الرئيسية - عربي ودولي - تركيا تحبس أنفاسها ترقبا لنتائج الانتخابات المحلية
تركيا تحبس أنفاسها ترقبا لنتائج الانتخابات المحلية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يتوجه اليوم اكثر من 52 مليون ناخب تركي إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في أحد أكثر الاستحقاقات الانتخابية إثارة في البلد وسط صراع سياسي وتجاذبات داخلية بين “حزب العدالة والتنمية” الذي يرئاسة رجب طيب اردوغان وخصومه في المعارضة ولا سيما حزب الشعب الجمهوري المدعوم من جماعة فتح الله غولن. ويرى مراقبون ان انتخابات اليوم رغم أنها تتعلق بالمجالس البلدية إلا أنها تكتسب أهمية استثنائية من أكثر من زاوية بحيث أن عملية التصويت فيها سيكون بمثابة استفتاء سياسي على أحد الأطراف المتنافسة فيما بينها وإذا ما حقق حزب العدالة والتنمية نتائج كبيرة فإنها ستكون رسالة قوية للداخل والخارج. ويعد المواطن التركي اللاعب الأبرز في هذه المرحلة الحاسمة فما يزيد على 52 مليون ناخب تركي هم من سيفصلون بين الأحزاب السياسية والجماعات الدينية المتصارعة لكن من خلال صناديق الاقتراع فبعضهم يقول إنه سيضحي بمصالحه الخدماتية هذه المرة بهدف الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة البلاد. ويمثل الشباب شريحة كبيرة من المواطنين الأتراك حيث يتوقع كثيرون أن يعزف قسم منهم عن التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية على خلفية حظر الحكومة مؤخرا لموقع التواصل الاجتماعي تويتر ذاك الحظر الذي أغضب شريحة واسعة من شباب تركيا. إذا هي انتخابات بلدية باستحقاقات سياسية برائحة فساد ممزوجة بالتحدي تبغي من خلالها كل الأحزاب والجماعات التركية إظهار قوتها وعدم تأثر شعبيتها انتخابات ذات صدى محلي وإقليمي وربما دولي. وسيكون رجب طيب أردوغان وحزبه أمام أعسر امتحان في مساره السياسي ليس بسبب مخاطر خسارته لأن هذا احتمال ضئيل جدا حسب استطلاعات الرأي التي أعطته فوزا مريحا على باقي منافسيه وإنما بسبب التشويش الذي يتعرض له من طرف خصومه السياسيين عبر حملات التشويه وترويج الإشاعات من مختلف وسائل الإعلام التابعة لهم للوقوف أمام طموحات الرجل الذي يسير بتركيا نحو مصاف الدول المتقدمة والقوية على الصعيد العالمي. كما تتمثل حساسية هذه المحطة الانتخابية لأردوغان في رهانه الكبير على نتائجها عقب أزمة الفساد الأخيرة التي حاول معارضوه استغلالها لـتقليص شعبيته حيث أنها ستلعب دورا مصيريا في حسم مستقبله السياسي فإذا ما صدقت توقعات التقديرات التي تمنح أردوغان معدل ما بين 40 و 50 % فإنه يتجه إلى إعلان ترشحه للرئاسة المقرر إجراءها في أغسطس القادم باعتبار أن النسبة تعني اعتماده مرشحا رئاسيا. ولئن كان حزب الشعب الجمهوري يسعى لاستغلال متاعب الحزب الحاكم والخلاف مع جماعة فتح الله غولن لوضع حد لمسلسل فوزه المستمر في الانتخابات منذ 12 عاما فإن حزب العدالة والتنمية أعد العدة جيدا لهذه المعركة حيث وجه عينه صوب مدينة إزمير قلعة العلمانيين والحداثة الغربية في تركيا وحصنهم الحصين. واستطاع حزب العدالة والتنمية حشد أكبر تجمع انتخابي في هذه المدينة خلال الحملة الدعائية حيث حضر قرابة مليون شخص في إحدى المناسبات التي أطرها رجب طيب أردوغان ويطمح الحزب الحاكم لانتزاع فوز تاريخي ينتزع البلدية من يد “حزب الشعب الجمهوري” حيث دفع إليها بمرشح قوي هو الوزير السابق للنقل والبحرية بينالي يلديريم ليواجه مرشح الأول عزيز كوجا أوغلو. كما يسعى حزب العدالة والتنمية للحفاظ على رئاسته لبلديتي اسطنبول وأنقرة كبرى مدن البلاد حيث سيدخل في منافسة شرسة مع خصومه خصوصا بعد إعلان أنصار غولن دعم أحزاب المعارضة ورغم ذلك فإن التوقعات تشير إلى سير حزب أردوغان للحفاظ على غالبية أصوات الناخبين الأتراك إذ ورغم تأثر الشارع التركي بمزاعم الفساد التي فجرها أتباع جماعة الخدمة في أجهزة الدولة إلا أن كثيرا منهم يعتقدون أن ثمة مؤامرة ضد الحكومة للوقوف أمام نجاحاتها. من جهة أخرى يعول حزب العدالة والتنمية على رصيد إنجازاته التنموية والديمقراطية خلال مدة الـ 12 سنة من حكمه لحسم معركة الغد لصالحه ومهما ازدادت انتقادات الناخبين لأخطاء أردوغان وحزبه إلا أن استطلاعات الرأي لا تشير إلا إلى تغيير قد يشمل خريطة نتائج الانتخابات حيث أن جل التقديرات ذهبت إلى أن تأثيرها لن يتجاوز 3 إلى 5% في مجموعه.