الرئيسية - عربي ودولي - فوز انتخابي ساحق لحزب العدالة التركي
فوز انتخابي ساحق لحزب العدالة التركي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

على خلاف توقعات خصومه والمحاولات المستميتة خلال عدة اشهر للنيل من حزب العدالة والتنمية التركي برئاسة رجب طيب اردوغان الذي وجه صفعة قوية لخصومه من خلال الفوز الساحق والتاريخي لحزب العدالة والتنمية في انتخابات البلدية التي جرت يوم الأحد الماضي وهذه هي أول انتخابات تشهدها تركيا منذ الاحتجاجات الضخمة في يونيو الماضي وفضائح الفساد التي طاولت الحكومة التركية.. وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات البلدية تقدم حزب العدالة والتنمية بعد فرز 95% من الأصوات بنسبة 45.6% مقابل 28.5%”للشعب الجمهوري” و 15.8% للحركة القومية .. وأعلن اردوغان أمس فوز حزبه في الانتخابات البلدية التي أجريت الأحد وتوعد خصومه السياسيين بـ«دفع الثمن». وأضاف «أردوغان» في كلمته عقب إعلان النتيجة النهائية للانتخابات: «اليوم يوم انتصار لمرحلة السلام الداخلي والأخوة وانتصار لأهداف تركيا لعام 2023 ويوم انتصار لأبناء الشعب التركي الذي صوت لنا أو للمعارضة».و «اليوم خسر الذين كانوا يأملون بانقلاب عسكري في تركيا أو الراغبين بإعادة تركيا إلى عهودها السابقة».و «أتمنى النجاح لكل الفائزين وأدعو الله أن يحمي بلدي وأمتي ولا تنسوا أن تركيا لا تخضع وشعبها لا يستسلم». وقال أمام الآلاف من أنصاره عند مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة: “الشعب أحبط المخططات الملتوية والفخاخ اللا أخلاقية. أولئك الذين هاجموا تركيا خاب أملهم… وتابع: “أيها الإخوة نحن فدينا تركيا وضحينا بالكثير من الشهداء ولهذا نحظى بهذه الشعبية نعم إنها دماء الشهداء الخونة يقومون بالتنصت على وزير الخارجية التركي بجلسة سرية وينشرون التسجيلات على الانترنت ليصبح في متناول الجميع.” وتجمع الاف من أنصار حزب العدالة والتنمية أمام المقر الرئيس للحزب في العاصمة التركية للاحتفال بنتائج الانتخابات. واعلنت الهيئة الانتخابية الأعلى التركية ان أكثر من 52 مليون شخص يحق لهم التصويت في اكثر من 177 الف مركز اقتراع 81 محافظة بأرجاء تركيا. وتنافس في هذه الانتخابات 26 حزبا من بينهم حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة وحزب الحركة الوطنية.. وشهد التصويت في الانتخابات إقبالا مرتفعا وتكدسا للناخبين أمام مراكز الاقتراع في تلك الانتخابات التي تعد اختبارا لشعبية أردوغان الذي يواجه اتهامات بالفساد طالته شخصيا مع كبار رجال الحزب والحكومة.. وكان الحزب قد اعلن قبيل بدء التصويت إنه يستهدف الفوز بما يقرب من 39 في المائة من الاصوات وهي النتيجة نفسها التى حققها في الانتخابات المحلية السابقة عام 2009. ونجح حزب العدالة والتنمية الحاكم في الفوز بمعظم البلديات الكبرى وعلى رأسها العاصمة أنقرة واسطنبول إلا أنه لم يتمكن من كسر هيمنة منافسه حزب الشعب الجمهوري في المناطق الغربية وخاصة بلدية أزمير. وبعد أن أكد الحزب الحاكم احتفاظه ببلدية اسطنبول كبرى مدن تركيا أعلن مليح جوكشيك فوزه بولاية خامسة على رأس العاصمة أنقرة ليكلل بذلك نجاح العدالة والتنمية كقوة لم تخسر أي انتخابات منذ عام 2002 وأقر حزب الشعب الجمهوري بخسارة معركة أنقرة ثاني كبرى مدن البلاد بعد أن كان قد أعلن أن النتائج الأولية تظهر أن الفارق بين مرشحه ومرشح الحزب الحاكم الذي يحظى بشعبية لا يتخطى بضعة آلاف الأصوات. ورغم النجاح اللافت الذي حققه “العدالة والتنمية” بعد سلسلة من فضائح فساد طالت حكومة رجب طيب أردوغان إلا أن حزبي “الشعب الجمهوري” و”الحركة القومية” حققا في المقابل انتصارات في بعض البلديات.. وبعد انتهاء معركة الانتخابات البلدية لمصلحة أردوغان الذي يعتبر مؤيدوه أنه حقق الازدهار الاقتصادي في تركيا من المتوقع أن يترشح رئيس الوزراء للانتخابات الرئاسية المقررة في أغسطس المقبل.. والتي ستجري للمرة الأولى بنظام الاقتراع العام المباشر وكذا الانتخابات البرلمانية المقررة في السنة المقبلة. ويرى مراقبون بأن ترشح اردوغان للانتخابات الرئاسية المقبله قد ينذر بتواصل الأزمة السياسية التي تهز تركيا لاسيما أن المعارضة ستحرص على تجاوز الانقسامات في سعيها لكسر هيمنة “السلطان” كما يلقبه خصومه .. فالمعارضة العلمانية والقومية التي تتهم أردوغان بمحاولة “أسلمة” البلاد وبالتالي الإطاحة بإرث مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك فشلت على مايبدو في هزيمة رئيس الوزراء التركي بعد أن خاضت المعركة منقسمة على نفسها ما يضعها أمام تحدي الدخول في تحالف قبل موعد الانتخابات الرئاسية.. ولم تخل الانتخابات المحلية التركية من بعض مظاهر العنف حيث قتل 8 أشخاص وجرح 13 في اشتباكات بين أنصار مرشحين.. وأفادت التقارير الاخبارية أن ستة أشخاص لقوا حتفهم وجرح آخرون في اشتباكات بالأسلحة البيضاء بين أنصار مرشحين في بلدة خيوان بمحافظة شاناي أورفا جنوب شرقي تركيا وفي بلدة غولباشي بمحافظة هاطاي قتل شخصان في اشتباكات مماثلة.. ويتزعم إردوغان حزب العدالة والتنمية ويرأس الوزارة منذ 2003 وحقق خلال تلك الفترة ما يعتبره البعض معجزة تنموية اقتصادية.. وشهدت أغلب المدن التركية مظاهرات مؤيدة لسياسات إردوغان وأخرى معارضة لها قبيل الانتخابات. وحاول حزب الشعب العلماني استغلال مزاعم بفساد أعضاء في الحكومة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق مكاسب سياسية.. وكانت هذه الانتخابات أول فرصة للشعب التركي ليقول كلمته منذ اندلاع الاحتجاجات المعارضة لإردوغان في يونيو الماضي وبعد اعتقال عدد من حلفاء أردوغان بسبب تهم بالفساد.. ويرى المتابعون للشؤون التركية أن هذه الانتخابات بعيدة كل البعد عن أن تكون انتخابات بلدية فحسب إذ خيم عليها جو استفتاء على مستقبل أردوغان السياسي وعلى شعبيته وعلى حزبه الحاكم..