الرئيسية - الدين والحياة - وحـــدة الأمــــة
وحـــدة الأمــــة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: فإن الله تعالى يقول في سورة الأنبياء:(إöن هذöهö أمتكم أمة واحöدة وأنا ربكم فاعبدونö) وفي سورة المؤمنون:(إöن هذöهö أمتكم أمة واحöدة وأنا ربكم فاتقونö). هاتان الآيتان تؤكدان أن على أن الأمة الإسلامية أمة واحدة فقد بدأت كل أية منهما بلفظ التوكيد إن. كما أن الله تعالى قد ربط وحدة الأمة بالعبادة والتقوى للتأكيد على أن تحقيق الوحدة واجب عقائدي وواجب تعبدي. وإن أمتنا الإسلامية – اليوم – في وقت أحوج ما تكون فيه إلى الوحدة وجمع الكلمة حيث أن العالم يعيش في صورة تكتلات وجبهات ولا يعقل أن تقابل التكتلات بالتفرقات قال تعالى:(والذين كفروا بعضهم أولöياء بعض إöلا تفعلوه تكن فöتنة فöي الأرضö وفساد كبöير). وقد حذر الله تبارك وتعالى من الفرقة والنزاع فقال تعالى:(ولا تنازعوا فتفشلوا) ولأن النزاع طبيعة بين البشر أمرنا عند التنازع أن نحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فقال جل شأنه:(فإöن تنازعتم فöي شيء فردوه إöلى اللهö والرسولö إöن كنتم تؤمöنون بöاللهö واليومö الآخöرö ذلöك خير وأحسن تأوöيلا) . إن المسلمين إلاههم واحد وكتابهم واحد وقبلتهم واحدة وقد أمرهم الله تعالى أن يعتصموا بالقرآن فإن فيه عزتهم وكرامتهم وقوتهم فقال تعالى:(واعتصöموا بöحبلö اللهö جمöيعا ولا تفرقوا واذكروا نöعمة اللهö عليكم إöذ كنتم أعداء فألف بين قلوبöكم فأصبحتم بöنöعمتöهö إöخوانا) . وقد شرع الإسلام عدة تشريعات لتحقيق الوحدة منها ما يلي: – اعتبار البشرية كلها أسرة واحدة أبوها آدم وأمها حواء فقال تعالى (ياأيها الناس اتقوا ربكم الذöي خلقكم مöن نفس واحöدة وخلق مöنها زوجها وبث مöنهما رöجالا كثöيرا ونöساء) فهناك اخاء إنساني عام بين البشر. – أكد على الأخوة الخاصة بين المسلمين فقال تعالى:(إöنما المؤمöنون إöخوة) وفي الحديث (المسلم أخو المسلم). – أوجب الإصلاح بين المؤمنين عند التنازع والخلاف فقال تعالى:(فاتقوا الله وأصلöحوا ذات بöينöكم). – أوجب انتصار المسلمين بعضهم لبعض فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله: ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما¿ قال: تمنعه عن الظلم فذاك نصره له). – أكد على التسامح والتعاون بين أبناء المجتمع فقال تعالى:(وتعاونوا على البرö والتقوى ولا تعاونوا على الإöثمö والعدوانö). – حرم العصبية بكافة أنواعها فقال صلى الله عليه وآله وسلم:(ليس منا من دعا إلى عصبية .. ليس منا من قاتل على عصبية .. ليس منا من مات على عصبية). – حث على تغليب المصلحة العامة وحب الخير للآخرين ففي الحديث (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). يوم أن تمسك المسلمون بمبادئ دينهم والتقوا حول راية القرآن واعتصموا به سادوا الدنيا وملكوا الأرض حتى ما تحت أقدام كسرا وقيصر ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. وصلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين.

عضو البعثة الأزهرية