الرئيسية - عربي ودولي - غزة تضمد الجراح وإسرائيل تسرق مزارع الزيتون
غزة تضمد الجراح وإسرائيل تسرق مزارع الزيتون
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

من يرى ملامح الأطفال والكبار في غزة بعد ساعات من وقف العدوان وفك الحصار سيدرك أنه يتعامل مع نوع مختلف من الشعوب وسيحتار في توصيف المشاهد التي تتناقض في كثير منها بين مشاعر الفرح والحزن فستجد في غزة أمهات الشهداء وقد خبزوا كعكا يفرقونه على من يأتي ليهنئهم بشهادة أبنائهم وستجد أطفالا يبحثون في الأنقاض عن كتبهم كي يستعدوا لعام دراسي جديد وتجد الرجال يحملون أحجار بيوتهم المهدمة كي يعيدوا بناءها من جديد وتجد المصلين يصلون في ساحات مساجد دمرتها القذائف الإسرائيلية. وعلى شواطىء بحر غزة ستشاهد مراكب الصيادين وهي تبحر بعيدا وتعود بخيرات الله التي تجاوزت الأطنان من شتى أنواع الأسماك وعلى مقربة منهم ستشاهد البحر وقد امتلأ بالمصيفين الذين يستمتعون ويلعبون ويضحكون وكأنهم غسلوا همومهم في ماء البحر وخرجوا أناسا آخرين. وبعيدا عن وصف المشاهد الحياتية وعودة الحياة لطبيعتها في غزة استأنفت الوزارات والهيئات الحكومية عملها رغم تعرض أكثر من 20 مبنى حكوميا للتدمير من بينها مقرات وزارات الداخلية والخارجية والمالية والأشغال العامة والإسكان. وأعلنت وزارة التعليم عن بدء العام الدراسي في 14 من الشهر الجاري رغم اكتظاظ مدارس الأنروا بنحو 50 ألف لاجئ فلسطيني وتدمير نحو 277 مدرسة بين دمار جزئي وكلي. وبدأت الأونروا في إعطاء دورات تدريبية للمعلمين كي يستطيعوا التخفيف من معاناة الأطفال النفسية بسبب الأهوال التي رأوها في الحرب. وبدأت الجهات الحكومية في حصر الأسر كي تستأجر لهم منازل بدلا من منازلهم التي هدمت وأنهت توزيع 3 ملايين دولار علي أصحاب البيوت المدمرة في محافظة الوسطى بواقع ???? دولار لكل أسرة. وبينما تتواصل عمليات حصر الخسائر في كل قطاعات غزة كان المشهد مختلفا في الأراضي المحتلة ليس بين المحتفلين في القدس والضفة الغربية ولكن بين المتظاهرين على سرقة مزارع الزيتون الفلسطينية. وكما احترنا في وصف الشعب الفلسطيني الصامد في غزة نحتار أيضا في وصف البلطجة والصفاقة الإسرائيلية التي تتمتع بها في كل الأوقات والأزمان بعد إعلانها عن سرقة 4000 دونم من أراضي حقول الزيتون الفلسطينية في محافظتي بيت لحم والخليل بالضفة الغربية وهي السرقة التي تعد الأكبر في تاريخ مصادرة إسرائيل للأراضي الفلسطينية منذ 30 عاما. وجاءت المزاعم والحجج الإسرائيلية بأن هذه الأرض شهدت مقتل الثلاثة مستوطنين الذين كانوا سببا في الحرب على غزة قبل شهرين. في حين ذكر ناشطون في «حركة السلام الآن» التي تعارض الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية أن المصادرة تهدف إلى تحويل المكان الذي تقيم فيه الآن عشر عائلات يهودية وبه معهد ديني يهودي إلى إقامة مستوطنة دائمة باسم جفاوت. ويبلغ عدد المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية نحو 503 مستوطنة يعيش فيها ما يزيد عن مليون مستوطن. ونسبة لبيانات وزارة الداخلية الإسرائيلية فقد زادت أعداد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس بنسبة ??5% مقارنة بالعام الماضي. كما تضاعف عدد المستوطنين خلال الـ12 عاما الأخيرة ففي عام 2000 كان عددهم في الضفة الغربية فقط نحو 190 ألف مستوطن. في حين كشف وزير الإسكان الإسرائيلي عن مخطط حكومته التي تسعى إلى أن يزيد عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية بنسبة 50 % بحلول عام 2019 وأنه في غضون خمس سنوات سيكون هناك 550 ألفا أو 600 ألف يهودي في الضفة الغربية مؤكدا أن توسيع مستوطنات الضفة هدفه قتل فكرة إقامة دولة فلسطينية. وأمام هذا التعدي الإسرائيلي السافر والصارخ على المزيد من الأراضي الفلسطينية باتت جهود التصالح في مهب الريح خاصة وأن إسرائيل قد ضربت مساعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإقامة دولة فلسطينية في مقتل وضاعت سدى استعداداته للإعلان عن مفاجأته وخطته لمطالبة المجتمع الدولي بجدول زمني لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية وترسيم حدود لدولتين من أجل إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية وإلا سلكت فلسطين طريقا دبلوماسيا وسياسيا آخر يقضي بمعاقبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة. وفي النهاية خاب من ظن أن الحرامي سيتوب عن السرقة والقاتل يمكن أن تبرئ ساحته حتى لو شجعته على ذلك كل القوانين الدولية الصورية التي تجرمه قولا والفعل في خبر كان.