الرئيسية - الدين والحياة - رمضان مناخ التغيير المتجدد
رمضان مناخ التغيير المتجدد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لكل من يتوق إلى التغيير البناء والخلاق لسلوكياته وأخلاقيته هاهو شهر رمضان يقدم له فرصة حقيقية للوصول إلى هذه الغايةوالى كل المتطلعين لإصلاح أنفسهم وتهذيب أخلاقهم انطلاقا من حتمية وضرورة التغيير والتجديد للحياة الإنسانية… هذه الحياة التي يشترك فيها المسلمين مع من سواهم من الكيانات المتعايشة في هذا العالم… حيث يمتلك المسلمون ولوحدهم الوسيلة الناجعة والطريقة المفضلة للوصول إلى التغيير إلى الأفضل على المستوى الشخصي السلوكي الفردي الذي هو أساس التغيير الكلي والجماعي على أسس منهجية تترسخ في مفهوم التغيير المعبر عنه في القرآن بقوله تعالى( ان الله لا يغير ما بقوما حتى يغيروا ما بأنفسهم) وحتى نثبت حقيقة ما نقول في ملاءمة شهر رمضان ومناسبته لتحقيق التغيير السلوكي فإننا نذكر بما يعلمه من الجميع من المواصفات الرمضانية التي تحمل معها الأجواء والمناخات والظروف المساعدة لتحقيق ما نرمي إليه ومن أهمها العبق الإيماني الذي تحمله النصوص الشرعية في وصف مميزات وخصائص رمضان الذي تصفد وتغل فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النار وما من ليلة من ليالي رمضان إلا ولله فيها عتقاء من النار وبالتالي فإن كل هذه الخصائص تبعث في نفوس التغيير السلوكي بواعث التفاعل معها والتأقلم مع مضامينها من خلال قطع العادات السيئة التي ألفوها واعتادوها قبل رمضان والعمل بروحانية الصيام التي تتطلب الصيام عن المفطرات الحسية وربط هذا النوع من الصيام الظاهر بصيام البواطن والجوارح عن المفطرات المعنوية في صوره المتعددة من حيث صوم اللسان عن الخوض في ما حرم الله على غرار الكذب وقول الزور والغيبة والنميمة وهلم جرا من الآفات التي تجرها الألسنة على أصحابها وصيام الآذان عن ما حرم الله ومثلها من صيام العين وغضها عن ارتكاب كل ما نهى الله عنه… وفي النظر في مراعاة الصائم في صومه لهذه المرتكزات الأخلاقية التهذيبية التي تتوافق مع حقيقة الصيام… فإننا سنجد أنفسنا عند اهم المبادئ العامة التي ترتكز عليها القواعد العملية الكفيلة بتحقيق مبدأ التغيير المطلوب والمنشود عند الجميع ولعل شمولية الإسلام المتكاملة كانت على قدر كبير من المراعاة للطبيعة الإنسانية التي لا تستطيع أن تلجم نفسها في مواجهة المغريات واللهث خلف المتع وبالتالي خروج هذه الطبيعة البشرية عن المعقول وارتكابها للمحظور في سبيل الوصول إلى غاياتها وهذا ما يضفي على النفس الكثير من الأخطاء في حق نفسها وفي حق خالقها.. وحتى تعود النفس إلى طبيعتها جاءت الشريعة الإسلامية بمواسم للتغيير وبمحطات سنوية تعني في مجملها بإتاحة الفرصة من خلال المنحة الرمضانية الكفيلة بمحو ما اقترفه العبد في حق ربه.. ولتمنحه فرصة جديدة لتغيير نفسه والتوبة لربه… وهذا ما يجعل من رمضان الفرصة الحقيقية للتغيير… والدلالة على ذلك استشرفها من الحكمة الربانية لفرضية الصيام حيث جاء أن المغزى والسبب الرئيسي الذي من أجله فرض الله على المسلمين شهر رمضان.. إعادتهم إلى التقوى التي من اجل تحقيقها في الأنفس شرع الصيام وهذا ما عبر عنه القرآن( لعلكم تتقون) وعلامات التقوى طاعة الله التي تمثل تغييرا بناء جاء بعد عصيانه قبل التغيير إن الحديث عن الأجواء المناسبة للوصول إلى التغيير لن نجدها الا في موسم رمضان الكريم الذي يخلق من قاطع الصلاة قبل رمضان من المحافظين عليها في رمضان وإن لم نسم هذا تغييرا حقيقيا فماذا يمكن ان نطلق عليه وشأن قاطع الصلاة يقارن بمن افتقد الإحساس والشعور بالمحتاجين وعاد إليه شعوره بهم في رمضان ببذله وجوده وإخراج ماله للمساكين والفقراء… ويبقى نحافظ على ما أحدثه رمضان في نفوسنا وما أكسبه في أخلاقياتنا من معاني الصلاح والفلاح والتغيير بضرورة أن نحافظ على ما اكتسبناه في رمضان ليكون لنا عادة وسلوكا دائما في رمضان وفي غير رمضان… عندها يمكن أن نتأكد أننا فعلا أدركنا الهدف من رمضان واكتسبنا معه فرصة حققنا فيها تغييرا لأنفسنا وتجديدا لإيماننا فلا تتجاهلوا مطلقا قيم رمضان وتذكروا معي أن رمضان كفرصة ومنحة إلهية قد لا تعوض وقد نحرم منه في وقت لاحق… والله الموفق مدير عام مركز التدريب وزاره الأوقاف والإرشاد [email protected]