الرئيسية - محليات - الدكتور كورماز: اليمنيون أهل الإيمان والحكمة والشورى وعليهم تجسيد هذه القيم لحل خلافاتهم
الدكتور كورماز: اليمنيون أهل الإيمان والحكمة والشورى وعليهم تجسيد هذه القيم لحل خلافاتهم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عْباد: العلماء اليمنيون أسهموا بدور بارز في تجاوز مرحلة الصراع

أكد فضيلة الدكتور محمد كورماز رئيس الشؤون الدينية بجمهورية تركيا الذي يزور بلادنا حالياٍ أهمية أن يستلهم المسلمون في عصرنا الحاضر قيم الدين الحنيف الذي دعا للمحبة والتسامح والألفة والوحدة والشورى والعدل حتى يتمكنوا من إخماد ما يعتمل في جسد أمتهم من حرائق الفتن والصراعات الدامية. وأشار إلى أن اليمنيين هم أهل الإيمان والحكمة كما وصفهم نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم الأجدر بتجسيد هذه القيم السامية لحل خلافاتهم وبناء يمنهم الجديد تأسيساٍ على النوايا الصادقة والإخلاص في العمل والتحلي بالصبر والتواصي بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال الدكتور كورماز في خطبتي الجمعة أمس بالجامع الكبير في صنعاء: إن أمتنا الإسلامية التي جمعها الخالق الحكيم على دين واحد رغم اختلاف ألسنة أبنائها وتباين أعراقهم وأفكارهم وتوجهاتهم هي خير أمة أخرجت للناس وأن هذه الخيرية توجب على المسلمين أن يقرنوا الأقوال بالأفعال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله كون هذه المبادئ هي التي تؤسس لاجتماع إنساني خلاق يتحقق به الفلاح في الدنيا والفوز بالآخرة. وأضاف: إن الأمة في هذا العصر ابتليت بالفتنة وبتنامي الحروب والصراعات الدامية بين أبنائها وذلك لعدم أخذهم بالمنهج الشرعي لفض الخلافات وحل النزاعات والمتمثل في قوله تعالى في سورة الشورى (فِمِا أْوتيتْم من شِيúءُ فِمِتِاعْ الúحِيِاة الدْنúيِا وِمِا عندِ اللِه خِيúرَ وِأِبúقِى للِذينِ آمِنْوا وِعِلِى رِبهمú يِتِوِكِلْون”36″ِ الِذينِ يِجúتِنبْونِ كِبِائرِ الúإثúم وِالúفِوِاحشِ وِإذِا مِا غِضبْوا هْمú يِغúفرْونِ”37″وِالِذينِ اسúتِجِابْوا لرِبهمú وِأِقِامْوا الصِلِاةِ وِأِمúرْهْمú شْورِى بِيúنِهْمú وِممِا رِزِقúنِاهْمú يْنفقْونِ”38″وِالِذينِ إذِا أِصِابِهْمْ الúبِغúيْ هْمú يِنتِصرْونِ”39″. مبيناٍ أن الشورى وردت في هذه الآيات متوسطة بين الصلاة والزكاة بما يدل على وجوبها كجزء أساسي من المنهج الشرعي المتكامل الذي بينته الآيات. وتطرق الدكتور كورماز إلى الأهمية الكبرى التي يمثلها المسجد في الدلالة على الوحدة بين المسلمين حيث يجتمعون فيه للصلاة على هيئة واحدة وصفة واحدة رغم كل ما قد يحملونه من خلافات فقهية أو فكرية.. داعياٍ الجميع إلى استلهام هذه الدلالة كمخرج للخلاص من الصراعات الدامية التي تقض مضاجع المسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها وتدمي القلوب خاصة وأن الجميع يعلمون ويدركون أن لا مبرر لأي مسلم أن يقتل أخاه المسلم مهما بلغ الخلاف وبلغت الخصومة فالمسلم كما قال النبي الكريم “المسلم أخو المسلم والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.. وقوله