لا يمكن تحقيق أي تنمية إلا بالزراعة يرى الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي علي الهيثمي أن إهمال القطاع الزراعي الذي لا يحظى بأكثر من 2% من الدعم الرسمي أفرغ قرى ومناطق من السكان وساهم في ارتفاع الهجرة من الأرياف إلى المدن. وقال في لقاء خاص لـ الثورة” إن اليمن بطبيعتها بلد زراعي ولا يمكن تحقيق أي تنمية إلا بالزراعة ولهذا لا يمكن تجاهل هذا القطاع الواعد وأي تطور إلى مصاف الدول المتقدمة يحتاج للاهتمام بالقطاع الزراعي. وتحدث حول الطاقة الشمسية التي تعتبر إحدى البدائل الموجودة لمساعدة المزارعين لكنها لن تكون صالحة لكافة المناطق اليمنية وستكون مجدية في بعض المناطق ويمكن أن تساهم بشكل سلبي في استنزاف المياه وهناك حل آخر يتمثل بالغاز. وأكد الهيثمي تقديم مقترح إلى رئيس الجمهورية لتشكيل لجنة عليا لإنقاذ الوضع الزراعي والسمكي وتعمل على تصحيح الخطط والبرامج الزراعية السابقة التي لم تحقق أي اثر ايجابي للنهوض بهذا القطاع الإنتاجي الواعد. * هناك حديث واسع حول أن اليمن بلد زراعي بامتياز هل هذا الحديث مقارب للحقيقة وبرائيك هل هناك مستقبل للقطاع الزراعي¿ – اليمن بطبيعتها بلد زراعي ولا يمكن تحقيق أي تنمية إلا بالزراعة ولهذا لا يمكن تجاهل هذا القطاع الواعد وأي تطور إلى مصاف الدول المتقدمة يحتاج للاهتمام بالقطاع الزراعي صحيح أن العلم متقدم وهناك تطورات عالمية متلاحقة في الصناعة والتكنولوجيا وغيرها لكن تبقى الزراعة عاملاٍ أساسياٍ لبناء اقتصاد متين وتنمية حقيقية على الأرض صحيح طبيعة بلدنا زراعية لكن لدينا مشاكل في المياه والري وارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل غير طبيعي وتراجع الإنتاج الزراعي وصعوبة المنافسة بالمنتج في الأسواق الخارجية بالإضافة إلى عدم وجود تنمية حقيقية وانعدام الاستقرار أيضا لا نمتلك خطوط استراتيجية للتطور والنهوض بالمجال الزراعي وسيعاني هذا القطاع خلال الأعوام القادمة ما لم توضع المخارج العلمية الحديثة لانتشال وضع اليمن الزراعي وأيضا السمكي اليمن بلد زراعي وسمكي منذ الأزل .

إنتاج * اليمن كما تقول بلد زراعي بالدرجة الأولى لكن مؤشرات الإنتاج لا تعكس ذلك¿ – صحيح اليمن بلد زراعي واغلب السكان يعملون في هذا القطاع و كما قلت أيضا نعاني من مشاكل تنعكس على القدرات الإنتاجية لكن إنتاجنا يتميز بجودة عالية من حيث النوعية والجودة ولدية قدرات تنافسية عالمية وإقليميا وهذا يتطلب وضع خطط تنموية حقيقية لا تعتمد على العشوائية والفوضى نحتاج لبرامج وخطط واقعية للتعامل مع المزارعين وأيضا يحتاج هذا القطاع إلى دعم كبير للمزارع لننهض بهذا القطاع.

