"مسام" يطلق برنامج تدريبي لفرقه الهندسية بمأرب وعدن لضمان سلامة نزع الألغام
الخارجية تعلن إستئناف عمل سفارة الجمهورية اليمنية في دمشق
الأونروا: حوالي نصف مليون شخص نزحوا خلال الشهر الماضي في غزة
وزير الإعلام الإرياني : تحركات أممية تحاول منح الحوثيين "طوق نجاة سياسي" في لحظة انكسار
تراجع اسعار الذهب مع تهدئة التوترات التجارية
وزير الخارجية السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان العلاقات الثنائية ويبحثان الموضوعات الإقليمية والدولية
السيسي يؤكد أن مصر تقف سداً منيعاً أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية
عضو مجلس القيادة عثمان مجلي يعزي بوفاة الشيخ صالح الوادعي
اليمن نائباً لرئيس الاجتماع التحضيري للمؤتمر الاممي الـ15 لمنع الجريمة والعدالة الجنائية
الأونروا: نصف مليون نازح جديد في غزة خلال شهر

سعى الفنان المسلم إلى تجاوز عالم الشهادة للوصول إلى عالم الغيب. وبقدر ما تبدو الصورة مصحفة بقدر ما يكون ارتباطه بعالم الغيب قويا حتى يصل به هذا الارتباط إلى تحويل الفكرة إلى إشارة وقلب الواقع إلى رمز كلي, وكما أن التغفيل كان نتيجة الوحدانية في العقيدة الإسلامية, حيث يعتقد المفكرون أنه كما أشار البهنسي “نتيجة للعزوف عن الحياة في الدنيا, وأن فكر الفنان المسلم في اللجوء إلى الله دائما وفي الحياة الأخرى, قال تعالى:” (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)”. إن الفنان المسلم يتصفح أجزاء المادة لكي يتيسر له التقاط نسجه أقل فسادا, بهدف الاندماج الكلي في موضوعه, وليس النقل الموضوعي من العالم الخارجي, والفنان هنا لا يقصد انفصال الأشياء عن ذاتها لأنه مؤمن بوحدة الوجود وهذا يساعده في إيجاد طريق الفن. ولهذا كانت العناصر غير المتشابة أساس الرقش الإسلامي, حيث يرتكز على أساس صوفي حركي بعكس بعض اتجاهات التعبيرية والتجريد المعاصر, والتي تقوم على أسس مكانية ساكنة وجامدة.
ومما سبق نجد كيف توصل الفنان المسلم إلى التعبير التجريدي في الفن الإسلامي, نتيجة الإلحاح للوصول إلى الوجود الحقيقي المطلق والأبدي فظهرت حركية الرقش ونلحظها في المظاهر الصوفية في الدين وفي الفن فبدأ في شكلين أساسيين منفصلين. المصدر الأول هو العقل والحس, والمصدر الثاني هو الهوى والحدس, بمعنى أخرج الجوهر إلى الظهور, فلم يرتبط الفنان المسلم في عمله بمفاهيم الفن السائدة في الغرب والقائمة على مفهوم العبث, فإذا أجرينا محاورة مباشرة بين الرقش الإسلامي, والفن التعبيري التجريدي المعاصر فسنرى أن الموضوعات التي تثير التقارب أو تؤكد الوحدة بين هذين الفنين هي كالتالي :
1- عدم اعتبار الطبيعة والإنسان مقياسا للجمال الفني.
2- الاعتماد على الانفعال الذاتي الداخلي في عملية الإبداع الفني دون الاعتماد على الحس المادي للأشياء الخارجية.
3- التعبير عن المطلق والبحث عن الجمال المحض.
أما في التعبيرية التجريدية المعاصرة فمن الواضح أن النزعة إلى عدم التشبيه لم يكن مصدرها الارتباط الوحداني, ولكن بالذات هذا الارتباط الذي تم نتيجة انفعال داخلي عميق عانى فيه الفنان كثيرا من الأخيلة وأبصر كثيرا من الرؤى الغامضة التي تكشفت له على شكل مساحات, وبقع لونية وخطوط مطلقة من أي قيد واقعي.
إن مبادئ التجريد والتحوير والاختزال, اللغة الوحيدة التي مثلت النتاجات الفنية لتعبيرية التجريدية لتؤسس بذلك ميتافيزيقا جديدة للشكل, على أساس فقدان الشكل أو تغريبه يؤدي إلى تساقط المعنى إلى اللامعنى, بما يتيح لشكل تعددية المعاني في عدم وجود معنى محدد في الخطاب البصري.
وفي تجربة الفنان المعاصر شاكر حسن والبعد الواحد في الفن الإسلامي, وتجربة الفنان بولوك في الفن التعبيري التجريدي, الذي استخدم التكوين القائم على الخط لإظهار البعد الجمالي في بناء الشكل المجرد. اعتبر الخط معطى جماليا في حد ذاته, لأنه شكل مجرد خالص له طول وعرض ومساحة, ولون وملمس أكثر مما يفعل دور الخط في الفن الفعلي الذي ينشد الجمال دوما, لما يمتلكه الخط من إمكانيات استقبال واستظهار صدى الإحساس والانفعال, من خلال إطلاق حركة الخط بحرية على السطح التصويري, فمرونة الخط منحت الفنان الحرية في التشكيل للحصول على الحركة والكتلة والمساحة, وتميزت أعمال بولوك بعدم وجود مركز ثابت, ويمثل أسلوبه اتجاه عفوي, “كما يقول كورتشيه:(الفن حدس والحدس فردي والفردية لا يمكن أن تكرر). وهكذا استغرق بولوك كثيرا من السنوات لصقل موهبته حتى طور أشكالا بسيطة, واهتم بالتصوير الحروفي.
فنانة تشكيلية وباحثة يمنية