أيضاٍ (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد). وفي ختام الخطبتين دعا الدكتور كورماز اليمنيين مجدداٍ إلى الاحتكام لقيم الدين في حل النزاع بينهم والتحلي بأخلاق أجدادهم التي توجتها الشورى والإيمان والحكمة والحوار السلمي مشيداٍ في هذا الجانب بالمثال الذي قدموه للعالم بمسيرة الحوار الوطني التي عليهم أن يتمسكوا بمنجزاتها ويواصلوا السير بها حتى تحقيق غايتها في إرساء الأمن والعدل وبناء وطنهم المزدهر. حضر الخطبتين والصلاة وزير الأوقاف والإرشاد حمود محمد عباد وعدد من وكلاء وزارة الأوقاف والإرشاد وأعضاء الوفد التركي والسفارة التركية بصنعاء وجموع المواطنين. إلى ذلك التقى رئيس الشؤون الدينية بجمهورية تركيا الدكتور محمد كورماز ومعه وزير الأوقاف والإرشاد حمود عباد في صنعاء أمس عددا من العلماء والدعاة والمثقفين الذين يمثلون مختلف الأطياف الفكرية في بلادنا.. وخلال اللقاء أشاد الدكتور كورماز بالتجربة التي قدمها اليمنيون في تحقيق الوفاق فيما بينهم على أساس الحوار والذي ينبغي أن يكون نموذجا لشعوب المنطقة والعالم في حل النزاعات باعتباره يمثل المنهج الإسلامي الشرعي الذي يقوم على التناصح والحوار والشورى. متمنيا أن يواصل اليمنيون مسيرة الحوار المباركة متجاوزين أية خلافات مذهبية أو فكرية قد تعيق هذه المسيرة وذلك حتى يتحقق كل أهدافها في العودة إلى زمن العطاء وإضافة المزيد من المآثر الجليلة لأمتنا كما كان أجدادهم خير حماة للدين. من جانبه تحدث وزير الأوقاف والإرشاد حمود محمد عباد مرحبا بزيارة رئيس الشؤون الدينية التركي والوفد المرافق له مشيراٍ إلى أن هذه الزيارة ستتمخض عن فعالياتها الكثير من الثمار الايجابية التي تخدم مسيرة العلاقات القوية والتاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين والأمة الإسلامية جمعاء. وتطرق الوزير عباد في كلمته إلى ما حققته بلادنا من نجاح في تجربة الحوار الوطني والدور الذي قام به العلماء والدعاة والمثقفون اليمنيون بكافة أطيافهم لدعم جهود القيادة السياسية في إرساء الأمن والاستقرار والدفع بمسيرة الحوار ليجسدوا بذلك أعظم مآثر الإخاء والقيم الإسلامية الحقيقية التي ينبغي الأخذ بها من قبل كافة شعوب الأمة حقناٍ لدماء أبنائها ورأب الصدع بينهم . وفي اللقاء ألقى العلماء اليمنيون والأتراك عددا من الكلمات التي عبرت عن عمق ومتانة العلاقات اليمنية التركية ومآثرها العظيمة التي خلدتها الصروح القائمة في اليمن منذ فترة الحكم العثماني إضافة إلى مكانة اليمن البارزة في التراث والوجدان التركي. كما أكدت الكلمات على ضرورة استلهام قيم الوحدة والتآخي التي يزخر بها ديننا الإسلامي الحنيف حتى تتحقق لأمتنا أسباب الوحدة والتآخي وحل قضاياها ومشكلاتها والنهوض بحاضرها لتستعيد مكانتها اللائقة في ركب الحضارة الإنسانية. حضر اللقاء عن وزارة الأوقاف والإرشاد وكيل قطاع الاستثمار نجيب العجي ووكيل قطاع الإرشاد الشيخ حسين الهدار ووكيل قطاع القرآن الكريم الشيخ حسن الشيخ وعدد من مسؤولي الوزارة والمجلس المحلي بأمانة العاصمة.