الرئيسية - الدين والحياة - »الصـــــــبر«
»الصـــــــبر«
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحمدلله الحليم الصبور وصلوات الله على قدوة الصابرين النبي المبعوث بالهدى ودين الحق ليخرجنا بفضل الله ومنه وكرمه من الظلمات إلى النور, صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: فقد قرأنا في سطور الأسبوع الماضي كيف أن المؤمنين برسالة الإسلام اكتشفوا حقيقة دنيا الفناء وعرفوا أنها حياة مؤقتة وما لحي بها بقاء وإنما هي دار للاختبارات والامتحانات وممر إلى حياة أبدية سرمدية- ينال الفوز والفلاح والسعادة الخالدة من كتب الله لهم الثبات والصمود أمام رغباتهم وشهواتهم وملذاتهم فقهروا عيون أنفسهم التي زينت لهم حب الشهوات والنزوات والملذات الزائلة وروضوا أنفسهم على الرضا بما قسم الله واتيان ما أمر الله واجتناب ما نهى الله واحتمال المؤلم مما قدره الله, وأولئك هم اللذين أكد الله محبته لهم فقال سبحانه (إن الله يحب الصابرين). نعم إنهم الصابرون وبالصبر الذي جعلوه سلاحهم في معركتهم الضارية مع متاعب وابتلاءات وامتحانات الحياة الدنيا التي تزول وتزول ملذاتها ومنغصاتها راحتها وتعبها غناها وفقرها قوتها وضعفها تزول لتبقى ثمار صبرهم ذلك السلاح القوي الذي حباهم به الله ليكونوا من أحبائه المستحقين بما صبروا لرضا الله الملك الكريم.. وسكنى جنات النعيم, والتمتع بنعيمها الخالد المقيم, فما ذلك الصبر الذي أفلح به الصابرون¿! الصبر لغة: هو نقيض الجزع. واصطلاحا: توطين النفس على احتمال المكروة أو هو حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع أو هو كما قيل ترك الشكوى من ألم البلوى إلى غير الله. وبالصبر أوصى الله نبيه صلوات الله وسلامه عليه فقال تعالى (فاصبöر كما صبر أولوا العزمö مöن الرسلö ولا تستعجöل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إöلا ساعة مöن نهار بلاغ فهل يهلك إöلا القوم الفاسöقون) وبالصبر أوصى الله عبادة المؤمنين فقال عز وجل (يا أيها الذöين آمنوا اصبöروا وصابöروا ورابöطوا واتقوا الله لعلكم تفلöحون). ونبه الله المسلمين والمؤمنين إلى ما سيجعلهم سبحانه وتعالى عرضة له في طريقهم إليه موضحا لهم السبب الذي يعلمه سبحانه فقال عز من قائل كريم (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهöدöين مöنكم والصابöرöين ونبلو أخباركم). وللصبر أقسام ثلاثة وأولها: الصبر على الطاعات لأنها تحف الجنة فغالبا ما تكره النفس القيام بها والالتزام بالحفاظ عليها. وثانيها: الصبر على المعاصي لأنها تحف النار وغالبا ما تستلذ ارتكابها الأنفس لأن النفوس البشرية جبلت على حب الشهوات وإذا وفق الله المسلم على التخلق بالصبر والتحلي به فصبر على المكاره التي حفت بها الجنان وذلك بالمداومة على عمل الطاعات وحسن أدائها وصبر على الشهوات التي حفت بها النيران فكرة أن يفعل معصية وزهد في لذتها المؤقتة خوفا من إثمها الدائم وخجلا من الله الذي لا منجى ولا ملجأ منه سبحانه إلا إليه.. حينها يكون مؤمنا قوي الإيمان أو ضعيف الإيمان وفي كل خير لكن يتوجب على هذا وذاك أن تفوز بالنجاح في القسم الثالث من أقسام الصبر والذي هو الصبر على ابتلاء الله لهم في الأموال أو الأولاد أو الأجساد أو الأهل وكل بحسب حالة الايمان في قلبه وكما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (يبتلى الناس على قدر إيمانهم فمن ثخن إيمانه أشتد بلاؤه ومن ضعف إيمانه ضعف بلاؤه). إذا بليت فثق بالله وارض به واصبر على المر في دنياك في ثقة إن الذي يكشف البلوى هو الله بأن جازيك إن تصبر هو الله يثيبك الله أن تصبر وأن تجزع تصيب إثما ويمضي ما يشا الله اللهم يا الله يا الله يا الله اجعلنا من عبادك الذين صبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله فكانوا من المفلحين, آمين اللهم آمين.