يظل الخبز بمختلف أنواعه الروتي والكدم والمسطح الوجبة الأساسية لكثير من الأسر اليمنية والتي لا تستطيع صناعته في المنازل لحاجته إلى الكثير من المواد الأساسية مثل الفرن والغاز , ولذلك تلجأ إلى شراء الخبز من الأفران والمخابز بالشكل اليومي . وفي الآونة الأخيرة لجأ بعض أصحاب الأفران والمخابز إلى تقليص حجم الخبز والروتي وأيضا رفع سعره وقد دفع ذلك أمانة العاصمة إلى وضع لائحة سعريةحددت فيها أسعار الخبز بالكيلو بـ 240 ريالاٍ وقد لاقى هذا القرار ارتياح البعض من المواطنين ولكن بعض أصحاب الأفران عارضوا ذلك كون التسعيرة بالكيلو لا تحقق لهم ارباحاٍ كما كانوا يتوقعون , أمانة العاصمة بدورها تؤكد أن هذه التسعيرة الجديدة في صالح مالكي المخابز والأفران ولم يتم إقرار هذا القرار إلا بعد أن تم دراسته لتحقيق توازن مابين المستهلك والجهات البائعة . (الثورة) استطلعت بعض الآراء حول ذلك ..فإلى التفاصيل :

أمانة العاصمة أقرت في الأيام الماضية تسعيرة جديدة لبيع الخبز بأنواعه ( المسطح , الروتي , الكدم ) وفقاٍ لقرار مجلس الوزراء رقم (111) لسنة 2007م وذلك في إطار اجتماع مشترك ضم قيادة الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة وممثلي أمانة العاصمة ومكتب الصناعة والتجارة وأعضاء شعبة المخابز والأفران وهيئة المواصفات والمقاييس وضبط الجودة والذي عقد بصنعاء , وتم تحديد أسعار بيع الخبز (الفرنسي – الشعبي ) بقيمة “240”ريالاٍ للكيلو الواحد على أن لا يقل وزن الحبة الخبز عن 75 جراماٍ بحيث لا يزيد سعر الحبة الخبز عن 18 ريالاٍ من الفرن إلى منافذ البيع أما سعرها بالنسبة للمستهلك من الفرن ومنافذ البيع بـ20 ريالاٍ في حالة الشراء بأقل من الكيلو جرام. وأكد المجتمعون على ضرورة التعاون بين الجهات المعنية على مستوى أمانة العاصمة ممثلة بشعبة الأفران ومكتب الصناعة والتجارة والمديريات في ضبط المخالفين من مالكي الأفران وتتولى المجالس المحلية في المديريات تنفيذ القرار واتخاذ العقوبات حيال المخالفين وفقاٍ لقرار مجلس الوزراء . تأييد ورفض أصحاب المخابز والأفران بدورهم يتفاوتون في تأييد هذا القرار , فالبعض يعارض والبعض الآخر وهم الأغلبية يؤيد ذلك , ويقول أحد أصحاب الأفران وهو عبدالله الشميري إن قرار التسعيرة الجديدة لم يوفق بالشكل الكامل حيث وضعهم على مفترق طرق مع الزبائن لأن سعر البيع بالكيلو 240 ريالاٍ لا يفي بالغرض وأن السعر الذي هم ماشين عليه مقبول نوعا ما وهو 6 حبات روتي بـ100 ريال و5 حبات خبز بـ100 ريال , ويضيف الشميري : كنا منتظرين من أمانة العاصمة أن تضع حداٍ لذلك وتضع لائحة تضمن دخلاٍ معقولاٍ لأصحاب الأفران والمخابز . وأشار الشميري إلى أن السعر السابق كان بمثابة فقط للتمسك بالزبائن وفي الأصل لم يجنوا من ورائه سوى أرباحاٍ قليلة وأن مسألة البيع بالحبة بـ20 ريالاٍ فهو أمر جيد وأما بالكيلو ففيه خسارة وليس ربحاٍ حيث أن الكيلو الواحد يحتوي على 13 حبة روتي وحجم الحبة الواحدة 75 جراماٍ وعند وضعها على الميزان يتبقى 25 جراماٍ من الكيلو الواحد وهذا يضطرهم إلى زيادة حبة ليصبح العدد 14 حبة وقيمتها 280 ريالاٍ وهذا فارق كبير عن تسعيرة الكيلو الواحد حسب القرار . ويقول