الرئيسية - الدين والحياة - تخريب المنشآت والممتلكات العامة جريمة كبرى
تخريب المنشآت والممتلكات العامة جريمة كبرى
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إن الشيطان يدخل إلى أهل العبادة لإفساد دينهم من باب الإفراط والغلو في الدين قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم بالغلو في الدين) حديث صحيح أخرجه النسائي وغيره. وذلك كما حصل للخوارج الذين خرجوا على الإمام علي – رضي الله عنه- وقاتلوه .. فإنهم غلوا في النصوص الشرعية وفهموها فهما خاطئا مخالفا لفهم الصحابة رضي الله عنهم ولهذا لما ناظرهم ابن عباس رضي الله عنهما بين لهم الفهم الصحيح للنصوص فرجع من رجع منهم وبقي من لم يرجع على ضلاله. بعد هذا التمهيد أقول ما أشبه الليلة بالبارحة فإن ما يحدث من تفجير وتدمير للمنشآت والممتلكات العامة وما يرافقه من تقتيل للأبرياء وزعزعة الأمن والاستقرار وتخريب الممتلكات العامة والخاصة هو نتيجة لإغواء الشيطان وتزيينه بالإفراط والغلو لمن حصل منهم ذلك وهذا من أقبح ما يكون في الإجرام والإفساد في الأرض وأقبح منه أن يزين الشيطان لمن يقوم بذلك أنه من الجهاد وبأي عقل ودين يكون قتل النفس وترويع الآمنين وترميل النساء وتيتيم الأطفال وتدمير المباني على من فيها وتفجير الممتلكات العامة جهادا¿ وقد أكد صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم بتشبيهها بحرمة الزمان والمكان فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: (خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر قال أتدرون أي يوم هذا¿ قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: أليس يوم النحر¿ قلنا بلى: قال أي شهر هذا¿ قلنا الله ورسوله أعلم! فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس ذو الحجة¿ قلنا بلى! قال أي بلد هذا¿ قلنا الله ورسوله أعلم! فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس بالبلدة الحرام¿ قلنا بلى! قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ألا هل بلغت¿ قالوا نعم قال اللهم اشهد فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) رواه البخاري ومسلم. ومن المعلوم أن شريعة الإسلام قد جاءت بحفظ الضروريات الخمس وحرمت الاعتداء عليها وهي الدين والنفس والمال والعرض والعقل .. فعندما يتم الاعتداء على النفس أو على الممتلكات فإن هذا يعد من قبيل الإفساد في الأرض وقد توعد الله -عز وجل- المفسدين بالعذاب الشديد فقال تعالى: (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار). وقال أيضا سبحانه وتعالى مبينا العقاب الذي يستحقه هؤلاء المفسدون في الدنيا قبل عذاب الآخرة الذي ينتظرهم .. (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم). فلماذا الاعتداء على الممتلكات والأماكن العامة .. هذه المنشآت أنشئت وتأسست من مال الشعب ولخدمة الشعب وتكلفت الدولة المال والجهد لتسخيرها لخدمتنا وتأدية الواجب المنوط بها والأماكن والممتلكات العامة هي المدارس والجامعات والمستشفيات العامة والحدائق والمنتزهات والطرق والكباري وأبراج الكهرباء وحقول النفط وما شابه ذلك. لكن للأسف الشديد نرى اليوم سلوك البعض نحو تلك المنشآت وللأسف سلوكا غير حضاري سلوكا لا ينم عن أخلاق مسلم أمره دينه بكل ماهو خلق حميد. وكما طلبت الشريعة من الفرد حماية ماله الخاص طلبت من المسلمين جميعا التكاتف لحماية المنشآت العامة فهي مسؤولية المسلمين جميعا لأن منفعتها تعود على الكافة ولقد فرض الله تعالى عليهم حمايتها وحينما يتفكر الإنسان في هذه العمليات الظالمة وبخاصة مايقع عنها في بعض بلاد الإسلام على أيدي أشخاص من أبناء المسلمين نتساءل بكل أسف وأسى وألم بأي عقل يفكر من يرتكبون هذه العمليات¿ على أي منطق يستندون¿ وبأية حجة شرعية يستدلون¿ وإلى أية مصلحة يستهدفون¿ وإلى أية شريعة يحتكمون¿ إن الاعتداء على المنشآت والممتلكات العامة عمل إجرامي يبغضه الإسلام وقد توعد الله –عز وجل- من يقوم بذلك بالعذاب الشديد وبين أيضا رب العزة -سبحانه- بأنه لا يصلح عمل هؤلاء المفسدين المجرمين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون .. قال تعالى: (إن الله لا يصلح عمل المفسدين). أسأل الله -عز وجل- بمنه وكرمه أن يجعل بلادنا وبلاد المسلمين أمنا وأمانا سخاء رخاء .. وصل اللهم على خاتم النبيين والمرسلين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.