الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - سياحة وتراث - السرقة والتشويه والحفر والتنقيب العشوائي والإهمال .. من أبرز التحديات
السرقة والتشويه والحفر والتنقيب العشوائي والإهمال .. من أبرز التحديات
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تسخير المباني التاريخية كمرافق لجهات الدولة.. طعن في تاريخ اليمن

يحتفل العالم غداٍ الثامن عشر من أبريل باليوم العالمى للتراث وحماية المواقع الأثرية الأمر الذي يكشف الغبار عن الانتهاكات المتكررة بحق المواقع التاريخية والأثرية في اليمن وانعكاسات ذلك على واقع ومستقبل السياحة اليمنية , مختصون ومراقبون يحذرون من تعرض تلك الآثار للضياع والاندثار خاصة بعد تعرضها لأبشع عمليات النهب والسرقة والتشويه والحفر والتنقيب العشوائي في ظل غياب دور الرقابة والضبط والتفتيش الحكومي و قانون لا يردع مرتكبي تلك الجرائم, وانفلات أمني غير مسبوق , وغيرها من القضايا نتابعها في الاستطلاع التالي:-

مخاطر عدة في البداية يقول عامر محمد الضبياني رئيس منظمة أنصار السياحة في اليمن : تلعب السياحة اليمنية دوراٍ هاماٍ في تشجيع الدولة على حماية المواقع التاريخية والأثرية والحفاظ عليها من خلال المساهمة والمشاركة في مشاريع عمليات الإنقاذ لعدد كبير من المعالم الأثرية والتاريخية عن طريق ترميمها وصيانتها وإعداد الخطط والبرامج الهادفة لتحسين وتطوير تلك المواقع . موضحاٍ: بأن الآثار في بلادنا تواجه عدة مخاطر تهددها بالضياع والاندثار حيث تعرضت مؤخراٍ لأبشع عمليات النهب والسرقة والتشويه والحفر والتنقيب العشوائي في ظل غياب دور الرقابة والضبط والتفتيش الحكومي وقانون لا يردع مرتكبي تلك الجرائم وانفلات أمني سهل لهم عمليات السرقة والنهب والتهريب لكون الآثار تعتبر ثروة قومية يجب حمايتها من السرقة والضياع . مؤكداٍ على أهمية دور الدولة والمجتمع في الإسهام في ذلك من خلال توفير الحماية الأمنية والتوعية والتثقيف بأهمية الآثار وضرورة حمايتها والحفاظ عليها وقال: ونحن كمنظمة مجتمع مدني أقمنا العديد من الأنشطة والبرامج التي كان لها الأثر الكبير في إيقاف عمليات الحفر والتنقيب العشوائي للمواقع الأثرية بمحافظة ذمار من قبل اللصوص والمواطنين منها على سبيل المثال الحملة الوطنية التي أقامتها المنظمة العام الماضي بمناسبة اليوم العالمي للآثار. معالم مهددة من جهته يقول الخبير الدكتور هاشم علوي : إن الجهات المعنية بالدولة تحاول عبر مؤسساتها الثقافية أن تولي المواقع الأثرية والتاريخية اهتماماٍ قدر المستطاع بحيث نجحت في إدراج مدينة صنعاء القديمة وزبيد في قائمة المدن التاريخية للتراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة إلا أنها لم تستطع الحفاظ على طابعها المعماري وطراز بنائها القديم حيث فشلت في أن تمنع أي استحداثات جديدة تهدد كيان تلك المدن وفشلت في الحفاظ عليها كمدن ومبانُ تراثية قائمة حيث تهددها الكثير من التشوهات التعرية والتدخل المباشر من السكان فكثير من المنازل في تلك المدن مهددة بالانهيار رغم أن بعضها قد أنهار وهذا ما يهددها بالخروج من قائمة التراث العالمي ناهيك عن الكثير من القلاع والتي تهمل ولا تحظى بأي ترميم أو صيانة بما يحفظها من الانهيار والاندثار استدرار الدعم متطرقاٍ: بإلاضافة إلى العبث بالمواقع الأثرية والتاريخية والتي أصبحت عرضة للنهب والسرقة من قبل عصابات تعمل على تهريب الآثار وخير دليل على ذلك الحفريات العشوائية التي تطال تلك المواقع في مختلف المحافظات ناهيك عن سرقة محتويات المتحف بل معظم المتاحف من قطع أثرية ومخطوطات وهذا دليل على الإهمال وعدم الالتفات إلى ما تمتلكه اليمن من ثروة وطنية ثقافية حضارية , بالإضافة إلى القصور والدور التي تنهار بدون أن توليها وزارة الثقافة ومؤسساتها أي اهتمام مستشهداٍ على إهمال المواقع الأثرية بأن يتم تسخير الكثير من المباني القديمة والتاريخية والتي تحكي حقبة زمنية من حياة الشعب