الرئيسية - اقتصاد - الموائد الأسرية تشهد أول تحد يتعلق بالأسعار في رمضان
الموائد الأسرية تشهد أول تحد يتعلق بالأسعار في رمضان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

استطلاع/ أحمد الطيار – قفزت أسعار الدواجن ما بين 30-40 % عن أسعارها المعتادة في الأيام الماضية وسجل في العاصمة صنعاء أول حالات اختفاء الدجاج الطازج أبو 700 ريال فما دون ضمن اكبر زيادة في أسعار الدواجن تسود السوق اليمنية خلال النصف الأول للعام 2014م على الإطلاق. ومما يثير الريبة والجدل أن الارتفاع حاليا يعزا للتأثيرات السلبية للاقتتال والصراع المسلح بين المليشيات المتحاربة في محافظتي صنعاء وعمران وهو ما أدى لتقطع السبل بوسائل نقل الدواجن من المزارع المنتشرة في محافظتي عمران وصنعاء وما جاورهما لتوقف عن إمداد السوق ما جعل السوق المركزي للدواجن بالعاصمة صنعاء في وضع لا يحسد عليه .

الأسعار قصة الأسعار للدواجن أضحت محل سخرية لدى الزبائن ففيما كانوا يستطيعون شراء الحبة الواحدة بسعر 800 ريال في المتوسط لفئة 800 جرام باتت الآن غير متوفرة بهذا السعر وأصبحت الآن بـ1000 ريال على الأقل فيما اختفت الأحجام الصغيرة التي كانت بـ600 ريال و700 ريال وكانت ملاذا أمانا للأسر المتوسطة والفقيرة . جولة عكست الأسعار المرتفعة تذمرا لدى الأسر فقد قال حسن الريمي أنه لاحظ ارتفاع الأسعار منذ اليوم الأول من رمضان بنحو 30% على الأقل حيث كان يشتري الحبة بـ800 ريال لكنه اشتراها اليوم بـ1000ريال وليست بالحجم الكبير فيما يقول علي العزي أن الحبة الواحدة من الدواجن التي كانت مفضلة لديها هي أبو 700 ريال لكنه الآن اشتراها بـ900 ريال فيما تبلغ قيمة الأحجام الكبيرة حاليا بـ1500 ريال وكانت لا تتجاوز 1200 ريال. الأحجام يتوفر حاليا أحجام كبيرة من الدواجن الحية يصل وزنها إلى اكبر من 1300 جرام وهذه أسعارها 1700 ريال وبعضها اقل وزنا بـ1500 ريال لكن السائد والغالب هي فئة وزن 1200 جرام بـ1400 ريال . الطلب أرجع جزارو المسالخ أسباب الارتفاع إلى مزارعي ومنتجي الدواجن لكنهم يقولون أن الطلب هو الذي حرك الأسعار تصاعديا فالطلب تظل في أعلى مستوياته في رمضان وهو أمر اعتيادي كل عام . واحدث الطلب الكبير للحوم البيضاء بفضل رمضان تحسنا في دخل أصحاب المسالخ بشكل لافت إذ يؤكدون انهم يبيعون يوميا أضعاف ما يبيعونه في الأشهر الأخرى. ويقول عبدالمجيد صاحب مسلخ بمنطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء إن الأسعار تعدت لأول مرة حاجز الـ1400 ريال للدواجن الكبيرة فيما تباع الأصغر حجما بـ800 ريال وهذه كانت تباع سابقا بما يقل 200 ريال عنها اليوم . اعتقاد خاطئ يعتقد المستهلكون أن مزارعي الدواجن سيسجلون أرباحا مع تزايد الطلب على اللحوم البيضاء في شهر رمضان المبارك لكنهم مخطئون كما يقول الحاج فرحان الميموني صاحب مزرعة في بني ميمون في محافظة عمران مشيرا إلى أن أصحاب المزارع باعوا دواجنهم قبل رمضان بأقل الأسعار خوفا من الحرب والمشاكل التي أحاطت بالمنطقة وهي الأكثر إنتاجا في عمران ويشير الميموني إلى أن أصحاب المزارع يتكبدون حاليا خسائر إذا باعوا منتجاتهم بأقل من رأس المال نتيجة للظروف الحالكة التي تهدد بيئة الأعمال في عمران . المدخلات يشير المهندس علي البيضاني مدير الإنتاج بمزرعة