الرئيسية - عربي ودولي - الخلافات تربك الإدارة الأميركية بشأن مساعدة الحكومة العراقية
الخلافات تربك الإدارة الأميركية بشأن مساعدة الحكومة العراقية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

اكدت واشنطن أمس ان امكانية مساعدة القوات العراقية في معاركها مع المسلحين لا تهدف الى مساندة رئيس الوزراء نوري المالكي في وقت تواصلت الاشتباكات في قضاء تلعفر الشمالي بينما سيطرت القوات الحكومية على مصفاة بيجي. وأكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مقابلة مع شبكة “ان بي سي” بثت أمس ان “الامر لا يتعلق بالمالكي… أريد أن أوضح أن ما تقوم به الولايات المتحدة متعلق بالعراق وليس بالمالكي”. وجاءت تصريحات كيري في وقت تبحث واشنطن توجيه ضربات جوية بطائرات من دون طيار ضد المسلحين الذين ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة اختصارا باسم “داعش” وتنظيمات أخرى والذين تمكنوا في نحو عشرة ايام من احتلال مناطق واسعة في شمال العراق. وأعلن البيت الأبيض أمس الأول ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يواصل مشاوراته حول كيفية التعامل مع تقدم الجهاديين السنة في العراق ولا يستبعد اي خيار باستثناء ارسال قوات على الأرض حتى من دون موافقة الكونجرس. وقبل ذلك اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في جدة ان بغداد طلبت من واشنطن بالفعل توجيه ضربات جوية للمسلحين. وجاءت تصريحات كيري ايضا بعدما وجه مسؤولان اميركيان انتقادات الى المالكي واتهماه باعتماد سياسة تهميش بحق السنة في البلاد. وقال رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال الاميركي مارتن دمبسي امام اعضاء في الكونجرس: “ليس ثمة شيء كبير كان يمكن القيام به لنسيان الى اي مدى اهملت الحكومة العراقية مواطنيها. ذلك هو مصدر المشكلة الراهنة”. واوضح ان المسؤولين الاميركيين حذروا القادة العراقيين مرارا مما يواجهونه من اخطار جراء سياسة تهميش بعض المجموعات الدينية ولكن تم تجاهل رايهم تماما مضيفا انه في معارك شمال العراق نجح المهاجمون في ضم بعض ضباط الجيش الى صفوفهم. وفي الجلسة نفسها لاحظ وزير الدفاع تشاك هيغل بدوره ان حكومة بغداد لم تف بوعودها لجهة بناء تعاون فعلي مع المسؤولين السنة والاكراد. من جهته اعتبر المسؤول السابق عن القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس ان الولايات المتحدة التي سحبت قواتها من هذا البلد في نهاية 2011م بعد احتلال دام ثماني سنوات يجب إلا تصبح “قوة جوية للميليشيات الشيعية”. وقال خلال مؤتمر صحافي في لندن: “اذا علينا دعم العراق يجب تقديم هذا الدعم لحكومة تمثل شعبا يضم كافة اطياف البلاد” مضيفا: “لا يمكن للولايات المتحدة ان تكون قوة جوية لحساب الميليشيات الشيعية او لشيعي في معركته ضد العرب السنة”. واوضح: “اذا ارادت الولايات المتحدة مساعدة العراق فهذه المساعدة يجب ان تكون للحكومة ضد التطرف بدلا من دعم طرف في ما قد يكون حربا طائفية”. ميدانيا قال عبدالعال عباس قائمقام قضاء تلعفر (380 كلم شمال بغداد) الواقع في محافظة نينوى في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن القوات العراقية تواصل عملياتها ضد المسلحين وقد تلقت تعزيزات جديدة لمواصلة القتال”. واكد شهود عيان من اهالي القضاء ان معارك متواصلة تدور بين القوات العراقية والمسلحين الذين يحاولون السيطرة على القضاء منذ اربعة ايام. ويقع تلعفر وهو اكبر اقضية العراق من حيث المساحة الجغرافية في منطقة استراتيجية قريبة من الحدود مع سوريا وتركيا ويبلغ عدد سكانه نحو 425 الف نسمة معظمهم من التركمان الشيعة. في موازاة ذلك اعلنت السلطات في بغداد ان القوات العراقية تفرض سيطرتها الكاملة على مصفاة بيجي بعد تعرضها لهجمات مسلحين خلال اليومين الماضيين. وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحافي: ان القوات الحكومية تفرض سيطرتها الكاملة على المصفاة الاكبر في البلاد والواقعة على بعد 200 كلم شمال بغداد. وذكر موظف في الشركة لوكالة الصحافة الفرنسية ان مسلحين هاجموا المصفاة على مدى اليومين الماضيين انسحبوا من مواقعهم تحت “ضربات جوية” وبعدما تصدت القوات العراقية لهجماتهم. وتقع مصفاة بيجي قرب مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مركز محافظة صلاح الدين والتي يسيطر عليها المسلحون المتطرفون منذ نحو اسبوع. في غضون ذلك قال مصدر امني لوكالة الصحافة الفرنسية ان “اربعة من عناصر البشمركة (القوات الكردية) بينهم ضابط برتبة رائد قتلوا خلال اشتباكات مع مسلحين على طريق رئيسي جنوب مدينة كركوك” (240 كلم شمال بغداد). من جهة اخرى اعلنت الصين انها ستجلي الى مناطق آمنة بعض العاملين في شركاتها في العراق حيث تعد الصين اكبر مستثمر في القطاع النفطي. وللصين اكثر من 10 آلاف موظف في مختلف المواقع الصناعية في العراق كما يقول مسؤولون حكوميون ولو انهم موجودون خصوصا في مناطق شيعية في جنوب البلاد بعيدة في الوقت الحاضر عن هجوم المسلحين.