اليمني العريق لاستخدامها كمرافق لبعض الجهات الحكومية. لا صيانة لا ترميم هادي غياث – رئيس منظمة رواد للسياحة والتنمية تحدث قائلاٍ: للأسف الشديد لازالت الجهات المعنية المختصة بحماية الآثار والتراث لم تقم بواجبها في حماية هذه الثروة المهمة التي تعتبر من أهم مقدرات البلاد فعندما ننظر إلى تراثنا نتحسر ألماٍ على هذا التراث الذي تلعب به أيادي العابثين دون رقيب أو حسيب فعلى سبيل المثال لازال عرش الملكة بلقيس عرضة للنهب والحفر العشوائي لازال سد مأرب منعدم الصيانة لا تتوفر فيه أبسط الخدمات التي تجذب السياح و لا يزال جامع ووادي التابعي أوس بن عامر القرني بمديرية العبدية بمأرب لم تتوفر له أي صيانة أو ترميم وعدم إصلاح الطريق الذي يربطه بالمحافظة . وقال : إن الهيئة العامة للمتاحف والآثار هيئة فاشلة بالدرجة الأولى مستدلاٍ بآثار محافظة إب التي نهبت وفي حضرموت تسرق وفي مأرب والجوف تدمر والهيئة لم تقم إزاء ذلك بأي دور يذكر , ولو حتى من الجانب التوعوي !! الترويج السياحي ويقول الخبير في المواقع السياحية والأثرية في اليمن سامح الوظاف إنه إذا أردنا حماية الآثار والمواقع الأثرية والسياحية في اليمن لا بد من وضع استراتيجية تروج لتلك الآثار وتبين مدى الضرر الذي لحق بها للجهات المعنية حتى تقوم بدورها في الحفاظ عليها وحمايتها كونها الوجه السياحي والتراثي لليمن , ومن خلال ذلك يمكن النهوض بمقومات السياحة من خلال إنشاء المعارض الفوتوغرافية السياحية التي تهدف إلى الترويج السياحي وتعريف الزوار بما تمتلكه المحافظات من ثروات سياحية ومواقع أثرية متنوعة مثل الحصون التاريخية ومناظر طبيعية متنوعة من جبال وسهول وجزر مرجانية ومناظر طبيعية خلابة تتوافر بها كافة أنواع السياحة من سياحة تسلق الجبال والطيران الشراعي وسياحة الغوص والاستكشاف وغيره من أنواع السياحة. قناة سياحية وفي السياق ذاته يؤكد الناشط والإعلامي محمد طاهر دور وسائل الإعلام في مناصرة هذه القضية التراثية الهامة باعتبارها تاريخ شعب عريق يمثل حضارة العرب الأولى , مبيناٍ : إن الإعلام اليمني كان دوره هامشياٍ إن لم يكن مغيباٍ في تسليط الضوء على الكنوز والجواهر السياحية التي تتميز بها بلادنا وكان طابعه سياسياٍ بامتياز مما انعكس سلباٍ في التهميش لقطاع السياحة الذي ازدهر فترة من الزمن ليعود وينتكس مرة أخرى. ومضى يقول : إن الحكومة لم تجد أي سياسات وخطط جدية في النهوض بهذا القطاع الحيوي والذي يعود على اليمن بعائدات مالية كبيرة بالإضافة الى سوء الخدمات المقدمة وغياب البرامج السياحية وإهمال المناطق السياحية والأثرية الأمر الذي أدى إلى انتكاسة سياحية وتراجع ملحوظ فالدولة لم تفكر جدياٍ بإيجاد قناة سياحية تروج للسياحة عطفاٍ على مقومات الجذب السياحية والأثري ودعوة الجهات لدعم تلك المواقع الأثرية التي تزخر بها اليمن وبالتالي إن لم يكن هناك توجه رسمي بالدعم والاهتمام لهذا القطاع في المرحلة القادمة فقد نخسر قطاعاٍ مهماٍ خاصة إن هذه المعالم والمواقع الأثرية تتعرض للسرقة والنهب بين فترة و أخرى ولا تحرك الدولة ساكناٍ للحفاظ على هذا التراث الوطني والحضاري ولن تكون هذه المعالم والمواقع ذا قيمة إن لم يكن لها ترويج محترف وخطط استراتيجية مستقبلية . الأوضاع الأمنية فيما تحدثت فاطمة الحريبي – المدير التنفيذي للمجلس اليمني للترويج السياحي عن الأوضاع الأمنية المضطربة التي تمر بها البلاد والتي أوضحت بأنها سبب في الانتهاكات المتكررة التي تحدث لهذه المواقع التراثية والتاريخية وأن الأحداث التي مرت بها اليمن في الأعوام المنصرمة والأعمال الإرهابية هنا وهناك كان له الأثر البالغ على واقع السياحة في اليمن والذي أدى إلى تحذير عدد من الدول رعاياها من البقاء في اليمن نتيجة الاضطراب الأمني الحاصل الأمر الذي عكس صورة سيئة ومشوهة للغاية عن اليمن وكأنها بؤرة للإرهاب وقد ساهم في ذلك الإعلام عبر التهويل والتضخيم للأحداث في هذا المجال مما زاد الوضع تأزيماٍ .