الرئيسية - السياسية - وتقديم تنازلات للخروج بالوطن إلى بر الأمان
وتقديم تنازلات للخروج بالوطن إلى بر الأمان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ الدغشي: الطريق الأنسب تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وفقاٍ لآليات مزمنة ■ المخلافي: يجب على الأطراف النظر لمبادرات ودعوات رئيس الجمهورية من زاوية المصلحة الوطنية العليا ■ علاية: افتعال الأزمات يقضي على الجهود المبذولة للحلول السلمية

بعد الجهد المضني الذي بذلته القيادة السياسية ممثلةٍ بالأخ عبده ربه منصور هادي رئيس الجمهورية تحققت أمنية اليمنيين في إتمام مؤتمر الحوار الوطني بنجاح, كونه الحلم المرتقب لبناء يمن جديد ومستقبل زاهر بإقامة دولة مدنية حديثة تحقق الأمن والاستقرار والعدل والحرية والعيش الكريم للجميع ومع ذلك وجد اليمنيون أنفسهم أمام تحديات وأزمات تكاد أن تعصف باليمن في أتون حرب أهلية وتنسف كل الجهود التي بذلت في سبيل بناء الغد الأجمل … ولكن حكمة القيادة السياسية أبت إلا الوقوف بحكمة محاولةٍ إخراج الوطن إلى بر الأمان بالسلم والوئام والحوار دون أن تنجر إلى استخدام القوة, ومن أجل ذلك تحركت على مختلف الأصعدة لكي يتحقق للشعب اليمني المشروع الأكبر والأهم تاريخياٍ والمتمثل في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وفي ثنايا هذا الاستطلاع نستعرض آراء عدد من الأكاديميين حول متطلبات إنجاح جهود القيادة السياسية لحل الأزمة السياسية للمرحلة الراهنة, والعوامل والآليات الواجب توافرها لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني فإلى المحصلة : المجتمع الذي يفهم الوطنية ودلالاتها المستقرة والثابتة سيقف بثبات وحزم ضد من يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار, ويحول دون ازدهاره ويواجه أية تدخلات وأعمال من شأنها أن تؤدي الى إضعاف الوطن وتهديد سلامته الإقليمية… هذا ما عبر عنه الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي الأستاذ الدكتور عبدالسلام المخلافي . ويضيف الدكتور المخلافي: على كل الأطراف السياسية أن تدرك أن الوطن يمر في لحظة تاريخية فارقة لا يستحمل المناورات السياسية وتمارين الدهاء السياسي وتصفية الحسابات في لحظات كهذه لأنها ستكون عبثية تضر الوطن وأن دور الساسة الآن طرق كل ما هو ممكن دون أية حسابات فيما خلا مصلحة الوطن بعيداٍ عن حلقات العناد والمراهنات الخارجية الطامحة لتمزيق الوطن اليمني وإخراجه من المنطقة والتاريخ … ويضيف المخلافي أن الحل يكمن في التفاف جميع الأطراف حول القيادة السياسية الحكيمة لإنجاح المبادرات التي يسعى من خلالها لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ودعم الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار والإلتزام بالمبادرة الخليجية وإيقاف كافة المظاهرات من الأطراف … وقد يكون من الأنجع من الناحية الإجرائية تشكيل لجنة يسند إليها أعمال المتابعة بحيث تصل إلى نهاية الخطوات التي حددتها المبادرة الخليجية في أقل وقت ممكن . وذلك يحتاج من الأطراف عدم النظر لمبادرات ودعوات رئيس الجمهورية للحلول من زاوية خسائرهم وأرباحهم الخاصة وإنما من زاوية الخروج بالوطن من محنته إلى بر الأمان.

تناقض من المعيب أن بعض الأطراف تناقض أقوالها بأعمالها, فيطالون بتنفيذ مخرجات الحوار من جانب, ويفتعلون الأزمات من جانب آخر… يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور موسى علاية: افتعال الأزمات يقضي على عمليات ومجريات الحوار لأن الأزمات تؤدي إلى عدم استقرار في جميع نواحي الحياة وبالتالي لا يمكن أن نتكلم عن تنفيذ مخرجات الحوار في وسط كومة من الصراعات الجارفة… لأن اليمن يمر بأزمة في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى أزمة في المنظومة القيمية إذ يصعب على القيادة السياسية التعامل مع الوضع الراهن بمفردها, لذا يتوجب على الأطراف السياسية دعم القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية نحو توحيد عملية صنع القرار واتخاذه وتقويم توجهاته بما يخدم مصلحة البلد وليس بما يخدم مصالح جماعة أو أشخاص, من خلال الإلتزام بالاتفاقات المبرمة بينهم والشروع في فتح قنوات اتصالات وحوارات على مستويات متعددة لإزالة تشوهات الصراعات خلال الفترة المنصرمة وخصوصاٍ بعد عام 2011م .. والأهم من ذلك هو أن على الأحزاب والقوى السياسية الحرص الشديد في تقديم شخصيات ذات تأهيل عالي ومتخصصين في المناصب القيادية التي سيتولونها وفقاٍ للتسوية السياسية وكذا تغيير توجهاتهم الإعلامية بما يخدم الوطن بتحويلها من معاول هدم إلى معاول بناء وتوجيهها لخدمة التوجهات السياسية الهادفة إلى بناء الدولة ومحاربة الفساد… وذلك يتطلب من الجميع تغليب المصلحة العامة على المصلحة الفئوية والجهوية لأنهم في سفينة واحدة… وعلى الطرف الآخر أن يقدر دعوات وتنازلات رئيس الجمهورية الجمة والكبيرة ويبادر إلى تقديم تنازلات من جانبه ليصل الجميع إلى ما فيه صلاح للبلاد والعباد.

عاصمة الجميع تظل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل مطلب جميع أبناء الشعب اليمني ولكن تحقيقها مرهون بشرط سﻼمة النية وتوفر اﻹخﻼص والوعي لدى جميع اﻷطراف وباﻷخص الطرف الرئيس اﻵخر بعد أن لبت دعوات ومبادرات القيادة السياسية كل مطالبه الظاهرية…ذلك ما أدل به المفكر الإسلامي البروفيسور أحمد الدغشي -أستاذ أصول التربية وفلسفتها, جامعة صنعاء- في حديثه . مشيراٍ إلى ضرورة أن تلتف جميع القوى السياسية حول دعوات ومبادرات القيادة السياسية “بالصوت العالي والمسار الفعلي وأن تقول للطرف الذي يبحث عن مطالب جديدة لن نسمح لك بتهديد أمن البﻼد واستقرارها وصنعاء عاصمتنا جميعاٍ”. وأن لا يظلوا يتفرجوا على المشهد والوضع المتأزم الذي وصلت إليه البلد والتحدث عنه بخجل والاستمرار في تجاهل التهديد الشامل للجميع من جانب الطرف المعرقل للحل السلمي الذي يفتعل اﻷزمات معارضاٍ مطلب تنفيذ مخرجات الحوار التي من أولويتها وأولى متطلبات المخرجات تسليم سﻼح الجماعات المسلحة وثمة رفض صريح لذلك من قبل أحد أطراف الأزمة. مؤكداٍ أنه كان يفترض من الجميع أن يبدأوا بتحديد العوامل والآليات لتنفيذ مخرجات الحوار فور نهاية انعقاد مؤتمر الحوار إن لم يكن قبل ذلك من أجل لجم بعض الجماعات المسلحة الساعية إلى إفشاله قبل نهايته لكن أظن أن ما يتخذه رئيس الجمهورية من خطوات حالية لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار حزمة واحدة مزمنة هي الطريق الأنسب …