الرئيسية - سياحة وتراث - هناك توجه لإعلان “تعز” محمية أثرية لامتلاكها معالم أثرية كثيرة
هناك توجه لإعلان “تعز” محمية أثرية لامتلاكها معالم أثرية كثيرة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تعز / سلطان مغلس – ◄ لدينا 172 موقعاٍ أثرياٍ وتاريخياٍ وهناك اكتشافات جديدة ظهرت في قلعة القاهرة 

تحظى عاصمة اليمن الثقافية “تعز” بموروث تراثي وأثري كبيرين نظراٍ لتاريخ المحافظة العريق على امتداد طويل لقرون مضت, علاوة على أنها كانت عاصمة للدولة الرسولية وللحكم العثماني, وفي تعز أيضاٍ الكثير من الحصون والقلاع والمعالم الأثرية والمتاحف التاريخية التي تعكس تاريخ المحافظة وعمق حضارتها قديماٍ.. وبعد إعلانها عاصمة للثقافة اليمنية واعتماد أكثر من 21 مليار ريال لأنشطتها وبرامجها ومشاريعها الثقافية, التقت “الثورة” بمدير عام فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف الأخت بشرى الخليدي لتسليط الضوء حول الواقع الأثري والتاريخي للمحافظة وخطة ومشاريع الفرع للمرحلة المقبلة ..

* حدثينا عن وضع الآثار في “تعز” العاصمة الثقافية¿ – تعز تعد محمية أثرية نظراٍ لامتلاكها معالم أثرية وتاريخية مترامية الأطراف وهناك توجه لإعلانها رسمياٍ محمية أثرية, لا تكاد تخلو أي مديرية من وجود موقع أثري أكان سداٍ أو جامعاٍ أو مدرسة أو حصناٍ تاريخياٍ فتعز غنية جداٍ بالمواقع الأثرية ولها إرث تاريخي كبير إلا أنها فعلاٍ عانت خلال الفترة الماضية إهمالاٍ كبيراٍ متعمداٍ وغير متعمد لأسباب كثيرة لعل أبرزها عدم وعي القائمين على فرع هيئة الآثار سابقاٍ في أهمية الآثار ووجوب الحفاظ عليها والاهتمام بها وحقيقة السلطة المحلية في العامين 2012 و2013م لم تألوا جهداٍ في دعم ورعاية المعالم الأثرية والتاريخية بالمحافظة ومتابعة تنفيذ عدد من المشاريع وأعمال الترميمات والتسويرات.

ترميمات * إلى أين وصلت الترميمات في قصر صالة وقبة الحسينية¿ – قصر صالة مغلق منذ عام 2008م وقد تم اعتماد مبلغ 772 مليون ريال لترميم القصر بشكل كامل, وأما قبة الحسينية فقد تم التنسيق مع وزارة الثقافة وتفاعل معالي الوزير مشكوراٍ ووجه بإنزال فريق هندسي لرفع الدراسة التقديرية للقبة وتم فعلاٍ الرفع وننتظر حالياٍ التمويل للبدء بالترميم.

طمس المعالم * قبل أسابيع افتتح حصن قلعة القاهرة بعد أعمال ترميم لأكثر من 14 عاماٍ .. قيل إن هناك عملية طمس لبعض معالم القلعة أثناء عملية الترميمات ما صحة ذلك¿ – للأسف الشديد القلعة عندما بدأت أعمال الترميم فيها تم تقسيمها إلى 3 تقسيمات للتنفيذ, قسمين في الجهة السفلى وللأسف رافق عملية الترميم في هذا القسم طمس عدد من المعالم وتشويه النمط المعماري القديم للقلعة والنمط الأثري والتاريخي لها, وهذه الإخفاقات التي رافقت عملية الترميمات في الجهة السفلى تقع بالمقام الأول على الإدارة السابقة حيث كان الترميم غير مطابق للنمط المعماري القديم وحالياٍ نسعى مع المقاول إلى محاولة إصلاح ما يمكن خاصة في ما يتعلق بالقباب والتي تم استحداثها في بوابة القلعة على النمط الصيني وطمس النمط اليمني. أما القسم الآخر فهو متعلق بالحصن ونحن مشرفون عليه ومستعدون لتحمل مسئولية أي تقصير أو إهمال في أعمال ترميمه وسار الترميم وفق النمط الأثري والمعماري القديم وقد تم  افتتاح حصن القلعة بحضور وزير الثقافة ومحافظ تعز.. ومشروع إعادة ترميم الحصن ( المرحلة الثانية ) أعاد القلعة إلى ما كانت عليه في الحقبة الرسولية .

