الرئيسية - الأخبار - التمسك بقيم الوحدة من مقاصد العيد
التمسك بقيم الوحدة من مقاصد العيد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه والتابعين لهداه إلى يوم أن نلقى الله رب العالمين. أما بعد فإن شريعة الله – تعالى – ما تنزلت من السماء إلى الأرض إلى الناس على ألسنة أنبياء الله ورسله إلا لتحقيق سعادتهم في العاجل والآجل أو في معاشهم ومعادهم. وتحتل العبادات المكان الأول بين شرائع الدين لما لها من أثر عظيم في تطهير القلوب وتزكية النفوس وتحقيق الصلة الدائمة بين العبد وربه ومن بين هذه العبادات صلاة العيد. والعيد الحقيقي إنما يكون لأمة قوية متماسكة اعتصمت بحبل الله والتفت حول راية القرآن ونبذت الفرقة والخلاف والخصومة والشقاق إيماناٍ بقول الله عز وجل ” وإن هذه أمتكم أمة واحدة” وقول النبي صلى الله عليه وسلم ” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاٍ” ولتشريع الأعياد في الإسلام مقاصد عظيمة وغايات نبيلة نذكر بعضها في النقاط الآتية. 1- تحقيق الوحدة الإسلامية التي دعا إليها الإسلام في تجمع تصاعدي من خلال العبادات في الصلوات الخمس ثم في صلاة الجمعة بصورة أكبر ثم في صلاة العيدين في تجمع أكثر حيث يخرج الرجال والنساء والكبار والصغار إظهاراٍ لوحدة المسلمين وتراحمهم وتماسكهم حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر” ثم في وقفة عرفة بصورة أكبر وأوسع من كل هذه الصور حيث يجتمع المسلمون من كل إنحاء العالم في صعيد واحد رغم اختلاف أوطانهم وألوانهم ولغاتهم ليتحقق اللقاء بينهم لدراسة قضايا أمتهم وليشهدوا منافع لهم وليعيشوا ذكرياتهم الدينية ذكريات التضحية والفداء والطاعة والاستسلام لرب العالمين التي تتمثل في أسرة إبراهيم الخليل – عليه السلام. 2- الفرح بفضل الله وبرحتمه قال تعالى “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون” فللمسلمين أفراحهم حيث الفرح بالله رباٍ وبالإسلام ديناٍ وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياٍ ورسولاٍ وبالقرآن إماماٍ وكتاباٍ وحيث الفرح بأن وفقهم الله تعالى إلى طاعته صلاة وزكاة وصياماٍ وقياماٍ وتلاوات لكتاب ربهم وفرحهم أكبر عندما ينتصرون على أنفسهم أولاٍ وعلى أعدائهم ثانياٍ فيحققوا النصر لأمتهم في كل مجالات الحياة المختلفة وأكبر فرح لهم عندما يلقون ربهم لا يحزنهم الفرع الأكبر وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لأنهم في دنياهم كانوا يفرحون بالخير إذا أصاب الناس ويتألمون لآلامهم إيماناٍ منهم بأن البشرية كلها أسرة واحدة أبوها آدم وأمها حواء حيث قول النبي صلى الله عليه وسلم :” أيها الناس: ألا أن ربكم واحد وأن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب”. 3- صلة الأرحام: فهناك رحم صغرى بين المسلم وأهله وأقاربه حيث يجب التواصل معهم والإحسان إليهم والتعاون معهم على الخير والتواضع لهم وكف الأذى عنهم والسعي في قضاء حوائجهم والإصلاح بينهم وهناك رحم كبرى بين البشرية جميعاٍ دعا إليها القرآن في قوله تعالى ” يِا أِيْهِا النِاسْ اتِقْواú رِبِكْمْ الِذي خِلِقِكْم من نِفúسُ وِاحدِةُ وِخِلِقِ منúهِا زِوúجِهِا وِبِثِ منúهْمِا رجِالاٍ كِثيرٍا وِنسِاء وِاتِقْواú اللهِ الِذي تِسِاءلْونِ به وِالأِرúحِامِ إنِ اللهِ كِانِ عِلِيúكْمú رِقيبٍا وقوله تعالى “يِا أِيْهِا النِاسْ إنِا خِلِقúنِاكْم من ذِكِرُ وِأْنثِى وِجِعِلúنِاكْمú شْعْوبٍا وِقِبِائلِ لتِعِارِفْوا إنِ أِكúرِمِكْمú عندِ اللِه أِتúقِاكْمú إنِ اللِهِ عِليمَ خِبير”. 4- التوسعة على الأهل والأدولاد والفقراء والمساكين واليتامى والأرامل وذوي الحاجات حتى تعم الفرحة ويشمل السرور الجميع فإن اليوم يوم فرح وسرور وحتى تتدرب النفوس على الكرم والجود والبر والسخاء والعطاء فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعطي عطاء من لا يخش الفقر. 5- الطاعة: حيث إن العيد – دائماٍ- يأتي بعد طاعة فعيد الفطر بعد صوم رمضان وعيد الأضحى مع عبادة الحج فليعلم المسلمون أن راحتهم وسعادتهم إنما هو في طاعة ربهم وشعار المسلمين دائماٍ “سمعنا وأطعنا” لذلك فرض الإسلام أنواعاٍ من الطاعة لأن عليها استقامة أمور البلاد هذه الطاعات تتمثل في: أ- طاعة الله تعالى. ب- طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. ح – طاعة أولى الأمر. د- طاعة الوالدين. هـ- طاعة الزوج. و- طاعة المعلم. ز- طاعة الجندي للقائد. ج- طاعة العامل لرئيس العمل. ومن المعلوم بداهة أن كل طاعة لغير الله ورسوله مشروطة بأن تكون في غير معصية. 6- وعلى مستوى الأمة ينبغي أن ينتهز المسلمون فرصة العيد فليسعوا إلى المصالحة والمصارحة والمناصحة والمصافحة والمسامحة والمناصرة والمصابرة “يِا أِيْهِا الِذينِ آمِنْواú اصúبرْواú وِصِابرْواú وِرِابطْواú وِاتِقْواú اللهِ لِعِلِكْمú تْفúلحْونِ”. والحمد لله رب العالمين.

نائب رئيس بعثة الأزهر