الرئيسية - الدين والحياة - الإسراء والمعراج والتوحيد
الإسراء والمعراج والتوحيد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إننا نعيش في هذه الأيام في ظلال ذكرى الإسراء والمعراج هذه الذكرى العظيمة الطيبة التي تعتبر من المعجزات. والمعجزات جزء من العقيدة الإسلامية والإسراء والمعراج مكرمة اختص الله بها نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وهي ثابتة بالقرآن والسنة وإجماع الأمة. وكان الإسراء والمعراج بعد البعثة النبوية وقبل الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة وكان الإسراء والمعراج من المسجد الحرام بمكة المكرمة زادها الله تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة إلى المسجد الأقصى دون غيره من الأماكن لما شرفه الله تعالى به من بعثات الأنبياء السابقين ولإقامة أكثرهم حوله فهو أولى القبلتين وثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام وبينهما أربعون عاما كما بين المعصوم صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرجال مع المسجد الحرام والمسجد النبوي ورب العباد بارك حوله فقال “ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين” سورة الأنبياء 71 . وهو أرض المحشر والمنشر كما في حديث ميمونة رضي الله عنها وإلى الأقصى جاء عمر بن الخطاب وأبو عبيدة عامر بن الجراح وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وعبادة الله الصامت ومعاذ بن جبل وسلمان الفارسي رضي الله عنهم أجمعين.

الإسراء والمعراج والتوحيد إن الرسالات السماوية متعددة بنص القرآن الكريم قال تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) المائدة 49. والأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله إلى الناس متعددون أيضا بنص القرآن الكريم قال تعالى “ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك” سورة النساء 164 والأمم والأقوام الذين أرسل إليهم الرسل أيضا متعددون بنص القرآن الكريم. “وإن من أمة إلا خلا فيها نذير” فاطر 24 والكتب السماوية المنزلة من الله تبارك وتعالى متعددة وهي: صحف إبراهيم وموسى والتوراة والإنجيل وختمت بالقرآن الكريم والمقصود الكتب السماوية الصحيحة كما هي من عند الله تعالى. ودين الله مع ذلك في جوهره وحقيقته واحد ألا وهو توحيد الله تعالى أي إخلاص العبودية لله تعالى وحده قال تعالى “وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون” الأنبياء 25 . وفي الحديث (أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) حسنة الألباني بمجموع شواهده وفي صحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد” متفق عليه واستقبال الأنبياء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي كل سماء وصلاتهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج دلالة على عمومية رسالته صلى الله عليه وسلم وعلى الأخوة بين الأنبياء وأن دينهم واحد ألا وهو توحيد الله تعالى. وبعدما صلى نبينا صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إماما في المسجد الأقصى خطب قائلا الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعاملين وكافة إلى الناس بشيرا ونذيرا وجعل أمتي خير الأمم وجعلها أمة وسطا وجعل أمتي هم الأولون والآخرون وجعلني فاتحا وخاتما. فلماذا تختلف البشرية فيما بينها وجميع الأنبياء عليهم السلام إخوة دينهم واحد ألا وهو توحيد الله وإفراده بالعبودية وحده.

وحدة الأمة الإسلامية إن الإسلام في أحكامه وتشريعاته وتوجيهاته يسعى إلى تكوين الإنسان الصالح والأمة الصالحة فالإسلام يسعى إلى توحيد المعبود وتوحيد العابدين قال تعالى : (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) البقرة 143 وقال أيضا (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وقال أيضا “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” سورة الحجرات 13 فنحن أمة واحدة شعوبها متعددة. فنحن أمة واحدة سواء كنا عربا أم عجما بيضا أم سودا وذلك بنص القرآن الكريم. ورب العباد بنفسه دعانا للوحدة فقال تعالى “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”. وقال تعالى “إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون” وقال تعالى “وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون” سورتا الأنبياء 92 الحجر:52 . والأمة الإسلامية كتابها واحد يبدأ بسورة الفاتحة ويختم بالناس والعبادات في الإسلام من صلاة تؤدى بكيفية واحدة لا اختلاف فيها والصيام في شهر واحد ألا وهو شهر رمضان صيام الفريضة والحج في مكان وأيام معينة بنص القرآن والسنة في مكة ومنى وعرفة ومزدلفة واستحباب زيارة مسجد رسول الله للصلاة فيه.. والقرآن حذر من الفرقة لخطرها على الأمة أدعو الله أن يوحد بين صفوفنا.

● رئيس بعثة الأزهر