الرئيسية - سياحة وتراث - العملات المعدنية اليمنية خلال القرون الأولى للإسلام
العملات المعدنية اليمنية خلال القرون الأولى للإسلام
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لم تكن في اليمن عملات في العصر الإسلامي المبكر وفترة الخلفاء الراشدين أو خلال الخلافة الأموية وفي العصر العباسي بدأ سك العملات في اليمن ومن الصعب تحديد زمن ضرب العملات الإسلامية في اليمن لقلة المعلومات وندرة العملات الموجودة وتقول المعلومات المدونة في كتاب المسكوكات الإسلامية بالمتحف الوطني بصنعاء لمؤلفيه الأخ عبدالعزيز حمود الجنداري أن أقدم عملة إسلامية ضربت في اليمن الفلس العباسي سنة139/ 757-756م ضمن المجموعة الشخصية للألماني بيدريتش أوغست 1972-1889م بأول عملة على الإطلاق سكت في صنعاء والتي تحمل تاريخ 139هـ/ 756-757م وبعد حوالي عدة سنين سكت سلسلة من العملات المعدنية النحاسية مركزها اليمن وربما صنعاء كما افترض نيكولاس لويلا تظهر تلك الفلوس اسم أبو عبدالله محمد الخليفة المستقبلي المهدي قبل تتويجه خليفة كما يعتقد أن مثل هذه العملات المعدنية المسكوكة في اليمن سكت في مراكز سك مختلفة في الغالب في شرق إيران حيث تولى محمد السلطة ويجب النظر في هذه العملات المعدنية كعملة دعائية لدفع الناس للاعتراف بسلطة هذا الخليفة قبل توليه مقاليد الحكم. ومن ثم ندين للغطريف بن عطا خال هارون الرشيد الذي تولى منصبه حاكما لليمن في 171هـ/ 787-788م بالدراهم الأولى المسكوكة في صنعاء ليبدأ ضرب العملية بشكل منتظم في اليمن في هذه الفترة من دراهم فضية صغيرة مضروبة إلى معيار ذي وزن محلي بحوالي 1.30 جرام ضربت هذه الدراهم في صنعاء بشكل منتظم حتى 219هـ/ 834م على الأقل حسب المعايير العباسية المعاصرة باستثناء ما يخص وحدة العملة. ومنذ بداية القرن الثالث هجرية التاسع ميلادية تم البدء في سك الدنانير في صنعاء وحلت محل المسكوكات المعدنية الفضية تفتقر السلسلة الأولى لأي إشارة لدار الضرب ولكنها حددت بصنعاء مع وجود أسماء الحكام ويتبع ما سك بعد ذلك النمط المعياري الذي ظهر في مصر قبل بضع سنوات. مع نهاية القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي خرجت اليمن من السيطرة العباسية إلى أيدي الحكام المحليين وكان أول الحكام هم الأئمة الزيدية في صعدة فقد قاموا في البداية بضرب دنانير ذهبية وتعود تقريبا إلى عام 298هـ/ 910-911م من وفاة المؤسس الهادي الى الحق يحيى بن الحسين وتزن هذه الدنانير حوالي 2.93 جرام مع ذلك وخلال فترة حكم حفيد الناصر لدين الله سكت فقط الدراهم السداسية في هذه المدينة وقد سميت هذه المسكوكات الصغيرة جدا سداسية من دارسي القطع النقدية لأنها تزن تقريبا ٍسدس درهم معياري. وفي نفس الفترة أصبحت مدنية صنعاء مستقلة عن السيطرة العباسية تحت سلطة سلالة محلية هم اليعفريين الذين جاءوا من شبام كوكبان وفي حين أنه يقال أن الحكام اليعفرن حصلوا على استقلالهم السياسي الواضح من العباسيين إلا أنهم لم يسكوا عملات معدنية باسمهم ومع ذلك يظهر نص تاريخي حققه محمد