الشميري : كنا منتظرين من أمانة العاصمة أن تضع حداٍ لذلك وتضع لائحة تضمن دخلا معقولاٍ لأصحاب الأفران والمخابز . رقابة وعقوبات ويعتبر قرار أمانة العاصمة ملزماٍ لأصحاب المخابز والأفران بتوفير الميازين على واجهة المحلات والبيع للمستهلك بالكيلو جرام وأجزائه وقد أكد ذلك مدير عام مكتب الصناعة والتجارة بالأمانة خالد الخولاني حيث اضاف أن المجالس المحلية بالمديريات وفروع مكاتب الصناعة التجارة ستعمل على تكثيف الحملات الرقابية للأفران ومنافذ البيع لتطبيق القرار واتخاذ العقوبات ضد المخالفين من أصحاب الأفران والمخابز على أن تكون المخالفة الواحدة بـ10 آلاف ريال فيما ستتضاعف الغرامات عند التكرار إلى حد الإغلاق وسحب التراخيص من المخابز والأفران المخالفة . وأشار الخولاني إلى دور المواطنين في إبلاغ المجالس المحلية ومكاتب الصناعة والتجارة بالمديريات عن أي مخالفة للأفران والمخابز على أنه سيتم النزول من قبل المختصين للتأكد واتخاذ إجراءات قانونية رادعة بحق المخالفين ممن يقومون بزيادة غير مبررة في أسعار الخبز عقب التسعيرة الجديدة . عبء آخر ويرى المواطنون بأن هذا القرار يمثل زيادة في التكاليف المعيشية للمواطن البسيط الذي بالكاد يؤمن قوت يومه , ويوضح الأخ سلمان سيف -أحد المواطنين- أن وضعه المالي لا يسمح له بشراء الكثير من الخبز لأولاده كما أعتاد سابقاٍ كون سعر الخبز والروتي ارتفع بينما وضعه المالي مازال كما هو , ويشير سلمان إلى أن القرار الجديد سيضع على كاهله عبء كبير وسيضطر إلى البحث عن عمل آخر حتى يستطيع الحصول على مال إضافي يكفي لشراء الخبز لأولاده . ويؤكد سلمان أن الوضع العام للمواطنين لا يحتمل مثل هكذا ارتفاعات في الحاجات الأساسية للناس وبخاصة الشريحة الفقيرة والتي تمثل غالبية الشعب والمتضررة الأولى من ذلك , ويضيف أن قرار التسعيرة الجديدة في صالح أصحاب الأفران والمخابز لأنه يعطيهم فارقاٍ في السعر الى جانب تواجد الديزل واستقرار سعره وعدم الحاجة للبحث عنه وشرائه من السوق السوداء بأسعار عالية وهذا أمر جيد بالنسبة لهم . قرار منصف القطاع الخاص ممثلاٍ بالغرفة التجارية اليمنية يؤكد على أن التسعيرة الجديدة للخبز بأنواعه (الرواتي والرغيف )على مستوى أمانة العاصمة عادلة ومنصفة وتضمن لأصحاب المخابز والأفران تحقيق أرباح جيدة ,وأشار رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة إلى انه تم احتساب تكاليف البيع والشراء قبل إقرار التسعيرة الجديدة , وأكد الكبوس على الأهمية التي يشكلها هذا المنتج بالنسبة لحياتنا المعيشية اليومية جميعاٍ فلا يمكن أن يستغني أحدَ عن هذا المنتج ولابد أن يهتم الجميع بمواصفات وأسعار هذا المنتج وضبط الإنتاج لما له من أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع ككل . وأشار الكبوس إلى أهمية التزام مالكي المخابز والأفران بالضوابط التي فندت التسعيرة وعدم تجاوزها تفادياٍ لأية إجراءات قانونية والحفاظ على مهنتهم بصفة قانونية , مشيراٍ إلى أن الغرفة التجارية تشكل محور توازن للمستهلك وهي البيت الأول لأفراد وشركات ومؤسسات القطاع الخاص اليمني ومنهم أصحاب المخابز والأفران وتسعى للإطلاع على مشاكلهم وهمومهم ومعالجتها.