المعاناة تولد الإبداع .. فعلا مقولة رائعة تتجسد في كثير من مجالات حياتنا ودائما ما نجد شخصا ما أو جهة ما تعاني كثيرا لكنها تبدع وتتألق أكثر. في واقع رياضتنا المرير هناك من يعاني ولكنه يتألق ويقارع الكبار والأقوياء ومن لا يواجه أية معاناة لتكون المعاناة هي أساس الإبداع. ما قدمه فحمان أبين في أول ظهور له في دوري النخبة أمرا يستحق التوقف أمامه كثيرا ومرارا .. فهذا النادي الأبيني يعاني الأمرين ولكنه استطاع أن يسجل تواجده الأول بتميز وكسب اليرموك في أرضه وبين جمهوره. قد يقول البعض أنني استعجلت وقد يتراجع مستوى فحمان وقد يهبط أو يصارع من أجل البقاء ولكنني أعطي كلمة حق لمن يستحقها .. ففحمان ناد عادي جدا وليس لديه من يدعمه وليست لديه استثمارات ولا يمتلك شركة أو بيت مال يقف وراءه .. ومعاناته كبيرة قد لا يشعر بها البعض ولكنه أجاد وتألق في أول مبارياته بدوري الأضواء. شعب حضرموت هو الآخر يعاني ودائما ما نسمع مشاكل جمة في هذا النادي الذي لا يمتلك أبسط المقومات التي تمتلكها أندية أخرى إلا أنها تعجز عن فعل ما يفعله النوارس. الشعب في كل موسم دائما ما يعاني ولكن معاناته جعلته يبدع ويخطف الوصافة في الموسم قبل الماضي وحافظ على بقائه بين الكبار رغم كل مشاكله وصعابه التي تتكرر مرارا وما حدث له هذا الموسم لدليل على ذلك حين لم يجد من يدير أموره أو يوفر له تكاليف السفر إلى إب ولكنه سيعود للتحليق. إنها المعاناة التي تجعل من يعيشها يصنع البطولات والإنجازات وإن لم تكن إنجازات فعلية بمعانقة الكؤوس أو الأقراص الملونة إلا أنها بطولات عجزت كثير من الأندية المدللة عن الوصول إليها.