الرئيسية - سياحة وتراث - الوضع السياحي متدهور .. والاختلالات الأمنية أثرت على المواقع التاريخية
الوضع السياحي متدهور .. والاختلالات الأمنية أثرت على المواقع التاريخية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

محافظة لحج ذات التنوع السياحي الفريد والمميز والمساحات الشاسعة التي تمتد عليها هذه المحافظة البديعة التي تحوي مواطن ومحطات الجمال التي تتجلى من بساتينها ووديانها الخضراء الآسرة للاعين والأفئدة لعل أبرزها وأشهرها تلك البساتين الحسينية “بساتين الحسيني” التي تغنى بها الشعراء بأبيات حاولت وصف جمال هذه اللوحة الربانية والفريدة وجسدتها ألحان وحناجر الفنانين اللحجيين خصوصاٍ واليمنيين على وجه العموم كيف والفن والفلكلور اللحجي تمثل بحد ذاتها ثراء وقيمة غزت لحسنها وروعتها عموم اليمن بكامله وتكاد معظم الأعراس اليمنية لا تخلو من فن وفلكلور لحج الخضيرة كما يصفها الشعراء والمهتمون كما أنها تحتضن بين ثناياها الكثير من المقومات التاريخية والحضارية من قلاع وحصون وقصور ومآثر أثرية.

فيا ترى هل حظيت هذه المحافظة بما تستحقه كمدينة سياحية فريدة وما هو واقع السياحة في هذه المحافظة وأبرز مقوماتها وتأثير الإرهاب عليها هذه الاسئلة وغيرها نبحث عن إجاباتها لدى الأخت أروى أحمد حسن مدير عام مكتب السياحة بمحافظة لحج. * بداية كيف تقيمون الوضع السياحي القائم بالمحافظة وأبرز الأنشطة التي أقيمت أو تقام لتطوير وتعزيز السياحة في لحج¿ – وضع السياحة في لحج طبعاٍ في حالة متدهورة جداٍ ويمكن القول أنه لا توجد سياحة بالشكل المتعارف عليه أو يتناسب وأهمية هذه المحافظة التي تمتلك الكثير من مقومات الجذب السياحي وربما يكون السبب في أن هناك إهمالاٍ من جانب الجهات ذات العلاقة سواء وزارة السياحة أو المجلس المحلي بالمحافظة وهذا الإهمال يتجسد بوضوح من خلال عدم إقامة فعاليات ومناشط سياحية مع أن المكتب يرفع وبصورة سنوية عن مناشط وفعاليات وخطط وبرامج تعزز السياحة بالمحافظة ولكن لا يتم التجاوب معها كذلك لا يمتلك مكتب السياحة وسائل ترويجية وتوعوية خاصة بالمحافظة فقط يعمل على الترويج من خلال صفحة على الفيس بوك باسم “لحج القمندان للتراث اللحجي” يتم خلالها التعريف ببعض المعالم والمواقع السياحية بالمحافظة أيضا الفلكلور والعادات والتقاليد والفنون اللحجية وكان المكتب قبل عدة سنوات وبالإشتراك مع مكتب الثقافة ينظمان مهرجاناٍ سنوياٍ “مهرجان لحج القمندان” ولكن هذا المهرجان الهام توقف ونسعى الآن وعلى التواصل مع المجلس المحلي والوزارة إلى استئناف إقامته كونه يمثل تظاهرة سياحية وثقافية هامة.

الكوادر والتأهيل * ماذا عن وضع مكتب السياحة وكوادره من حيث التأهيل والكفاءة وهل هم قادرون على إدارة النشاط السياحي في المحافظة اذا ما تحسنت الأوضاع أم أنهم لا يزالون بحاجة إلى تأهيل وتدريب¿ – أولاٍ: وضع المكتب متدهور جداٍ طبعاٍ كمبنى حيث تم استئجار مبنى بجهود ذاتية بيد أن هذا المبنى تعرض لهجوم إرهابي تم خلاله نهب كل محتويات المبنى والآن يداوم جميع موظفي المكتب البالغ عددهم (15) موظفاٍ منهم (9) موظفين رسميين و(6) متعاقدين جميعهم يداومون في مكان غير مناسب ولا يتسع لهم في المحافظة وفي ما يتعلق بكفاءة الكادر ومدى قدرته على مواكبة النشاط السياحي فالكادر فعلاٍ لا يزال يحتاج إلى التأهيل والتدريب التخصصي في مجالات اللغات وإعداد البرامج والمناشط السياحية الإرشاد السياحي والتخطيط وغيره بيد أن الخبرة أحياناٍ تفوق التعليم لكن جيد أن نذكر أن الوزارة قدمت عدداٍ من الدورات التأهيلية للمكتب داخل البلد وخارجة كان أبرزها الاشتراك في دورة السياحة البيئية في بلدان الشرق الأوسط والذي أقيمت في مصر بيد أن مخرجات هذه الدورة لم تطبق بسبب الظروف التي تعيشها لحج.

رؤية مستقبلية * هل لديكم رؤية مستقبلية للسياحة في لحج في حالة توفر الظروف الملائمة لنشاط سياحي مزدهر وتم تجاوز العقبات والمعوقات التي تعوق هذا النشاط الحيوي العام¿ – لابد أن ندرك جيداٍ أن أبرز معوقات النشاط السياحي في لحج واليمن ككل هو الاختلال في الجانب الأمني وإذا ما تم التغلب على هذا الجانب وحتماٍ سيتم التغلب عليه وهذا أمر لا محال سيتم إن شاء الله. ولهذا نحن مستعدون ولدينا رؤى مستقبلية تعزز هذا النشاط وتطوره على الفور تتمثل بجملة من الأنشطة والبرامج والمناشط السياحية التي تهدف إلى تنشيط السياحة ولعل أول الخطوات التوعية بأهمية السياحة لدى أفراد المجتمع وبعدها يأتي الترويج والبنى التحتية فالتوعية هامة جداٍ لأن المجتمع اللحجي لايزال ينظر إلى السياحة نظرة دونية غير أخلاقية.

اقتحامات * مرت محافظة لحج بظروف أمنية مضطربة وحدثت فيها اختلالات وحوادث إرهابية ولدت الكثير من الخراب .. هل وصل التأثير إلى المعالم والمواقع التاريخية السياحية¿ – للأسف الشديد وصلت التأثيرات والخراب والتدهور إلى المواقع التاريخية والسياحية وبشكل غير متوقع بسبب الاقتحامات والتي حدثت لعدد من تلك المواقع ومنها القصور والمساجد ولعل أبرزها ما تعرض له قصر السلطان من اقتحام من قبل جماعات مسلحة لا تزال محتلة له إلى الآن بل وقامت باستحداث بناء مشوه في حرم القصر والجهات المعنية ترفع أصواتها على استحياء لإرجاع هذا القصر. الجميل الذي يمثل أبرز المزارات السياحية في لحج وهو يتبع مكتب الآثار بالمحافظة وهذا القصر إذا ما تم إعادته يحتاج إلى ترميم وصيانة وبشكل عاجل فقد تدهور وبشكل لافت جراء ما تعرض ويتعرض له أيضاٍ بعض المساجد التاريخية تعرضت للإهمال وأثرت فيها بعض الأحداث منها مسجد الدولة ومسجد الجامع وكذلك أبرز معالم لحج الخضيرة بساتين الحسيني يحاصرها الإهمال من كل اتجاه بعضها تمكن منها والبعض الآخر لا يزال يقاوم ويحتاج إلى لفتة وعناية من الجهات المعنية.