الرئيسية - عربي ودولي - ما الغائب عربيا¿!
ما الغائب عربيا¿!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ما الغائب لدى العرب عما يجري في عالمنا من أحداث وتطورات ذات أهمية¿ هذا ما يتبادر إلى الذهن عند مطالعة المشهد العربي على المستويات الرسمية والشعبية تجاه ما يجري في عالمنا من أحداث وصراعات وتنافسات وآخرها ما تفجر في أوكرانيا من أزمة متداعية. لعقود مديدة من الحرب الباردة انشغل الشارع العربي بما يجري في جبهاته التي تمتد من شرق آسيا إلى غرب أميركا اللاتينية وانقسم الوضع العربي آنذاك بين المعسكرين ولم يكن ذلك ببعيد عن غلق أبواب ونوافذ حق وحرية التعبير عن الأوضاع الداخلية ولا بغريب عن هذه الاستقطابات والتبعية التي ارتدت طقوسا زاهية من الشعارات الايدليوجية . ومع انتهاء تلك الحرب كان حصيلة جرد الحساب عربيا ازدهار الخيال السياسي في تعبير عن الاغتراب عن الأوضاع والواقع العربي بتخلفه البائس والتحليق بحماسة في فضاء الدعاية للرأسمالية والاشتراكية. بالطبع أحد لا يريد العودة إلى تلك الحالة العبثية وعالمنا بذاته لم يعد قابلا للانقسام على تلك الثنائية التي حضر فيها كل شيء وغاب عنها ومنها جوهر القضايا الإنسانية. ومن هذه القاعدة أحد لم يكن في رغبة أن تتحول المنطقة العربية إلى ساحة منقسمة بين مؤيد لروسيا إجراءاتها وبين مساند للدول الغربية سياستها في أوكرانيا ولا كان مطلوبا أن تتفاعل الوزارات العربية المعنية والأحزاب وحتى الجامعة العربية في موجة من البيانات والتصريحات والمواقف السياسية. المطلوب وهو الغائب عربيا رؤية للأحداث والتطورات والتعامل معها بما يتفق وينسجم والحقوق والمصالح العربية. نعم نحن العرب فينا ما يكفينا.. لكن الانكفاء ليس تجنب الأضرار بل هو التدهور بعينه والعرب ليسوا في مجرة أخرى عن عالمنا بما يحفل من أحداث وتطورات بنتائجها الإيجابية والسلبية. العالم الدولي ما بعد انفجار أزمة أوكرانيا بل والإنساني لم يعد كما كان قبلها محكوما بهيمنة القطب الأحادي وهو لن يعود إلى حال انقسام ثنائي. هنا الفرص المتاحة أمام العرب دولا وشعوبا استعادة صياغة علاقاتها مع عالمنا الدولي بما ينسجم واستعادة الحقوق ويقوم على توازن المصالح والأهم الخلاص من قبضة الضغوط ووضع حد لعربدة التدخل في الشؤون العربية.