الرئيسية - الدين والحياة - دعوات للتسامح وطي خلافات الماضي وتعزيز روح الإخوة الإيمانية !!
دعوات للتسامح وطي خلافات الماضي وتعزيز روح الإخوة الإيمانية !!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

شهر رمضان نهر للاغتسال من دنس الذنوب والآثام والخطايا

يقبل علينا شهر رمضان إثر تغيرات عديدة ومشاكل عصيبة وفتن طاحنة طغت تداعياتها على مختلف ميادين الحياة , ليأتي شهر رمضان مطهرا لكل تلك المعكرات والذنوب والخطايا , شهر تعلو فيه دعوات التسامح وطي خلافات الماضي والشروع نحو صفحة جديدة , شهر يمثل العودة الصادقة إلى كتاب الله وسنة نبيه , إلى إحياء الذكر والقيم والأخلاق الفاضلة وتعزيز روح الإخوة الإسلامية ,,

البداية كانت مع العلامة أحمد الحسني حيث تحدث عن عظائم وفضائل شهر رمضان بكونه شهر تصفد فيه الشياطين ومردة الجان و تتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران و تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا وأن فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك و فيه ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر و يعتق الله من يشاء من عباده كل ليلة من ليالي رمضان كما أن الصدقة في رمضان من أفضل الصدقات والعمرة تعدل حجة وأن من صام رمضان إيماناٍ وإحتساباٍ غفر له ما تقدم من ذنبه . وقال الحسني وأن في الجنة باباٍ يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون إذا دخلوه أغلق لا يدخله أحداٍ غيرهم كما أن الصيام يشفع للعبد يوم القيامة وأن الصوم جنة ووقاية من النار أضف إلى أن الأجور في هذا الشهر الفضيل مضاعفة وأن صلاة السنة فيه كالفريضة فما بالك بالفريضة نفسها وأن الصوم موجب للرحمة والعطف على الفقراء والمساكين ويجنب صاحبه المعاصي ويهذب النفس عن الهوى .

العودة الصادقة من جانبه يقول العلامة زياد الضيفي : إن رمضان هذا العام يأتي وسط تغيرات عظيمة تشهدها البلاد ومشاكل عصيبة نكابدها عصفت بمختلف المجالات الحياتية اجتماعياٍ وسياسياٍ واقتصادياٍ وفتن هنا وهناك أهدرت دماء الأبرياء الأمر الذي ينذر بمأساة كبيرة وخطورة بالغة إن لم تتوقد منابرنا بالتوعية خاصة مع هذا الشهر المبارك التي تتوافد فيه الجموع بكثرة إلى مجالس الذكر وحلقاته بعيدا عن السياسة التي أهلكت البلاد والعباد والمخرج الحقيقي منها هو العودة الصادقة والخالصة إلى كتاب الله وسنة نبيه

المخرج الحقيقي ومضى يقول : شهر رمضان بقدسية زمانه وعظمة مكانته وللظروف المحبطة التي تمر بها أمتنا هو المخرج الحقيقي لكل مصيبة ألمت بنا ولكل كرب وظلم وألم» نعايشه إن استشعرنا ذلك في نفوسنا أولاٍ وجعلناه شهر العودة إلى نهج ومنهج الله تعالى بتطبيقه في أرضه وإحياء سنن رسوله محمد صلى عليه وآله وسلم , لأنه ما يحدث في الأمة من سفك دماء وقتل ودمار وفتن وتطرف وتسلط أعدائنا علينا هو أكبر دليل على ابتعادنا عن شرع الله وهدي رسوله فالله الله في رمضان وليكن مفتاح التقوى لقلوبنا ومفتاح الأمل والأمن والاستقرار لأمتناٍ. داعيا إلى إحياء المنابر ومجالس الذكر في رمضان باستغلالها في تعزيز الروح الإيمانية والوطنية

إهدار الوقت وأما الداعية حياة عبده قاسم حثت على الإكثار من قراءة القرآن والأذكار اليومية في هذا الشهر الفضيل والاستكثار من أنواع الخير والعمل الصالح لأن الأجور متضاعفة واجتناب ما حرم الله عليه من الأقوال والأفعال وحفظ اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم وفحش القول ويحفظ بصره عن النظر إلى المحرمات ويحفظ أذنه من الاستماع للحرام ويحفظ بطنه من كل مكسب خبيث محرم. وحذرت من الاسراف في إعداد الطعام والفطور الاهتمام الزائد في إعداد الفطور وإضاعة الوقت في مشاهدة القنوات الفضائية من أفلام ومسلسلات وبرامج و أغاني هابطة أو كثرة الخروج إلى الأسواق في ليالي رمضان خاصة النساء لا سيما إذا لم يكن لهذا الخروج ضرورة ملحة .

فرحة الصائم وأضافت قائلة : أبعدوا بأنفسكم عن الغيبة والنميمة والفحش من القول فهي محرمة على كل حال ولكنها أشد وأعظم في رمضان وفيها يمحق الله الحسنات ويضع الأجر وتثبت الأوزار والآثام بعيدا عن الغيبة الشخصية والإعلامية والحزبية وما أكثر ذلك في وقتنا الحاضر ولنتذكر قول الحبيب المصطفى : الصيام جنة فإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث و لا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ) : و يقول الله عز وجل كل عمل أبن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي . و للصائم فرحتان فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربه و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .

صفحة جديدة « ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» هكذا استهلت المرشدة الدينية خديجة الرضي حديثها عن أهمية إحياء مجالس الذكر في رمضان وقالت : ليس من مجالس الدنيا مجلس إلا مجلس يذكر فيه الله تعالى, لقوله صلوات الله عليه وآله: إن لله ملائكة فضلاٍ يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر , فإذا وجدوا قوماٍ يذكرون الله تعالى تنادوا: هلموا إلى حاجتكم , قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا , قال : فيسألهم ربهم تعالى وهو أعلم بهم : مايقول عبادي ¿ قال : يقولون : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال : فيقول : هل رأوني ¿ فيقولون : لا والله مارأوك , قال: كيف لو رأوني : : فيقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة , وأشد لك تحميداٍ وتمجيداٍ , وأكثر لك تسبيحاٍ , : فيقول : مايسألوني ¿ قال : يسألونك الجنة , قال: : هل رأوها , قال : فيقولون : لا والله يارب ما رأوها, : فيقول : فكيف لو أنهم رأوها ¿ : يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليهم حرصا , وأشد لها طلباٍ , وأعظم فيها رغبة , : فيقول : فمم يتعوذون ¿ قال : من النار , قال : وهل رأوها ¿ : يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراٍ , وأشد لها مخافة , قال : فأشهدكم أني قد غفرت لهم . : فيقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم , إنما جاء لحاجة , قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ) واستطردت قائلة : هذا شهر رمضان أقبل بعظيم خيراته وجنانه فلنجعله شهر العودة إلى الله والتوبة من كل الآثام , شهر التسامح وطي خلافات الماضي وبه فلنبدأ صفحة جديدة .

وقفة مع الذات وفي نفس السياق يقول الدكتور عبدالله اليوسفي أستاذ علوم الفقه هاهو شهر رمضان يعود علينا رمضان والأمة بحاجة إلى وقفة مع ذاتها لتغير من واقعها وتحاسب نفسها وتصحح أخطاءها وتصلح ما بينها وبين الله لتتجاوز المآسي والمحن نحو غد مشرق . هذا التغيير الذي ننشده ليس وصفة سحرية ولا دواء يباع أنما هو عملية إصلاح ذاتية تنبع من داخل كل فرد قال تعالى { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} فيجب أن ينسى الخلافات المذهبية والحزبية ونعيش في سلم وأمان فالوطن يتسع للجميع وينبغي أن يكون التنافس بين الأحزاب في الميادين بالحوار والإقناع لا بنشر ثقافة القتل وتخريب وإرهاب الآمنين. وأضاف اليوسفي بقوله: رمضان هو الفرصة الحقيقية لتغيير النفوس والأتجاه نحو رص الصفوف والتلاحم الوطني حتى نحافظ على السفينة التي نعيش فيها جميعاٍ من الغرق فعلى المختلفين ولمتناحرين أن يقفون بتمعن شديد أمام قيم ومعاني هذا الشهر الكريم فالكل يفطر عند الغروب / ويمسك عند الفجر / ويمتنع عن الطعام والشراب في النهار / والمساجد تمتلئ بالمصلين لصلاة نحو قبله واحدة فلماذا الاختلاف ولذا فإن الواجب أن نستغل هذا الشهر كفرصة لبناء الذات وإصلاح الخلل والتغيير نحو الأفضل لأنه مدرسة تربوية يتدرب بها المسلم على قوة الإرادة في الوقوف عند حدود الله والتسليم لحكمه وتنفيذ أوامره وترك ما يضره في دينه ودنياه فتنضبط الجوارح والأحاسيس وتنزجر عن كل ما حرم الله طيلة شهر كامل وكما قال الأول عنه : رمضانْ أقبل قم بنا يا صاح هذا أوان تبتل وصـــلاح واغنم ثواب صيامه وقيامه تسعد بخير دائم وفلاح رمضان فرصة حقيقية لتوحيد الكلمة وتطوير الذات وتزكية النفس وتهذيب الروح

سعة الصدر وأما الشيخ محمد العزاني فقد أستهل حديثه بقوله :شهر رمضان شهر مبارك فرض الله سبحانه وتعالى صيامه على خير خلقه وسيدهم صلوات الله وسلامه عليه في السنة الثالثة من الهجرة ثم صام  المسلمون من بعده. وها هوهلال رمضان يهل علينا فنسأل الله تعالى أن يهله علينا بالأمن واليْمن والإيمان والسلامة والإسلام وأن يجعله هلال خير ورشد على جميع المسلمين. وأشار العزاني إلى أن رمضان فرصة لترك النزاعات والخصومات لما يحظى به هذا الشهر من تسابق الناس على فعل الفضيلة وترك المعصية وبما أن هذا الشهر هو شهر المغفرة والتسامح ويمتاز بالقضاء على الخلافات والخصومات فهذه الأيام فرصة للمصالحة بين المتخاصمين ودعوة الجميع إلى سعة الصدر و ترك الحقد والغل والحسد والاتجاه إلى بناء دوله يسود فيها الحب والإخاء والتعاون فعن أنس رضي الله عنه قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال( يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة) فطلع رجل من الأنصار تنطف _ يعني تقطر_ لحيته من وضوئه فلما كان الغد قال عليه الصلاة والسلام مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال عليه الصلاة والسلام مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى فلما قام النبي عليه الصلاة والسلام من مجلسه تبع الرجل عبدالله بن عمرو فقال : إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت قال : نعم قال أنس فكان عبدالله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله _ عز وجل_ وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر قال عبدالله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله قلت : يا عبدالله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا ثلاث مرات : ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة) فطلعت أنت الثلاث مرات فأردت أن آوي إليك فأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أرك عملت كبير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم¿ قال : هو ما رأيت قال : فلما وليت دعاني فقال : هو ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه فقال عبدالله : هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق( فهذه القصة تكشف لنا عظم ثواب سعة الصدر وقبح الحقد والحسد وعن فضل شهر رمضان يقول العزاني أعطيت الأمة في هذا الشهر من الخصال ما لم تعط في شهر غيره فقد رِوِى الإمامْ أحمدْ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنِ النبيِ صلى الله عليه وسلم قال: «أْعúطيِتú أمِتي خمسِ خصِال في رمضانِ لم تْعúطهْنِ أمِةَ من الأمِم قِبúلِهاº خْلْوف فم الصائم أطيبْ عند الله من ريح المسúك وتستغفرْ لهم الملائكةْ حِتى يْفطروا ويْزِينْ الله كلِ يوم جِنتهْ ويقول: يْوúشك عبادي الصالحون أن يْلúقْواú عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك وتْصفِد فيه مِرِدةْ الشياطين فلا يخلْصون إلى ما كانوا يخلْصون إليه في غيره ويْغúفِرْ لهم في آخر ليلة قيúلِ يا رسول الله أهيِ ليلةْ القِدúر¿ قال : لاِ ولكنِ العاملِ إنما يْوِفِى أجúرِهْ إذا قضى عِمِلِه».انظروا أيها الإخوة الأكارم الى هذا العطاء والكرم الرباني في هذا الشهر المبارك وفي الصحيحين عن أبي هريرةِ رضي الله عنه أن النبيِ صلى الله عليه وسلم قِالِ: «مِنú صِامِ رمضان إيماناٍ واحúتساباٍ غْفرِ لِهْ ما تقدِم من ذنبه» يعني : إيماناٍ بالله ورضاٍ بفريضة الصِوم عليه واحتساباٍ لثِوابه وأجره لم يكنú كارهاٍ لفرضه ولا شاكاٍ فيِ ثوابه وأجره فإن الله يغúفرْ له ما تقدِم من ذنúبه. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضاٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصِلواتْ الخِمúسْ والجمعةْ إلى الجمعة ورمضانْ إلى رمضانِ مْكفراتَ مِا بينهْنِ إذا اجúتْنبت الúكِبِائر . وفي الأخير دعا العزاني إلى استغلال شهر رمضان المبارك لتوحيد الصفوف وترك الخلافات من اجل بناء الوطن وأضاف العزاني نحن بأمس الحاجة إلى توحيد الصفوف وترك الخلافات جانبا.