الرئيسية - عربي ودولي - استثمار الحرب
استثمار الحرب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تشكيل (تحالف أساسي) لمحاربة الدولة الإسلامية في العراق كان هذا أحد أهم محاور قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة منذ أيام في المملكة المتحدة البريطانية بناء على دعود أميركية ومع أنه لم تبدأ بعد الخطوات في اتحاه قيام هذا التحالف كما أن الاستراتيجية لا زالت غائبة بما يعني أن كل ما يجري في هذا الشأن منذ فاجأت (داعش) الداخل العراقي المتآكل بخلافاته والاقليمي والدولي المضطرب أوضاعه والدولي المثقل بأزماته بسيطرتها على أراض واسعة وذات أهمية حيوية واستراتيجية وما ترافق ذلك ولا زال من جرائم القتل الوحشي والتطهير العرقي واستباحة كل شيء لا زال في ردود أفعال ولا يبدو في المدى المنظور وفي ضوء هذا التحرك الغربي عموما والأميركي خصوصا أن يكون هناك توجه قائم على آلية واستراتيجية لمواجهة هذه التداعيات بأضرارها ومخاطرها وأبعادها الكارثية. الذهاب إلى هكذا اعتقاد يعود إلى سببين الأول أن مسلسل الحروب بدأ على طالبان مرورا بالقاعدة وإلى الإرهاب أفضى إلى نتائج عكسية في كثير بل في غالب الأحيان والسبب أن تلك الحروب التي قيل أنها ضد الإرهاب جرت عملياتها بالإرهاب ذاته ومن ذلك الاستخدام المفرط أميركيا للطائرات بدون طيار وفي عمليات عشوائية سقط ضحاياها الأبرياء كما في اليمن وباكستان وهذا مثال. قد تكون (داعش) قدمت نفسها في مناطق سيطرتها هدفا لكنها تتواجد أيضا وسط سكان أبرياء لا بد من أخذهم في حساب الإنقاذ وألا تكون المسألة زوبعة عسكرية محسوبة الثمن وإلى هذا يأتي السبب الثاني في الاعتقاد من أن الضجة الغربية عموما والأميركية خصوصا لا تزيد عن كونها إعلانات استثمارية لهذه الأوضاع.. وهم عملوا على إيجادها خلال أعوام. لا حاجة لترديد ما يقال عن دور المخابرات الأميركية في إيجاد هذه الجماعات وأمثالها ودور البنتاجون في تدريبها وما إلى ذلك في شأن تمويلها وتسليحها وتوظيفها لمآرب شتى منها خلط الأوراق وتشويه الإسلام. القضية هي في السياسة التي تتبعها هذه البلدان الغربية و(اسرائيل) تجاه هذه المنطقة والتي لم تخرج بعد من الدهاليز الاستخباراتية المظلمة.. وإلى أن يحدث مثل هذا التحول ستبقى هذه الأطراف الاستعمارية تغذي وتوجد أدوات الدمار وهي تبادر في الآن نفسه إلى استثماره على حساب المنطقة ودولها وأبنائها باسم الإنقاذ.