الرئيسية - عربي ودولي - الصراع على القرم
الصراع على القرم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

شكلت الأزمة الأوكرانية بالظرف الراهن نقطة تحول في العلاقات الدولية حيث أوصلت تلك الأزمة العلاقات بين الغرب وروسيا الاتحادية إلى مفترق طرق ووسعت هوة الخلافات وأصبح التحول من الدبلوماسية إلى المواجهة العسكرية أمرا متوقعا حدوثه وسط مخاوف دولية من نشوب حرب كونية ثالثة في ظل التصعيد الجاري من قبل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي من جانب وروسيا الاتحادية من جانب آخر. لذلك فإن حقيقة الأزمة ترجع بالتأكيد إلى المكانة الإستراتيجية لشبه جزيرة القرم وما تشكله من أهمية اقتصادية وسياسية بالنسبة للأمن القومي الروسي على المديين القصير والبعيد وقد أكد الرئيس بوتين بعد ضم القرم لبلاده أن ذلك الإجراء بمثابة تصحيح مسار التاريخ في إشارة واضحة إلى أن الدول الغربية كانت السبب الرئيسي في انهيار المعسكر الشرقي وبالتالي قد تتسبب أزمة القرم كما يؤكد مراقبون في العودة من جديد إلى المواجهة والتنافس بين المعسكرين أو ما عرف حينها بالحقبة الباردة.. كون قضية القرم لم تعد مسألة اختبار بين الشرق والغرب فقط وإنما قد تتحول إلى منطلق لرسم خرائط جيوسياسية للقارة الأوروبية. يأتي هذا الصراع بالنظر لما تشهده روسيا إزاء السياسة الخارجية من حضور كبير أخذ يترافق بين الجهدين الاقتصادي والعسكري خاصة بالآونة الأخيرة ما يجعل من روسيا قادرة على إعادة بناء اتحاد سوفياتي جديد تكون نواته المركزية موسكو حيث أكد مراقبون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتطلع إلى ذلك على نحو صبغة مغايرة لما عرف بالاتحاد السوفياتي على أساس أن ذلك الاتحاد لرفع مستوى التنسيق مع الجمهوريات المجاورة للحد من تنامي النزاعات التي تثيرها الدول الغربية والتي تسعى إلى كبح جماح أي تطلع روسي من خلال المركز والمحيط. وقد سبق للزعيم لينين وأن تحدث عن سبل وإمكانية بناء اتحاد في حال فشل التجربة الأولى يلبي مطالب كافة الجمهوريات والقوميات وعلى أساسه تكون الرابطة أشمل وأوسع وأقوى لمحاصرة كافة النزاعات التي قال لينين حرفيا بأن الرأسمالية تحارب موسكو في المركز والمحيط حال انهيار التجربة السابقة التي لا تعني انهيار الاشتراكية بحسب لينين. ومن خلال ذلك نستخلص ما قامت به موسكو في شبه جزيرة القرم وقبولها بانضمام القرم إلى الاتحاد الروسي هو إعادة الفهم لواقع روسيا الاتحادية على ضوء إرشادات تتعلق بما قاله لينين لدرء المخاطر المحدقة بروسيا من خلال عمل كومنولث روسي اتحادي لرابطة أوسع وأشمل تضم بالتنسيق والدبلوماسية الناعمة والتحالفات الاقتصادية جميع الجمهوريات المنفصلة عن الكيان السابق.