العبث
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

العبثية .. هذا ما هو شاخص عربيا ويبدو أن هذه الحالة غدت غير مفروضة من قوى خارجية لها أهدافها الاستعمارية في هذه المنطقة الحيوية والإستراتيجية الهامة وحسب بل غدت حالة عربية متأصلة. في عبث الأعداء كانت المفارقة بين ما لدى العرب من إمكانات مادية وبشرية وثروات هائلة ومساحات شاسعة من الأرض البكر بأنهارها الجارية وبين حالة الأغلبية البائسة القلة الباقية هم في “تقدم ولكن تقدمها على الاستهلاك قاصر وهي في هذا الحال خاسرة. في السياق كان لأعداء العرب سياستهم ومن ذلك تهجير الأموال الطائلة والعقول النيرة في شتى مجالات العلوم المتسارعة التطور. الإشكالية العربية الموازية العبث العربي بالوقت وبالفرص السانحة وعلى هذا ترتبت خسائر باهظة. ينتظر العرب الحلول لأزماتهم وحل قضاياهم وفي حالة الانتظار “الراسخة” يضيعون من بين أيديهم فرصا ومنها تاريخية ونادرة. لمجرد الاستدلال على هذه الحالة كانت قمة الكويت العربية المنعقدة منذ اسابيع قليلة أطلقت من خلال إعلان الكويت وثيقة عربية هامة في شأن الخلافات المتداعية وتجاه الأحداث والتطورات التي تفجرت بإرادة شعبية كاسحة في شأن الحرية والعدالة والمساواة وجاءت في خطاب يستوعب الأمة بأسرها ويواجه إلى حد غير قليل قضاياها ومن ذلك القضية الفلسطينية والأزمة السورية المتداعية. في العبث العربي لم يعط النتائج هذه القمة قدر من الاهتمام وبدا لسان حال كافة القوى والأوساط المحكومة والحاكمة ناطقا بابتذال “اللي بعده” وكما لو أن أهمية هذه القمة في طابور تلاحق انعقادها لا في نتائجها التي تحظى بتعتيم متعمد وكما لو أن حدود العمل العربي أيا كان مستواه ومجاله على هذا الحد قاصرة. ترى هل ثمة في الأفق من بصيص أمل وضع نهاية لهذه الحالة العبثية المدمرة¿ هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة.