الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - الدين والحياة - “صوم يوم الشك”
“صوم يوم الشك”
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يجيب عليها القاضي/ محمد بن إسماعيل العمراني – حفظه الله-

“صوم يوم الشك”

* ماهو رأي العلماء في صيام يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان فالبعض يصومه أو يدعو لصومه عملا بالقول: (لئن أصومن يوما من شعبان خير لي من أفطر يوما من رمضان) ومن قائل هذه العبارة وهل هي حديث نبوي أفتونا تفصيلا¿ – الجواب: عند الشوكاني وابن الأمير وعلماء السنة أن صيام يوم الشك محرم لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: (لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم) صحيح البخاري رقم (1781). ولحديث عمار بن ياسر أنه قال لمن صام يوم الشك: (من صام اليوم الذي يشك الناس فيه فقد عصى أبا القاسم) صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (686). ولحديث: (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته وإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) أخرجه البخاري وفي رواية: (فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما). – وعند علماء (الهادوية) أنه يستحب صيام يوم الشك بنيتين: فإن كان من رمضان فهو من رمضان وإن كان من شهر شعبان فصيام تطوع ودليل الهادوية ما روي عن (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه أنه قال: (لئن أصوم يوما من شعبان خير من أن أفطر يوما من رمضان) أو كما قال. واستحباب صيام يوم الشك هو مذهب (الهادوية) لا (الزيدية) لأن مذهب الإمام (زيد بن علي) رضي الله عنه عدم مشروعية صيام يوم الشك كما جاء في مجموع (زيد بن علي) حيث قال: (حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أنه أمر الناس أن يصوموا اليوم الذي انكشف أنه من رمضان وهذا دليل على أنه لا يقول بمشروعية صوم يوم الشك). “ويرد” – والرد على (الهادوية) عن الأثر المروي عن (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه بخمسة أجوبة: – (الأول): لا نسلم أن (عليا بن أبي طالب) رضي الله عنه قال بهذا الأثر أي لا نسلم بصحة هذه الرواية والظاهر أنها غير صحيحة لأنها مروية في كتب الزيدية الهادوية عن (القاسم بن إبراهيم عن علي) والقاسم بن إبراهيم بينه وبين علي بن أبي طالب نحو مائتين سنة وبناء عليه فالحديث منقطع وأيضا هو مروي في كتب السنة عن (فاطمة بنت الحسين) عن جدها (علي بن أبي طالب) وهو منقطع غير صحيح. – (الثاني): على فرض أن الأثر صحيح فقد جاء في الرواية: (لئن أصوم يوما من شعبان خير من أفطر يوما من رمضان) لماذا قال هكذا¿ جاء في بعض الروايات أنه كان قد جاء إليه شاهد بالرؤية والرأي الصحيح أنه تقبل شهادة الشاهد الواحد على رؤية هلال رمضان. – (الثالث): أنه قد جاء عن (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه ما يخالف هذا القول وأنه قد رجع عنه جاء في كتاب (زاد المعاد) ما يدل على أن (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه كان يكره صيام يوم الشك وجاء في مسند (زيد بن علي) رضي الله عنه أن (عليا بن أبي طالب) لم يصم يوم الشك وعلى فرض صحة قوله الأول فقد نسخه قوله الثاني وفعله. – (الرابع): أن قول الصحابي ليس بحجة عند علماء الأصول فلو كان من الخلفاء الراشدين فليس قول علي بن أبي طالب ولا قول عمر بن الخطاب ولا قول أبي بكر ولا غيره حجة .. إلا عند الهادوية فقول (علي بن أبي طالب) حجة خلافا للجماهير من علماء الأصول. – (الخامس): وعلى فرض أن كلام الصحابي حجة وصحت الرواية عن (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه وعلى أنه لم يشهد شاهد عنده بالرؤية وعلى فرض أنه لم يثبت عنه ما يخالف قوله الأول فالزيدية والهادوية والعلماء الذين يقولون بحجية كلام (علي بن أبي طالب) أو بحجية كلام الصحابي يقيدونه بعدم معارضته للأحاديث الصحيحة وهذا قد خالف أحاديث ابن عمر وأبو هريرة وعائشة وعمار بن ياسر وغيرهم من الصحابة في المنع عن صيام يوم الشك. فأحاديث المنع عن صيام يوم الشك صحيحة بل متواترة. والله أعلى وأعلم.