إهمال * كيف تفسر غياب أو تقصير في دور الدولة لدعم وتحفيز القطاع الزراعي ولهذا لا يجد المزارع أي مساندة حقيقية الأمر الذي يؤدي إلى توسع زراعة القات ومشاكل أخرى في التسويق والإنتاج¿ – هذا كلام حقيقي ومعروف أن اهتمامات الدولة منذ سنوات تتركز في قطاعات أخرى ليس من بينها القطاع الزراعي والقطاع الزراعي لا يحصل على أكثر من 2% من الدعم الرسمي بينما قطاعات أخرى تحظى باهتمام أوسع وكبير على الرغم من كونها قطاعات غير إنتاجية ولهذا لا يوجد أي اهتمام بالقطاع الزراعي وتصور دعم الدولة للقطاع السياحي أكثر بكثير مما يحصل علية القطاع الزراعي بنحو 11% والقطاع الزراعي كما قلت لا يجد أكثر من 2 إلى 3 % ولهذا هناك خلل في عملية تنمية القطاعات الإنتاجية ونتيجة لإهمال الزراعة تجد ارتفاع كبير في الهجرة إلى المدن وهناك قرى ومناطق أفرغت من السكان وبالمقابل تكتظ المدن بالسكان وهذا بسبب سوء السياسة الاقتصادية السابقة أيضا عدم الاهتمام بالثروة الحيوانية التي تعد المكون الثاني في الزراعة التي تتكون من قطاعين نباتي وحيواني وإذا كنا نعاني مثلا مشكلة في المياه تؤثر على الإنتاج النباتي يمكن أن نهتم بالثروة الحيوانية وتغطية العجز الذي لدينا في المنتجات الحيوانية .

بدائل * هل يمكن للطاقة الشمسية ان تحل مشكلة الديزل وغيرها من الآثار والمعوقات في هذا الخصوص¿ – الطاقة الشمسية احد البدائل الموجودة لمساعدة المزارعين لكنها لن تكون صالحة لكافة المناطق اليمنية ستكون مجدية في بعض المناطق مثل تهامة وحجة وتعز ولحج وجزء من محافظة إب وجزء من المحافظات الساحلية والشرقية والى حد ما الجوف والمهرة لكنها لن تحل المشكلة لصعوبة استخدامها في بعض المناطق الأخرى وإذا اعتبرناها حلاٍ رئيسياٍ هذا سيخلق مشكلة تتمثل في الإفراط باستخدام واستنزاف المياه ولهذا لابد أن يكون لها محاذير في عملية استخدامها وهذا الأمر يتطلب شبكات ري حديثة لتقنين استهلاك المياه حتى لا يتم استنزافها لدينا بدائل أخرى وأهمها الغاز الذي يمكن أن يكون أفضل من الطاقة الشمسية في بعض المناطق لكن هذا يمكن أن يؤثر على خلق أزمة في الغاز خصوصا انه مادة استهلاكية منزلية لا يستطيع المواطن الاستغناء عنها.

مقترح * برأيك ما الذي يجب عمله لتأهيل وتطوير قدرات الفئة التقليدية الأكثر سيطرة على القطاع الزراعي لخلق تنمية زراعية حقيقية¿ – قدمنا مقترحاٍ للأخ رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة عليا برئاسة رئيس الوزراء تكون مهمتها الأساسية وضع الخطط والاستراتيجيات العامة لانتشال الوضع الزراعي والسمكي نأمل أن يتم الأخذ بعناية بهذا المقترح ويتم تشكيل لجنة تشمل أيضا إلى جانب الوزراء المعنيين نخبة من الخبراء والفنيين والمختصين وذلك بهدف تجنب الأخطاء السابقة هناك مثلا أخطاء في إعداد الدراسات الفنية والاقتصادية للمشاريع في هذا الجانب ولهذا نحتاج لتنفيذ سياساتنا وبرامجنا الزراعية إلى دراسات فنية واقتصادية واقعية بمعايير علمية ومعرفية تجنب مخاطر فشل السياسات الزراعية السابقة الأمر أيضا يتطلب إعداد استراتيجية وطنية للزراعة صحيح أن البلد تعاني من مشاكل اقتصادية لكن الزراعة هي الأساس قطاع واقعي وليس وهمياٍ ومصيره البقاء.