الرئيسية - عربي ودولي - تعنت اسرائيل بالافرج عن المعتقلين الفلسطينيين يهدد بانهيار مفاوضات السلام
تعنت اسرائيل بالافرج عن المعتقلين الفلسطينيين يهدد بانهيار مفاوضات السلام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تتواصل الجهود الدبلوماسية الكبيرة لواشنطن لوقف انهيار محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين من اجل توقيع الاتفاقية الاطارية من أجل اتفاق سلام نهائي بين الجانبين. وتاتي هذه التحركات في محاولة لوقف تعنت اسرائيل ورفضها الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين حسب الاتفاقات المبرمة, وذلك من اجل تحقيق مطالبها واجبار الفلسطينيين “دفع ثمن إضافي”, وتقديم تنازلات جديدة. ويتخوف بان تنهار محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة الاميركية في ظل استمرار التعنت الاسرائيلي ورفضها اطلاق سراح الدفعة الرابعة والأخيرة لقدامى المعتقلين الفلسطينيين والبالغ عددهم حوالي 26 معتقلا. وكان مقررا أن تفرج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من قدامى المعتقلين الفلسطينيين السبت الماضي إلا أن إسرائيل رفضت , بعد ان كانت افرجت عن ثلاث دفعات من المعتقلين القدامى في أشهر ديسمبر وأغسطس وأكتوبر الماضية تضمنت 78 معتقلا غالبيتهم العظمى اعتقلوا قبل العام 1994 وذلك من أصل 104 معتقلين وافقت على إطلاق سراحهم خلال تسعة أشهر على أربع دفعات. وتاتي عملية رفض اسرائيل وتعنتها بعدم الافراج عن المعتقلين لتمثل عقبة جديدة وازمة في مسار مفاوضات السلام التي ترعاها واشنطن. وكانت استؤنفت المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل برعاية أميركية نهاية يوليو الماضي على أن تنتهي في 29 من ابريل الجاري وذلك بعد توقف استمر أكثر من ثلاثة أعوام دون أن تحقق تقدما ملموسا. وتجري واشنطن حاليا جهود دبلوماسية مكثفة يقودها وزير الخارجية جون كيري ومسؤولون أميركيون آخرون, لمحاولة حلحلة الملف ومواصلة الجانبين المفاوضات للوصول الى حلول. وذكرت وكالة ” رويترز” بان وزير الخارجية الأميركي كيري حاد عن جدول سفرياته للمرة الثانية خلال أسبوع ليعود إلى الشرق الأوسط في محاولة لانقاذ مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية, التي تجري بوساطة أميركية والتي تواجه أزمة منذ مطلع الأسبوع عندما لم تلتزم إسرائيل بالافراج عن الدفعة الرابعة من السجناء الفلسطينيين في الموعد المقرر للافراج عنهم, حيث تقول إسرائيل إنها تسعى للحصول على التزام فلسطيني بمواصلة المفاوضات إلى ما بعد مهلة نهاية إبريل الجاري. هذا وقطع كيري زيارة إلى روما الأسبوع الماضي للسفر إلى عمان لإجراء مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومحاولة اقناعه بإطالة أمد المحادثات إلى ما بعد مهلة 29 ابريل , ولحث إسرائيل على الإفراج عن سجناء فلسطينيين. وتشير عودة كيري إلى المنطقة إلى اعتقاده بوجود فرصة لانقاذ المحادثات بالحصول على الأرجح على التزام من الجانبين بتمديدها أو توجيه رسالة مفادها أن صبر الولايات المتحدة ليس إلى ما لا نهاية. وتحدثت وسائل اعلام دولية , بان هناك اختلافات عميقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين على العديد من القضايا الأمر الذى يحول دون توصل واشنطن إلى الاتفاقية الاطارية التى تريدها من أجل اتفاق سلام نهائي. ويتوقع بان يمثل الرفض الاسرائيلي تدعيات واسعة على مسار المفاوضات وربما تعطيلها. وعلى الرغم من الاشتراطات المجحفة التي تقدمت بها اسرائيل وقبلت بها فلسطين على مضض من اجل الافراج عن السجناء والتي يتضمن هذه الاشتراطات تجميد التوجه الفلسطيني للمنظمات الدولية لمدة تسعة أشهر الا ان اسرائيل لا تزال تواصل تعنتها في هذا الاتجاه وترفض الافراج عن المعتلقين لكسب المزيد من الوقت ومن التنازلات من الجانب الفلسطيني. ولا يزال الجانب الفلسطيني يتشبث بالامل كعادته , للافراج عن المعتقلين القابعين في سجون الاحتلال منذ عشرات السنين , رافضا الربط في هذه المسألة مع مسائل اخرى. وذكر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن الأبواب “لم تغلق” أمام الإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى المعتقلين التي اكد ان على إسرائيل “الالتزام” بها, مشددا على الرفض الفلسطيني لمحاولة الربط بين الإفراج عن المعتقلين وأية مسألة أخرى في إشارة إلى تمديد المفاوضات التي استؤنفت برعاية أميركية في نهاية يوليو الماضي وحدد لها سقف زمني ينتهي في 29 أبريل الجاري. واكد عريقات في بيات صحفي , تنقلته وسائل الاعلام, أن الجانب الفلسطيني كان قد التزم بعدم الانضمام للمؤسسات والمواثيق الدولية لمدة تسعة أشهر مقابل الإفراج عن ال 104 معتقلين ما قبل اتفاق أوسلو الموقع عام 1993. من جانبها تطالب اسرائيل بتمديد المفاوضات الى ما بعد نهاية ابريل الجاري وهو الامر الذي يرفضه الجانب الفلسطيني , وتتمرس خلفه تل ابيب في رفضها الافراج عن المعتقلين. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية رفض إسرائيل مقترح الإفراج عن دفعة كبيرة من المعتقلين من سجونها “طالما ليس هناك أي إلزام على السلطة الفلسطينية لمواصلة المحادثات”. وينظر الجانب الفلسطيني لهذه الطلبات الاسرائيلية والتي تتمثل في طلب تمديد المفاوضات بانها ابتزاز ومراوغه . واعتبر عضو الوفد الفلسطيني المفاوض محمد اشتية أن إسرائيل تريد من الفلسطينيين “دفع ثمن إضافي” من أجل الإفراج عن قدامى المعتقلين. وأكد اشتية لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية أن الجانب الفلسطيني “لن يخضع لهذا الابتزاز بأي شكل من الأشكال”. وقلل اشتية من التطلعات لتمديد مفاوضات السلام “لأن إسرائيل تراوغ والأمور تراوح مكانها وبالتالي فهي لا تريد بأي شكل من الأشكال مسارا تفاوضيا يأتي بنتيجة إنهاء الاحتلال”.