فرحان في بني ميمون إلى أن أسعار المدخلات مستقرة وليست هناك مشكلة تواجه أصحاب المزارع لكن المشكلة تكمن الآن في الحرب ومارافقها من إشعال حرائق بالعديد من المزارع في تلك المنطقة ويضيف: إن أسعار الكتاكيت حاليا مستقرة بل إنها مناسبة فالواحد بـ50-60 ريالا ويحتاج عناية لمدة 32 يوما حتى يتم تسويقه للسواق ويقول خلال الشهرين الماضيين حدث ارتفاع في أسعار الكتاكيت المخصصة لإنتاج الدجاج اللاحم مما دفع الكثير من المزارعين لعدم الشراء وهكذا ما أدى لنقص في الإنتاج الآن بعد 60 يوما. ويرى المهندس البيضاني أن غياب التنسيق والدعم الحكومي هو السبب فالمزارعون ينتجون في بيئة عشوائية غير منظمة والتنافس فيها غير نزيه تؤدي بهم في أحيان للربح واحيان أخرى للخسارة كما هو حاصل الآن. قلة المعروض في سوق صنعاء المركزي للدواجن بشارع الستين الغربي وجدنا فعلا نقصا في المعروض وقد تراجعت السيارات التي كانت تدخل السوق محملة بالصناديق الشبكية المملوءة بالدواجن من 120 دينة في اليوم إلى 60 دينة فقط بتراجع يصل إلى 50% حسبما يقول كبير المسوقين علي عبده احمد الحبيشي مشيرا إلى أن المشكلة بدأت قبل شهرين حين واجه أصحاب المزارع مشكلة في الحصول على الكتاكيت اللاحمة اثر نقص السوق بها وهم الآن يحصدون نتائج هذه المشكلة ويبين الحبيشي أن السبب الأهم يكمن في عدم الاستقرار والتردي الأمني والاقتتال في محافظة عمران وبالذات على خط صنعاء حيث أن هناك مزارع كثيرة جدا في مديرية عيال سريح وحين نشب القتال بين الجماعات المسلحة هناك قام أصحاب المزارع ببيع منتجاتهم وهي ما تزال في أعمار صغيرة بسعر متدنُ. الإنتاج المحلي رغم الطلب المتنامي على اللحوم البيضاء المنتجة من الدواجن فإن غياب استراتيجية وطنية للإنتاج لاتزال هي الأبرز على المستوى الوطني ويشير مختصون إلى عشوائية الإنتاج فالمزارعون هم من يقوم بالجهد الأكبر في التنسيق والإعداد والإنتاج وهذا يؤدي لحدوث هزات سعرية بين الحين والآخر حين تنقص مدخلات الإنتاج أو ترتفع أسعارها وتعاني اليمن من نقص يصل إلى 40% في سوقها فالإنتاج المحلي لايزال غير قادر على تغطية الاحتياج المحلي وتقول بيانات وزارة الزراعة والري: إن اليمن استهلاك العام الماضي 265 الف طن من اللحوم البيضاء تمكن الإنتاج المحلي من تغطية 60% منها على الأقل فيما تم تغطية الاحتياج الآخر من الاستيراد . بيانات تشير البيانات الإحصائية الرسمية الى أن اليمن انتج لحوما بيضاء من مزارعها المنتشرة في كافة المحافظات 153 الفا و621 طنا بقيمة 109 مليارات و148 مليون ريال فيما بلغت كميات المستورد 112 الف طن بقيمة المستورد 44 مليارا و441 مليون ريال وحسب البيانات الأولية للتجارة الخارجية للعام الماضي فقد تصدرت البرازيل الدول التي صدرت لليمن لحوم بيضاء تشمل الدواجن والبط والاوز والديك الرومي المبردة والطازجة وتقول البيانات: إن بلادنا استوردت من البرازيل دواجن مجمدة غير مقطعة بوزن 60 الفا و818 طنا بقيمة 25مليارا و754 مليون ريال فيما بلغت الواردات من فرنسا 33 الفا و404 أطنان بقيمة 12 مليارا و925 مليون ريال من مختلفة المنشأ بقيمة 3 مليارات و23 مليون ريال كما استوردت من السعودية بـ904 ملايين ريال ثم الإمارات بـ187 مليون ريال ثم الأردن بـ140 مليون ريال ثم عمان بـ105 ملايين ريال.