الرئيسية - اقتصاد - من هوس الشراء الوهمي و التبذير!!
من هوس الشراء الوهمي و التبذير!!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* تتكرر الحكاية في كل عام فمع بدئ العد التنازلي لاستقبال شهر رمضان تنهار غالبية ميزانيات الأسر اليمنية ويخرج البعض مثقلين بالديون والتزامات مالية وكأن هذا الشهر للأكل والشرب حيث الإقبال الشديد على شراء المواد الغذائية بمختلف الأصناف والألوان بمعدل شراء مرتفع وغير مدروس ومخرجات تكدس حجما كبيرا من هذه الأصناف نهاية الشهر وينتهي استعمالها فيكون مصيرها إلى النفايات لكن الوضع يختلف كليا هذا العام فالمواطن اليمني يشكو الفقر وعدم توفر السيولة نتيجة الوضع الاقتصادي وهو ما القى بضلاله السلبية على القوة الشرائية لغالبية الأسر اليمنية. تشهد الاسواق المحلية خلال هذه الأيام تحضيرات واستعدادات مبكرة لاستقبال شهر رمضان المبارك حيث وفرت المحال والمراكز التجارية المواد الغذائية الاساسية والرمضانية المختلفة من (مكرونات – وجيليهات وارز وسكر ومكسرات رمضانية وتمر) بكميات كافية ولذا بداء عدد قليل من المواطنين الميسورين الإعداد مبكرا لشهر رمضان لكن خبراء الاقتصاد يحذرون من الحماس والعاطفة التي تترافق مع هذه المناسبة الدينية الهامة التي تدفع الكثير من المواطنين للعيش في حالة من هوس الشراء والتبذير فالجميع يشتري ويتفنن في شراء ما هو ضروري ومهم وما هو غير ضروري وقد لا تكون مناسبة اقتراب الشهر الفضيل السبب الوحيد وراء اكتظاظ الأسواق بالمشترين بل قد تكون هناك دوافع أخرى للشراء والإسراف المبالغ فيه ليس في رمضان فحسب بل وخلال الأيام العادية عموما.

التسوق الحديث * فوفقا لخبير التسويق محمد السهيلي-فإن من أسباب هوس الشراء هو أن الأسواق والمجمعات التجارية اليوم تحولت لمكان شامل تتوفر فيه كافة سبل التسوق بالراحة والتي تغري المستهلكين لشراء المزيد كما أن التخفيضات التي تعلن عنها المحلات التجارية – كما يذكر السهيلي – ماهي إلا حيلة لبعض المحلات للمتسوق لأن يصرف. يوجه الاتهام في مجتمعنا في الغالب إلى المرأة لأنها في الغالب أيضا هي من تقوم بمهام شراء احتياجات المنزل سواء لشهر رمضان أو للأيام العادية وقد لا يقتصر شراؤها على الأطعمة بل يمتد لشراء الأدوات والألبسة وغيرها خاصة وأن شهر رمضان تتبعه مناسبة دينية وسعيدة على المسلمين هي عيد الفطر السعيد وذلك يعني المزيد والمزيد من الشراء وفي حال كانت الأسرة من محدودي الدخل فإنها تظل تعاني إلى حد كبير إذا ما انساقت لحمى الشراء أو أسيرة أغراء التسوق كحال غيرها من الأسر محدودة أو ميسورة الحال وهذا ما قد يوقعها في شباك الاستدانة.

اقبال غير معقول * يعبر محمد الصبري –الموظف الحكومي عن انزعاجه من الإقبال غير المعقول في الشراء وانتشاره على مستوى جميع الأسر وضخ السيولة الكبيرة في قطاع التجزئة من اجل شراء الاحتياجات من السلع والمواد الغذائية بطريقة غير سليمة حيث إن هذا التوجه من قبل الأسر يحتاج إلى التوعية بالمقدار الأنسب وتقنين الاستهلاك إلى الحد المعقول والكافي مشيرا إلى أن متوسط المصروف الغذائي للأسر في شهر رمضان المبارك يوازي مصاريف ثلاثة أشهر بسبب قلة الوعي. وغالبا ما تبدأ استعدادات الأهالي لهذا الشهر عبر شراء السلع والمواد الغذائية ولعل ذلك ما يفسر الزحمة المفرحة التي تحصل وعلى غير العادة في السوق المحلية فالجميع يشتري ويشتري ويخزن فمعظم المواطنين يعكفون على شراء السلع بطريقة قد تكون عاطفية وحماسية استعدادا لشهر رمضان وفي خضم حمى الشراء تغيب عن إذهان الكثيرين الوعي اللازم عند الشراء إذ لا يفرقون بين ما هو ضروري وما هو غير ضروري بل وقد يكون هاجس الخشية من نفاد السلع من عوامل الحماس في تكديس العديد من الأطعمة في المنازل دون استخدامها فعلا لينتهي المطاف إلى انتهاء فترة صلاحيتها ورميها في أقرب سلة للمهملات!

عادات سيئة * وحول العادات الغذائية التي يجب أن يتجنبها المستهلكون خلال الشهر الفضيل يقول مدير عام حماية المستهلك بوزارة الصناعة والتجارة محمود النقيب إن هناك العديد من العادات السيئة التي يمارسها الناس في هذا الشهر ومنها شراء السلع التي هم في غير حاجة لها أو شرائها زيادة عن حاجتهم ولذلك يجب أن يكون المستهلك على قدر من التوازن والاعتدال كما أن عليه التفكير قبل شراء أية سلعة ومدى حاجته لها. كذلك يتوجب عليه التفكير في سلوكيات الشراء الخاطئة التي مارسها خلال شهر رمضان الماضي وكيف يتجنبها خلال هذا العام.