الرئيسية - محليات - آثار اليمن أمام مسلسل متواصل من العبث والإهمال
آثار اليمن أمام مسلسل متواصل من العبث والإهمال
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

حادث الاعتداء المتواصل حتى اللحظة على مساحة الجامع الكبير التاريخي بمديرية حيس محافظة الحديدة ليس سوى حلقة صغيرة من مسلسل رهيب ومتشعب بات يستهدف آثار وتاريخ اليمن وتراثه الحضاري والإنساني هذا العدوان والتشويه المتعمد لجامع حيس التاريخي الذي يعود بناؤه إلى القرن السادس الهجري كما يقول داود المغرسي المتحدث باسم جمعية حماية التاريخ والآثار بالمديرية يجري على قدم وساق أمام أعين السلطات المحلية في المديرية والمحافظة والتي التزمت صمتا مريبا إزاء كل الدعوات والمناشدات لإيقاف هذا العبث والتشويه فيما لم تحرك أجهزة الأمن ساكنا بحسب المغرسي على الرغم من صدور أوامر قضائية بوقف الاستحداثات العمرانية في ساحة الجامع وضبط العناصر المتورطة غير أن تلك الأوامر لم تردع المعتدين الذين يصرون أمام أعين الاشهاد على مواصلة جريمتهم مستغلين تواطؤ وعجز الجهات المختصة وصمت المعنيين وممثل ابناء المديرية في البرلمان عن هذه المهزلة المتواصلة. تواطؤ كبير التواطؤ المستمر مع جريمة الاعتداء المبرمج على ساحة جامع حيس التارخي وفقا للمحامي فؤاد طالب راجح أمين عام جمعية النصرة لمناصرة القضايا العامة والخاصة أصبح مفضوحا. ويشير راجح إلى أن جميع الاستغاثات والمناشدات لم تلق أي تجاوب من قبل السلطات المحلية بالمديرية التي ارتأت على مايبدو وغض الطرف عن الجريمة ليواصل أصحابها عملية التشويه على نطاق واسع. معلم بارز وتراث إنساني ويعد الجامع التاريخي بحيس واحدا من أهم المعالم التاريخية البارزة في مدينة حيس ومحافظة الحديدة واليمن عموما إذ يعود تأسيس بنائه إلى عهد الدولة الرسولية. ويقول داود المغرسي المتحدث باسم جمعية حماية التاريخ والآثار أن الجامع تم تأسيسه وفقا للمصادر التاريخية خلال الفترة 647 إلى 652 هجرية وذلك في عهد الملك المظفر شمس الدين يوسف بن عمر بن رسول. ويضيف أن هذا الجامع يتميز بخلو سقوفه من أي أخشاب ويعتمد على بناء هندسي محدب وطابع معماري فريد وتوجد بداخله دائرة اسطوانية كتب اسم الملك اسعد الكامل وفي اسفله سردابان وعلى جميع واجهات الجامع من الداخل والخارج نصوص كتابية تدون أسماء ملوك وألقاب الدولة الرسولية كما يوجد في الجامع من الداخل ثماني قباب اسطوانية الشكل. وما يزال الحقوقيون والمهتمون بشؤون التاريخ والآثار يأملون في تدخل الدولة والسلطة التنفيذية بالمحافظة لوقف العبث الذي تتعرض له آثار هذا الجامع الذي يعد معلما يمنيا بارزا وتراثا إنسانيا عظيما. العبث الشامل وليس ببعيد عن مدينة حيس الأثرية الزاخرة بالآثار والطابع المعماري المتميز والفريد ففي مدينة زبيد التي تبعد عشرات الكيلومترات فقط عن حيس يتواصل العبث والإهمال بمكونات ومآثر هذه المدينة التي باتت تواجه خطر الإبعاد النهائي من قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونسكو وتحذر اللجنة الوطنية لمنظمة اليونسكو الدولية وما تزال من خطورة الاعتداءات المتكررة والاستيلاء المتعمد على أراضي وممتلكات المدينة التاريخية. وعلى الرغم من إعطاء “اليونسكو” مهلة للحكومة اليمنية قبل اتخاذ قرار إقصاء زبيد من قائمة التراث الإنساني فإن حالات الاعتداء تتواصل على قدم وساق. ويقول أمين عام اللجنة الوطنية لليونسكو الدكتور/أحمد المعمري أن أبرز ما تواجهه مدينة زبيد التاريخية يتمثل في تواصل مسلسل الاعتداء والاستيلاء على الساحات والأراضي البيضاء التي مزقت المدينة إلى عشوائيات مرعبة. ويؤكد المعمري على ضرورة مسارعة الجهات المعنية في الدولة إلى إيقاف التدهور السريع والمخيف على أراضي المدينة وهو الأمر الذي يمكن من خلاله تفادي قرار اليونسكو بشطبها من قائمة التراث الإنساني.. مشددا على أن الحفاظ على زبيد وتراثها الحضاري مسؤولية جماعية بين المجتمع والدولة ولا ينبغي أن تفضل أي جهة عن مسؤولياتها في هذا الإطار. يذكر أن لجنة التراث الإنساني التابعة لليونسكو وضعت قبل سنوات مدينة زبيد ضمن قائمة الآثار تحت الخطر وهي الخطوة التي تسبق قرار الشطب النهائي والذي سيكون له تداعيات وآثار سلبية وخطيرة على اليمن وسمعته التاريخية واقتصاده الوطني.