الرئيسية - عربي ودولي - حرب سوريا تضع لبنان على حافة الانهيار
حرب سوريا تضع لبنان على حافة الانهيار
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

قالت مسؤولة بالأمم المتحدة أن تدفق حوالي مليون لاجيء من سوريا إلى لبنان يشكل تهديدا خطيرا للبلد المنهك بالفعل لكن الدول المانحة ربما لا تدرك التأثير المحتمل اذا تعرض لبنان للمزيد من زعزعة الاستقرار. وأضافت نينت كيلي الممثل الاقليمي لمكتب المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين في لبنان: “لا توجد دولة واحدة في العالم اليوم بها هذه النسبة الكبيرة من اللاجئين قياسا إلى حجمها مثلما هي في لبنان.” وقالت كيلي اثناء زيارة إلى واشنطن أمس الأول: “إذا لم يتم تقديم دعم لهذا البلد عندئذ فان احتمال أن ينهار بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وان يمتد الصراع في سوريا بقوته الكاملة إلى لبنان يصبح مرجحا بشكل اكبر كثيرا.” وذكر مسؤولون كبار بالأمم المتحدة خلال شباط انه مع دخول الصراع الدموي في سوريا عامه الرابع فان السوريين سيحلون محل الافغان كأكبر عدد من اللاجئين في العالم. وقالت الامم المتحدة انه في حين لجأ مئات الالوف من السوريين ايضا إلى الاردن وتركيا ودول أخرى إلا أن أكبر تركز للاجئين السوريين -أو ما يقارب مليون شخص- موجود الآن في لبنان وهو ما يزيد عدد سكان البلد الصغير بحوالي الربع. ويهدد التدفق الضخم للاجئين بزعزعة التوازن الديمغرافي الهش في لبنان بين الشيعة والسنة والدروز والمسيحيين ويأتي بينما يسعى البلد الذي عصفت به حرب اهلية بين عامي 1975 و1990م جاهدا لاحتواء عنف متصاعد ينظر اليه على انه مرتبط بالصراع في جارته الكبيرة. وقال وزير الخارجية اللبناني في وقت سابق هذا الاسبوع: إن الازمة “تهدد وجود لبنان”. ومنح البرلمان اللبناني هذا الشهر الثقة لحكومة تشكلت حديثا منهيا عاما تقريبا من الجمود السياسي. وأحد التحديات المهمة التي تواجه الحكومة الجديدة هي التكلفة المتزايدة لأزمة اللاجئين التي أنهكت مرافق البنية التحتية مع بحث النازحين الفارين من العنف في سوريا عن مسكن وغذاء ورعاية صحية في وقت يشهد فيه لبنان تباطؤا اقتصاديا. والتحدي المتمثل في تعليم اطفال اللاجئين يقدم مثالا صارخا. وقالت كيلي: إن 400 ألف طفل من اللاجئين السوريين في لبنان يحتاجون إلى تعليم مدرسي وهو ما يفوق الآن عدد الاطفال في المدارس العامة في لبنان والذي يبلغ 300 ألف. ولمساعدة لبنان في التغلب على هذه المشكلة قالت كيلي:إن الامم المتحدة تسعى إلى دعم تعليمي غير رسمي للأطفال اللاجئين الذين لا يمكنهم الذهاب إلى المدارس اللبنانية المكتظة. لكن مثل هذه الانشطة ستتلطب تمويلا اضافيا مستمرا من المانحين الذين لديهم ضغوطهم المالية الخاصة وحاجات منافسة في مناطق اخرى. وتقدر الامم المتحدة أن هناك حاجة إلى 1.7 مليار دولار هذا العام لمساعدة المنظمة الدولية ومنظمات المعونات والحكومة اللبنانية وآخرين لدعم اللاجئين السوريين في لبنان وتخفيف اثار ازمة اللاجئين هناك. وقالت الامم المتحدة انه حتى الآن تم تقديم تعهدات تمثل 14 بالمئة فقط من ذلك المبلغ. وأوضحت كيلي: “ليس كل الناس يدركون الحجم الصغير للبنان وأن 25%من سكانه هم الآن لاجئون جاء معظمهم في عام واحد.” وأضافت قائلة: انها تعتقد أن الدول ليس لديها إدراك كاف لما قد يعنيه زعزعة الاستقرار في لبنان من تأثير على ايجاد حل في سوريا وما سيشكله ايضا من مخاطر على استقرار اسرائيل. والأمم المتحدة هي أكبر مانح للمساعدات المرتبطة بالصراع في سوريا. وتقول وزارة الخارجية الاميركية: إن حجم المساعدات الانسانية الاميركية إلى ارجاء المنطقة والمرتبطة بالصراع السوري تبلغ حتى الآن 1.7 مليار دولار. وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان قد وجه نداءا ملحا إلى القادة العرب في كلمته امام القمة العربية التي انعقدت في الكويت منذ ايام لتقديم الدعم لبيروت ومساندتها لماجهة ازمة اللاجئين السوريين و”للاستمرار بدعم لبنان بالطرق المناسبة على الصعيدين الثنائي والدولي خصوصا من خلال الانخراط في الجهد الهادف لضمان تنفيذ كامل خلاصات مجموعة الدعم الدولية في مختلف المجالات ولاسيما من خلال تشجيع جميع الافرقاء الداخليين والإقليميين على التزام مبدأ تحييد لبنان قولا وفعلا عن النزاعات الإقليمية كما أقره “إعلان بعبدا”.