توجه الزوار صوب قبر نبي الله هود ـ عليه السلام ــ في أقصى شرق وادي حضرموت ( 110 كيلومترات ) من سيئونابتدا من يوم أمس لإحياء مراسم الزيارة السنوية المعتادة في هذا المكان من 5 ـ 13 شعبان تعد نزهة روحية صافية تتداول خلالها الأذكار و الصلوات والأدعية و الابتهالات إلى الله عز و جل و لها مراسم متواترة منذ مئات السنين و يؤمها الزوار من كل الأرجاء و يوم ذروتها هو العاشر من شعبان .

حيث يقضي الزائرون أيام الزيارة وهي أربعة أيام تبتدي قبل الفجر وتمتد إلى طلوع الشمس كما تقام في ليالي الزيارة العاب شعبية ورقصات الشبواني والخابة , فكل بلدة تقوم بألعابها وإمام بيت منصبها وحتى الليل كما تتوافد كل مجموعة زوار بلد إلى النهر والى الناحية التي يقف فيها الحبيب المنصب وكل بلد يتقدم زوارها منصب وحبيب أو شيخ ويبداون في نزع ثيابهم للغسل ومن هدايا زيارة هود يقدم الزائر إلى أهله وأقاربه وجيرانه هدايا الزيارة من بقية الكعك ومن المساويك والفحيط والجلجل والثياب وغير ذلك مما تفرضه العادات ويتكلف الإنسان ذلك فوق مصاريف الزيارة.

وعصر يوم الرابع عشر ليلة الخامس عشر يقرا دعاء شعبان المشهور وتزار المشاهد والأضرحة ثم تقام الألعاب الشعبية بين الحويف والخابة ويجتمعون جميعا في مكان معين وبالشعبانية تنتهي عوائد ومراسيم زيارة نبي الله هود.

القبر يقع على سفح جبل تمت عمارته و بنيت عليه القبة لأول مرة في القرن التاسع الهجري ( الـ15 ميلادي ) ثم تعددت عمارته بعد ذلك .. و يرجع بناؤه بشكله الحالي إلى حوالي عام 1097 هـ ( 1673م ) حيث القبة الكبيرة و البناء الحجري حول الصخرة المسماه ( الناقة ) و الدرج الطويل الواسع .. يشرف القبر على قرية بناها الأهالي لغرض هذه الزيارة و هي مزودة اليوم بكل متطلبات الحياة من كهرباء و مياه و طريق أسفلتي و أسواق شعبية ..الخ .

تعد زيارة هود أبرز موسم للسياحة الدينية في عموم اليمن .. و يقصدها المئات من الدول الإسلامية كل سنة وقد شهدت زيارة نبي الله هود في العام الماضي قدوم أكثر من (50 ألف) زائر من داخل الجمهورية وخارجها.