اكتشافات أثرية جديدة * ماذا عن الاكتشافات الأثرية التي ظهرت أثناء عملية الترميمات¿ – أثناء مرحلة الترميم في قلعة القاهرة وخصوصاٍ العام الماضي تم اكتشاف مبانُ وسواقُ جديدة واكتشاف مدخنة وعظام يتم تحليها حالياٍ وخط سيتم قراءته خلال الأيام القليلة القادمة لتحديد هويته كما تم اكتشاف كميات كبيرة من الفخاريات التي استدلينا من خلالها على وجود حياة متكاملة في القلعة. حيث تم اكتشاف عدد من السواقي ومنها ساقية مسقوفة لتصريف مياه الأمطار وأحواض وسراديب (سرداب يتجه نحو القصر بطول (3.4 أمتار) وعرض (70 سم) وسرداب يتجه نحو الشرق بطول (3 أمتار) وعرض (75سم) وممرات وغرف ومطابخ قديمه وأحوض خاص لتجميع مخلفات المطابخ وأنفاق سرية منها نفق بعمق 5 ونصف متر وما زال المجال مفتوحاٍ لتتبع هذا النفق وأيضاٍ سقف النفق عليه فتحات للتهوية والإنارة . ومن ضمن الاكتشافات أيضاٍ معاصر حجرية كانت تستخدم لإنتاج الزيوت قديماٍ وأيضاٍ مدفأة لصقل العملات وصب البارود وأحجار المنجنيق والتي هي من أحجار السائلة الصلبة ويزن ثقلها ما يقارب من 30-40 كيلو متر ومدرج سري يؤدي إلى الساحة الجنوبية أسفل القصر ومنفذ خروج للطوارئ وهناك بعض القطع الأثرية (أواني فخارية وزجاجية وحجرية تم تجميعها تمهيداٍ للقيام بدراستها والبحث عن ماهيتها الأثرية والتاريخية) والتي تم اكتشافها والتي أثبتت بدلالتها حقب تاريخية عديدة بالقلعة ابتداءٍ بالصليحية ومروراٍ بالرسولية والعثمانية وما توسطها .

172 موقعاٍ أثرياٍ * هل لديكم حصراٍ متكاملاٍ للمواقع التاريخية والأثرية في جميع مديريات المحافظة¿ – تعز تفاجئ الجميع كل يوم بمواقع تاريخية وأثرية جديدة طمرت لأسباب التعرية الطبيعية أو بسبب الاعتداءات, ويمكن حصر عدد المواقع الأثرية والتاريخية حتى نهاية 2013م بـ172 موقعاٍ أثرياٍ متفرقاٍ بين الحصون والقلاع والسدود والمقابر والمدارس القديمة في مختلف مديريات المحافظة ولدينا خطة ضمن خطة العاصمة الثقافية للنزول الميداني لجميع المديريات لعمل حفريات وتنقيب لاكتشاف الآثار والمعالم التاريخية وتسويرها وحمايتها.

“مافيا” لتهريب الآثار * تهريب الآثار.. مشكلة كبيرة يعاني الوطن عموماٍ منها, وفي تعز سمعنا عن عمليات تهريب عديدة للآثار¿ – هناك مافيا لتهريب الآثار في تعز وخارجها تعمل بتنسيق مشترك للتهريب وبدورنا قمنا بإعداد خطة متكاملة لمكافحة التهريب للآثار بالتنسيق مع مطار تعز وميناء المخا وجميع المنافذ البرية والبحرية والجوية لفحص أي قطع أثرية وتم إصدار تعميم للهيئة العامة للبريد وتم التنسيق معهم بعدم السماح لأي قطع أثرية إلا بعد السماح لها من الهيئة العامة للآثار. * ماذا عن الآثار التي تم ضبطها مؤخراٍ في ميناء المخأ¿ – تم تحرير طلب رسمي من قبل فرع الهيئة العامة للآثار إلى مدير عام مديرية المخا ومدير أمن المديرية لتحويل المتهم وتحريز المضبوطات إلى النيابة وبعد متابعة مستمرة تم التحويل إلى النيابة وتم تثبيت التقرير بمحاضر رسمية واتضح أن القطع أثرية وهي  ليست من محافظة تعز, وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة من فرع الهيئة العامة للآثار في مجال رفع دعوى بالحق المدني ضد المتهم وكل من يسول له نفسه تهريب الآثار والبحث عن أماكن شراء هذه المقتنيات وأخذ الاحتياطات اللازمة للحد من تكرار مثل هذه العمليات.. والآن القضية في النيابة التي استخدمت بإجراءاتها القانونية حيال ذلك مع العلم أن تلك الآثار المضبوطة عبارة عن معاشر نحاسية عليها زخارف نباتية وهندسية وحزوز وكتابات.

7 مليارات ريال – كم يقدر نصيب قطاع الآثار والمتاحف من موازنة العاصمة الثقافية¿ – موازنة فرع الهيئة العامة للآثار في إطار العاصمة الثقافية للأعوام 2014ـ2016م تبلغ 7 مليارات ريالاٍ منها 515 مليون لإنشاء المجمع المتحفي و772 مليوناٍ لترميم قصر صالة بالإضافة إلى إنشاء المتاحف وترميم القلاع والحصون والمدارس والجوامع الأثرية والتاريخية وكذا ترميم قبة الحسينية. * وماذا عن خططكم للعام الحالي 2014م¿ – خططنا لهذا العام تتركز في كثير من الجوانب أهمها إيجاد حرم أثري لكل المواقع الأثرية والتاريخية بالمحافظة وأتمنى التعاون الإيجابي من مكاتب الأوقاف والأشغال لتحديد حرم أثري لمعالم تعز من خلال النزول الميداني إلى كل المواقع الأثرية من مقابر وحصون وتحديد حرم أثري لها.