام الماضي أن أطراف النزاع في سوريا عملت على تجنيد أطفال إلى صفوفها واستخدامهم في عملياتها العسكرية واللوجستية. كما لم تستثن منظمة اليونيسيف في العامين الماضيين بعض الجماعات المسلحة في اليمن خلال العامين الماضيين من توجيه أصابع الاتهام للبعض منها ووصمها بالعار لقيامها بتجنيد أطفال صغار راح العديد منهم ضحايا. وفي ظل استمرار الصراعات وتأجيجها وعدم وجود أفق سياسي للحل وغياب الرعاية الاجتماعية وغياب الأمان تبقى الدروب معبدة لأطراف الصراع لتجنيد الأطفال واستمرار استغلال المزيد منهم في الحروب. ولعبت كل تلك الأسباب التي ذكرناها دورا سلبيا في إخبار الأطفال ليتجهوا إلى ميادين المعارك بدلا من المكان الطبيعي الذي يجب أن يكونوا فيه, وهو فصول الدراسة واستخدام القلم وحمل حقائب الكتب ليكونوا بذلك جيلا للمستقبل يستطيعون أن يقدموا للوطن أفضل ما لديهم في الوقت المناسب.