يتميز الفل برائحة عطرية تقارع ماركات العطور العالمية الموجودة في الأسواق والمحلات التجارية وذلك لامتلاك هذه النبتة رائحة فواحة قوية تحل في المكان الذي توضع فيه ولذلك أصبح الفل جزءا من العادات والتقاليد للشعب اليمني والذي لا تتم الفرحة إلا بحضوره في المناسبات والأعراس والاحتفالات والمهرجانات في مختلف المحافظات . وتحت حر الشمس من بزوغها وحتى غروبها وبين كل أحوال الطقس من حر وبرد ورياح ومطر يعمل الطفل أحمد النزيلي بكل نشاط يوميا في تزكية أنوف المارة والمتجولين عن طريق بيع الفل على الأرصفة والجولات من الصباح وحتى المغرب لتحصيل مبلغ مالي بسيط يصل إلى 1500 ريال كحد أقصى يوميا ولكن هذا المبلغ قل في الفترة الأخيرة نظرا لحالة الركود التي تصاحب بيع الفل وكثرة إنتاجه الذي غطا السوق في معظم المحافظات اليمنية بأسعار منخفضة الأمر الذي فرض على بائعي الفل بيعه بأرخص الأسعار حتى لا يتلف ويتعرضون للخسارة . تغيرات أصحاب محلات بيع الفل بدورهم يؤكدون تغير أسعار الفل بين الحين والآخر على حسب الظروف الاقتصادية للبلاد ,ويرى سعيد يحيى المجهصي أحد أصحاب محلات بيع الفل أن انعدام مادة البترول والديزل وكذلك التقطعات التي تحصل بين المحافظات يؤثر بشكل مباشر على أسعار الفل , ويشير إلى أن أسعار الفل منخفضة حيث يصل سعر العقد الصغير إلى 100ريال والمتوسط 300ريال والكبير 1000ريال , وهناك أنواع أخرى تباع بسعر مرتفع على حسب طلب الزبون وهي الهمش وهو عبارة عن عقد يوضع على رأس المرأة وكذلك الشرديخة يصنع للنساء وأما الأنواع الأخرى فهي العقد الهندي والمضخم والمظلوم وأبو فانوس وأبو سلسلة والمثلث وهذا يتم تجهيزه بعد طلب الزبون مقابل الاتفاق على مبلغ معين من المال وعلى الحجم المطلوب من قبل الزبون . إمتياز ويحتاج الفل لزراعته إلى أجواء مناخية معينة فالتربة لابد أن تكون خفيفة والطقس يكون حارا وتتميز نبتة الفل بأنها تتحمل الجفاف أكثر مما تتحمل التربة المغمورة بالمياه ,ولذلك تقتصر زراعته على بعض المناطق التي تتوفر فيها تلك الأجواء ومنها محافظتا الحديدة ولحج المشهورتان بزراعة الفل منذ عقود ماضية على مساحات شاسعة مخصصة لزراعة هذه النبتة العطرية التي يعتقد في رواية عن زراعه ”الفل” تقول إن أمير لحج أحمد فضل القمندان هو من أتى بها من الهند وقام  بغرسها في بستان الحسيني محافظة لحج ومنها انتشرت إلى مناطق أخرى , ويتميز الفل بأنه يشغل الكثير من الأيادي العاملة في العديد من المحافظات . وتتراوح قيمته بالكيلوجرام الواحد هذه الأيام في موسم الصيف ما بين 1000 إلى 2000 ريال وذلك لكثرة إنتاجه في هذا الموسم بينما في المواسم الأخرى وبالذات في فصل الشتاء ترتفع أسعاره بشكل كبير وقد تصل من 4 إلى 6 آلاف ريال ولذلك يسميه البعض الذهب الأبيض نظرا لارتفاع سعره وقلة إنتاجه . ركود الحاج أحمد جبران يعول أسرته المكونة من 10 أشخاص إلى جانب زوجته وذلك عن طريق بيع الفل لمده 18 سنة متنقلا بين شوارع العاصمة صنعاء , ويعمل الآن على الشارع العام بالقرب من جولة سبأ بدخل بسيط لا يتجاوز 3 آلاف ريال يوميا , ويؤكد الحاج جبران أن العمل في بيع الفل أصبح اليوم راكدا وباللهجة الشعبية (بورة) وأن البيع يتم على مضض . ويضيف جبران: ان الوضع الاقتصادي لا يسر وهذا بدوره انعكس على المواطنين وأعمالهم بمختلف المجالات. مشيرا إلى أهمية الأمن والاستقرار في الحياة العامة لتحقيق العيش الكريم وتيسير السبل في البحث عن لقمة العيش لعامة الناس. فوائد إلى جانب الرائحة العطرية الزكية لزهور الفل هناك فوائد أخرى طبيعية تم اكتشافها في دراسة بحثية للباحث اليمني المهندس حسن خميس وتعتبر الأولى من نوعها وتتمثل هذه الفوائد في علاج العديد من الأمراض مثل التهاب المفاصل ومرض النقرس والربو والسعال وصعوبة التنفس والصرع والإمساك . ويذكر المهندس خميس في هذه الدراسة فوائد أخرى للفل وذلك بعد غلي الفل على النار واستخراج مادة سائلة تستخدم في تخفيض حرارة الحمى وفي علاج آلام العين وأوجاع الرأس وتستخدم في العديد من مساحيق التجميل الطبيعية للنساء.