اليمن تشارك في المؤتمر العربي الـ 38 لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات في تونس نائب محافظ البنك يناقش مع القائم بأعمال السفارة الصينية مستجدات الوضع الإقتصادي والمالي اللواء الزبيدي: نعول على دعم الأشقاء والأصدقاء لإخراج اليمن من أزمته الراهنة وزارة الشباب تكرّم اللاعب حمدي اليرسي لإحرازه 3 ميداليات ذهبية في بطولة العربية للكونغ فو رئيس الوزراء يحيل قضايا فساد جديدة إلى النائب العام محافظ لحج يوجه المكاتب الحكومية بسرعة إنجاز وثائق مصفوفة المشاريع التنموية اليمن توقع على اتفاقية تنظيم نقل البضائع على الطرق البرية مع جامعة الدول العربية وزير الدفاع ومحافظ حضرموت يترأسان اجتماعًا للجنة الأمنية بالمحافظة وزير الدفاع يعقد اجتماعاً موسعاً بقيادة المنطقة الثانية ويفتتح مبنى المحكمة والنيابة العسكرية رئيس الوزراء يستقبل في عدن القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن
الحمدلله الكريم المنان الذي من علينا بنعمة الإيمان والأمن في الأوطان والعافية في الأبدان أحمده سبحانه بما هو أهل له من الحمد وأثني عليه وأومن به وأتوكل عليه وبعد. الوطن في اللغة في لسان العرب هو المنزل الذي تقيم فيه هو موطن الإنسان ومحله والجمع أوطان والموطن الأصلي هي البلدة التي ولد فيها الإنسان وعاش فيها وشرب من مائها ووردت مادة وطن في القرآن الكريم في موضع واحد في سورة التوبة الآية رقم 25 يقول تعالى: (لقد نصركم الله فöي مواطöن كثöيرة ويوم حنين إöذ أعجبتكم كثرتكم) والمواطن جمع موطن وهو المكان والموضع. كما ذكر في السنة النبوية وليس باللفظ بل بالمعنى في أكثر من موضع. وحب الوطن غريزة فطرية مثل حب النفس وحب المال وحب الأولاد فطر الإنسان عليه فلا يمدح به بل يذم بعكسه فمن لا يحب وطنه هو منتكس الفطرة شيء الطبع بل هو أقل من الحيوان في الدرجة فالحيوان يحب وطنه, والطائر يجب عشه ويدافع عنه ويأوي إليه بل من الحيوانات من يهاجر آلاف الأميال ثم يعود إلى وطنه بغريزة فطرية جبله الله عليها. حب الوطن ليس أقوالا وأناشيد وشعارات بل أفعال وأعمال وسلوك ومنهج في الحياة يتحمل الجميع أمام الله مسؤولية أمانة الوفاء بعهد الاستخلاف فيها وعلى الجميع واجب الحفاظ عليه والذود عنه وعن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه ومن يخالف ذلك فهو مخالف لعهده مع الله في قانون الاستخلاف في الأرض (وإöذ قال ربك لöلملائöكةö إöنöي جاعöل فöي الأرضö خلöيفة) (الذöين إöن مكناهم فöي الأرضö أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بöالمعروفö ونهوا عنö المنكرö ولöلهö عاقöبة الأمورö) الحج, لذا يوجب الإسلام على المواطن تجاه وطنه ومجتمعه واجبات المسلم الصادق والمواطن الصالح يؤديها حق الأداء قبل أن يطالب بحقوقه فالآفة السائدة في كثير من الناس أنه يطالب بحقوقه وينسى أن عليه واجبات الزوجة تطالب الزوج بواجباته نحوها والأب يطلب من الأبناء حقوقه وكذلك كل الأصناف والأنواع في المجتمع وكأن الكل له حقوق وليس عليه واجبات. فما هي واجبات الوطن على أبنائه¿ إنها كثيرة مستمدة من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن يمكن أن نوجز فيما يلي: 1 الأمن, 2 البناء, 3 الايجابية, 4 الانتماء ويمكن أن تجمع في الأمن والبناء 1 الأمن: أمن الأوطان نعمة من نعم الله العظمى على عباده ولهذا امتن على أهل مكة (الذöي أطعمهم من جوع وآمنهم مöن خوف) وسأل نبي الله إبراهيم ربه الأمن فقال (ربö اجعل هذا بلدا آمöنا) وامتدح الله ذا القرنين بكونه من صناع الأمن ودعانا النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن نكون من هذا الصنف فقال (أفشوا السلام وأطعموا الطعام) وبذل السلام ليس بالكلام فقط بل بكف الأذى عن الناس كل الناس وأن يسلم الناس من إساءته قال النبي صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) وواجب الأمن يتحقق بأن نكون حملة خير ومصدر أمن وسلام ببسمة صادقة (تبسمك في وجه أخيك صدقة) خالصة (إنما الأعمال بالنيات) وكلمة طيبة (ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) وبشارة سارة (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا) كل ذلك من المعروف الذي أمر به الإسلام ونبي الإسلام (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق). 2 البناء: وبناء الوطن امتثال لمهمة الاستخلاف في الأرض وعمارتها قال تعالى (هو أنشأكم مöن الأرضö واستعمركم فöيها) فكل من البشر مطالب بالبناء كل من موقعه ويتجلى بناء الوطن في مجالات شتى منها الحفاظ على الممتلكات العامة والمرافق المملوكة للدولة كذلك في الحفاظ على خيرات الوطن وثرواته وبيئته.. فالإسلام يرى النشبع من المال العام جريمة ويسميه غلول (ومن يغلل يأتö بöما غل يوم القöيامةö) كذلك في إحاطة الأذى عن الطريق والإسلام يحدثنا عن رجل دخل الجنة في غصن شوك رفعه من طريق المسلمين كذلك في إتقان العمل النافع المفيد (من بات كالا من عمل يده بات مغفورا له) (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) يتجلى في حسن معاملة الناس كل الناس مع القريب والغريب بل مع من هو على غير دينك في دعم المنتج الوطني للدولة في نشر الفضيلة والعفة وفي إقصاء الفاحشة والرذيلة ومحاربتها في التمسك بالقيم الفاضلة وفي بناء الإنسان الذي هو الثروة الكبرى وفي إتقان العمل والجد والاجتهاد فالأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها ولا تنال العزة والشرف إلا بجهود المخلصين من أبنائها رزقنا الله الإخلاص والتوفيق.