الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - الدين والحياة - رمضان التسامح والإخاء
رمضان التسامح والإخاء
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يهل علينا شهر رمضان الكريم … والسؤال هنا ..ماذا أعددنا لرمضان وكيف يمكن لنا أن نستقبله ونحن نعلم أن رمضان يحمل في طياته سنابل الخير وتفوح أجواؤه بنسمات المحبة والألفة والتعاون فكل ما في رمضان نفحات إيمانية ووقفات روحانية عبقها وشذى عطرها قبسات نورانية تحكي عظمة الإحساس والشعور بالآخر في زمن القسوة.. الجواب على هذا السؤال بكل بساطة أن من أهم ملامح المسلمين في استقبالهم رمضان أن يكونوا على قدر من التسامح لبعضهم فخير ما يمكن استقبال رمضان بإزالة الشحناء والبغضاء والكراهية التي عكرت أواصر الأخوة والمحبة وأصبحت آثار هذه الأمراض بادية في السلوكيات والتعاملات اليومية فيما بيننا حتى أننا أصبحنا مفتقدين إلى إحياء مبدأ التسامح ومن غير المقبول أن تظل هذه حالتنا ونحن في شهر رمضان الذي لا ينسجم مطلقا مع مظاهر البغض والكراهية المتأصلة في نفوس أهل الحقد والغل المنغلقين في بؤر الصراع وتأجيج الأحداث غير آبهين بفضائل رمضان الذي تقيد فيه الشياطين وتصفد في مساوئها إكراما لهذا الشهر الفضيل في حين أن شياطين الإنس تأبي أن تسلك مسلك الصائمين المتسامحين ممن جعلوا رمضان فرصة للتغيير الحقيقي ومناخا لا يعوض في تجاوز الماضي والتسامي عن الأحقاد وقد اعطوا أنفسهم مهلة وهدنة لكف الشر عن الآخرين أقلها في رمضان . إن سلامة الصدر تجاه الآخرين من أهم ما نحتاجه اليوم ونحن نستقبل رمضان وسلامة الصدر تعكس خلق الإنسان الصائم وتنسجم مع إمساكه ليس فقط عن الطعام والشراب بقدر ما يجب أن يحجب صدره عن صغائر البغض والحسد فهل يفهم الفرد منا معنى استقبال رمضان والاستعداد له بالطاعات وحسن النوايا وتطهير الباطن من أدرانه وأمراضه قبل أن يستعد بجمع مختلف أنواع الأطعمة والأشربة وغيرها من صور الإعداد القاصرة عن غياب الفهم السليم لفريضة رمضان فنحن لا تنقصنا بتاتا احتياجات البطون بقدر ما نحتاج إلى زاد وقوت القلوب وهذا ما يحفل به رمضان ولا أتصور أن الصائم فينا سيستمر في إقلاق الأمن وافزاع الصائمين في رمضان بقطع الطريق أو تفجير أنابيب النفط وتخريب شبكات الكهرباء في حين أنه صائم فمن حيث المبدأ لا يستقيم من الأساس سلوك الشيطان التخريبي مع سلوك المسلم الصائم وإن حدث وهذا حاصل ومتوقع فهذا يعني انسلاخ المخرب من معاني تذوق حلاوة الصيام التي حرم منها وخروجه من دوائر الفضل التي يمنحها المولى لعباده الصائمين وبالتالي فإن من يحرم من أجر الصيام حتى وإن صام وقام ومنع نفسه من المطعم والمشرب فليس لله حاجة في صيامه وقيامه وهذه من المظاهر الهدامة التي يعيشها بعض المسلمين الذين يتركون ما أحل الله لهم وينغمسون في ما حرم الله وقد زين لهم الشيطان سوء أعمالهم وبالعود إلى كيفية استقبال رمضان فلا بد أن يفهم المرء منا أن رمضان يحمل في طياته وسيلة بناءة وناجحة للتغيير وتقويم السلوك من خلال منهجية الصيام ومدرسته التي تعلم الغاية الحقيقية لفرضية الصيام وهي التربية على التقوى وكيفية الوصول إليها من خلال الصوم الذي يربي في النفس معالم التقوى, وهذا ما نصت عليه آية فرض الصوم وهي توضح الغاية العظمى لفرض الصوم بقوله تعالى بعد الأمر بالصيام في قوله ( لعلكم تتقون).. من هذا المنطلق ينبغي أن ندرك ويدرك معنا كل من مازال واهما بالدنيا ولاهثا خلفها أن حقيقة الحياة هي العمل الصالح وأن الفلاح الحقيقي هو في طاعة الله واستغلال رمضان لتصحيح مساره فقد لا يعوض هذا الشهر وقد لا يأتي على الواحد منا إن تخطفه القدر وحان الأجل المحتوم حينها لا نفع للندامة وأن الشقاء كل الشقاء لكل من استمر في البغي والإفساد خصوصا في رمضان واضعا نفسه في الجهة الناشزة عن الخير والمنخرطة في جماعات وفرق الغي والضلالة.. فلو عرفنا فضل رمضان لأوقفنا كل مظاهر الاحتقان احتراما واكراما لرمضان الذي تصفد فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب السماء.. وليت شعري ينفع عند شياطين الإنس في زمننا ليستجيبوا مقيدين تصرفاتهم وأعمالهم العدوانية في رمضان وأن لا يفتحوا علينا مساوئ الدمار اكراما لرمضان .. اللهم بحق رمضان الكريم لا ترينا في صومنا ما نكرهه وجنبنا شر الأشرار وكيد الفجار..