بن علي الأكوع أن الحاكم اليعفري كان يستند شرعيته السياحية من الخليفة العباسي وسميت العملات المعدنية المضروبة في عهد آخر حاكم يعفري الدنانير الأميرية حيث يظهر لقب الأمير في الوجه الآخر من العملية ويواصل مؤلف كتاب المسكوكات الإسلامية حديثهم أنه خلال منتصف القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي فقدت صنعاء أهميتها السياسية ولم يتم سك المسكوكات المعدنية منذ 344هـ/ 655-656م حتى استولى عليها أئمة الزيدية في عام 370هـ/980-981م وفي عام 839هـ/999م ضرب الإمام الزيدي المنصور بالله القاسم بن علي العياني 998-1003م سلسلة من الدنانير ولا يعرف من تلك العملات المعدنية سوى عينات قليلة وتصبح صنعاء بعد ذلك مسرحا لصراع عنيف بين الزيدية أحد عملاء اليعفريين والمخولاني يحيى بن أبي حاشد وقد قام الحاكم الأخير بسك دنانير في سنة 438هـ/ 1046-1047م في حين لم يبدأ سك المسكوكات المعدنية في زبيد إلا في القرن الرابع عشر الهجري العاشر الميلادي ولكن من تاريخ 204هـ/ 819-820م سيطرت سلالة محلية من آل زياد من الخليفة العباسي المأمون 198-281هـ/ 813-833م للقضاء على تمرد في البلاد وبدأ آل زياد سك المسكوكات في عام 346هـ/ 957-958م خلال فترة حكم إسحاق بين إبراهيم المسمى أبو الجيش وقد ضربت دنانيرهم الجميلة بانتظام بين إبراهيم الجميلة بانتظام بمعيار 2.28 جرام تقريبا وأتت هذه المسكوكات المعدنية في الغالب من كنز عسير. ويختلف مسلسل الحكام بناء على العملات تماما عما نعرفه من خلال كتاب عمارة المصدر التاريخي النصي الوحيد لتلك الفترة وبعد إسحاق بين إبراهيم أعطت المسكوكات المعدنية على أنساب مختلفة تماماٍ عن ذلك الذي قدمه عمارة المصدر التاريخي الوحيد. ومع ذلك فقد ثبت مؤخرا أن على ابن إبراهيم والمظفر بن علي وعلي بن المظفر كانوا هم من خلف إسحاق ابن إبراهيم على الرغم من أن النصوص تقول بأن من خلفه كانوا أطفالا رضع وقد ضربوا دنانير ذات جودة أقل حيث خفض عيارها فكانت 2.55 جرام وخلال القرن الرابع هجري والعاشر ميلادي ظهرت سلالة حاكمة محلية أخرى في عسير الآن في المملكة العربية السعودية حيث أقامت عاصمتها في عثر والتي كان يوجد بها أيضا الدار الرئيسي لسك العملات المعدنية جنبا إلى جنب مع بيش وغرف هؤلاء الحكام بإمراء عثر ولكنهم يعرفون أيضا بالطرفين, يذكر الرحالة ابن حوقل أن حاكم عثر يدع أبن طرف وأن حجم مقبوضاته يمثل نصف عائدات آل زياد. وحتى الآن عرفت غالبية المسكوكات المعدنية التي سكت من قبل هؤلاء الحكام من خلال مجموعة سمير شمة والتي عانى جميعها من كنز عسير وهناك الآن مجموعة من ستة عشر عملة معدنية محفوظة في المتحف الوطني بصنعاء بيش في 331هـ/942-943م وتبدأ كذلك في عثر في سنة 337هـ/ 948-949م وتستمر حتى 394هـ/1003-1004م وكل العملات المعدنية دنانير ذهبية بمعاير 2.80 جرام وتظهر اتساقاٍ واضحاٍ في الوزن ويأتي أصلها من عثر تحديدا. وفي منتصف القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي تم استئناف سك عملات معدنية واسعة الانتشار في اليمن.