الرئيسية - عربي ودولي - الشباب… ثروة الشعوب وقادة المستقبل
الشباب… ثروة الشعوب وقادة المستقبل
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الشباب هم الثروة الحقيقة للشعوب وعماد المستقبل وهم من يحملون على عاتقهم بناء اوطانهم بكافة المجالات هم الطليعة وهم رمز التقدم والتحضر كونهم عصارة تجارب الماضي ووقود المستقبل يتقد بعد ان تخفت شمعة الأجداد والآباء لكي ينير الطريق ويعبد المسيرة للأجيال الفتيه الأتية الشباب هم ذخر الشعوب وقاده التغيير ان لم يكونوا نتاجه أو امتدادا له. فصورة الربيع العربي ارتبطت بالشباب الذين كانوا المحركين له وفي مقدمة الصفوف مما عدل الصورة النمطية التي كانت سائدة سابقا عن جيل كثيرا ما وصف بالضياع.. ورغم التحديات والصعوبات الراهنة فقد كان الشباب المكون الرئيسي للثورات العربية والنظر إلى الخصائص النفسية والسلوكية للمرحلة العمرية التي مرون بها فقد اتسم سلوكهم السياسي بالخيال والمثالية مع رفضهم لواقع مر وسعيهم لإيجاد إطار أو نظام وحياة جديدة تتناسب مع تطلعاتهم ورغم وجود اختلافات مهمة في طبيعة القوى التي شاركت الشباب في هذه الانتفاضات الشعبية فإن مطالبها تشابهت إلى حد بعيد حيث ركز الثوار والمتظاهرون على مطلبين رئيسيين هما: الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وغابت المطالب ذات الصبغة الطائفية.. فالجميع يدرك التحولات السياسية والازمات التي شهدتها الساحة العربية منذ نهاية القرن العشرين حتى الآن: تلك التحولات التي ادت الى احداث هزات عنيفة في منظومة البناء المجتمعي والقيمي والمعنوي واحدثت تصدعا في علاقات الافراد بالمجتمع وأسهمت في تزايد حدة الصراع والعنف وتدني مشاعر المواطنة وتراجع مستويات الاعداد المهني والاكاديمي للشباب ومانتج عنها من تفاقم لمشكلة البطالة. تلك التحديات التي اسهمت في حدتها ثورة المعلومات والاتصالات فضلا عن المخططات الاجنبية التي تسعى الى تفتيت وهدم مشاعر الانتماء القومي والوطني. وحين كان الشباب هم عماد الامة ومصدر عزتها وصمام امامها وصانع نهضتها وانطلاقا من كونهم الطاقة الاساسية الكامنة لاي مجتمع والتي تمتلك القدرة على العطاء وتحمل المسؤوليات وتنفيذ الخطط التنموية. فقد بات لزاما ان تتخذ الحكومات العربية خطوات جادة وفعالة نحو الاهتمام بفئة الشباب واعادة بناء منظومة القيم الاجتماعية والمعرفية وتنمية الحس الوطني لديهم ومساعدتهم على مواجهة تلك التحديات. و تتطلع الشعوب العربية من خلال اوراق العمل والبحوث والمناقشات الناضجة والمتعمقة الى تقديم فكر معاصر يسهم في وضع استراتيجية موضوعية لتنمية الشباب وتعزيز ادائه وتمكينه اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وكدا آليات واقعية للنهوض بهم وتفعيل دورهم في التنمية بكافة جوانبها.. ان فاعلية الشباب هي السبب الرئيسي في ثورات الربيع العربي فبواعث وأسباب تلك الثورات متعددة حيث جاءت نتيجة لتراكم وتفاعل وتكامل عوامل متعددة شكلت وبلورت ذلك الحدث التاريخي الخطير الذي انفجر فجأة و السبب المباشر في قدح الشرارة الأولى لاندلاع هذه الثورة العربية إنما يعود إلى فاعلية الشباب العربي أي الانتقال من الفعل الموجه الذي تتحكم فيه الأنظمة الحاكمة إلى الفعل الذاتي المنظم الذي يقوم به الشباب من أجل التغيير ولقد انفجرت ثورات الشعوب العربية بجانب مهم منها ردا على سوء الأوضاع المعيشية والفساد الهائل الذي حاصر الناس في لقمة عيشهم إلا أنها بجوهرها كانت ثورات لرد الاعتبار وانتزاع الاعتراف بوجودها إزاء سلطة لم تشعر بوجود الشعب واعتباره يوما فهي ثورات تنشد الكرامة في ظل عامل الخوف الذي طالما قيد الحركات الشعبية وصرفها عن محاولة التمرد رغم الظروف القاسية التي كان يعيشها الشعب والظلم الذي يتعرض له ويعانيه أي رغم توافر المبررات التي تدعوه إلى الاحتجاج والثورة. ويرى خبراء أن إعطاء الشباب أملا وهدفا واضحا في بناء المجتمعات الإنسانية المتحضرة هو الحل لأن الفراغ واليأس و البطالة مشاكل خطيرة في اوساط الشباب والعائق أمام تفجر طاقاتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعاتهم بالمنفعة. وهناك الكثير من الدراسات والتقارير التي تعتبر بطالة الشباب قنبلة موقوتة وتحذر من أن عدم إيجاد حلول لها ستكون له عواقب اقتصادية واجتماعية وسياسية أيضا.. ويبلغ عدد سكان الوطن العربي نحو 367 مليون نسمة حيث يشكل الشباب نحو 70% فيما المسنون الذين فوق 65 سنة يشكلون 4.1%.. ونسبة البطالة تشكل ما بين 15 إلى 20%.. وعدد العاطلين في العالم العربي يصل لنحو 20 مليون عاطل أي ما نسبته 16%.. في حين أن النسبة العالمية نحو 6%.. من هنا يبقى الوطن العربي أمام تحدي استحداث 80 مليون وظيفة بحلول 2020م.. وحاليا بحاجة إلى 22 ألف وظيفة جديدة يوميا. فقد شارك الشباب العربي في جميع الانتفاضات العربية ودفعوا مئات الضحايا وآلاف الجرحى. لكن دورهم السياسي الفاعل بعد نجاح الانتفاضات بقي مغيباٍ رغم أنهم ما زالوا يملأون ساحات الحرية دفاعاٍ عن وجودهم ومستقبلهم. وقد تهكم بعض المثقفين المحبطين على الدور الهزيل للشباب العربي فاستذكروا نظرية طريفة تقول أن انتفاضات الدول النامية يفجرها الشباب ويستغلها الانتهازيون ويحاول تصويب مسارها الحكماء.. هنا يبقى السؤال هل الشباب هم من يتولى القيادة بعد التغيير..وهل يدرك حكام المنطقة بأن مشكلتهم هى إحدى القضايا الهامة والأساسية باعتبارهم يشكلون الطاقة البشرية والحيوية القادرة على القيام بالعمليات النهضوية والتنموية بالإنطلاق من التعليم والتربية والثقافة والإعلام والقيم الدينية والاجتماعية وهل تم وضع خطط مستقبلية لحل كافة مشاكلهم ¿¿¿