الرئيسية - عربي ودولي - استراحة القاتل
استراحة القاتل
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

هل ثمة علاقة بين ضجيج السيرك السياسي والمارينز العسكري والحملة الإعلامية في شأن الحرب على (داعش) وبين تغييب جرائم وتداعيات الحرب الصهيونية على غزة¿ بداية لا بد من الإشارة إلى أن الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها (داعش) لا تحتمل التجاهل والتهاون لأنها ليست وحشية وحسب بل وبفضائعها المرعبة والمؤلمة للإنسانية وهي ظاهرة بأضرار فادحة وأخطار محدقة على مناطق سيطرتها في هذه المنطقة وعالمنا بأسره. لكن وداعش ليست بنت اللحظة .. والعديد من الدول الغربية المندفعة الآن لمحاربتها كانت ضالعة في وجودها وتوظيفها وإذا كان هؤلاء يبدون كمن يحاول تغيير موقفه من هذه الجماعة فهذا يصير رهنا بالأعمال الحقيقية لا بمجرد الحملات الدعائية. والقول هكذا ليس مجرد تشكيك بل تطرحه المسائل العملية التي تجري منذ ان بدأ الحديث عن الحرب ضد الدولة الاسلامية. فيمثل ما كانت (داعش) فاجأت من في الداخل العراقي والاقليمي والدولي انفجار سيطرتها على مناطق واسعة وذات أهمية حيوية واستراتيجية جاء الانفعال الغربي عموما والأميركي خصوصا وكما لو أن هؤلاء اكتشفوا في هذه اللحظة وجود هذه الجماعة التي اوجدوها منذ سنوات عديدة . هنا السؤال: ولماذا الربط بين هذا والحرب الاسرائيلية على غزة¿ منذ أيام قليلة كان رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو دعا إلى اجتماع طارئ لحكومته للتباحث في خط اقتراب تنظيم الدولة الاسلامية من حدود اسرائيل. دعوة نتنياهو كانت في تداولات إعلامية اسرائيلية ومما أشير إليه في هذا الصدد (العدو غير موجود بين ظهرنا إلى الآن) و(لا سبب يدعو إلى أن تجر القيادة الاسرائيلية ايضا إلى هذا السيرك الذي يدور حول تنظيم لا يتجه اهتمامه إلى الآن صوبنا وقد واجه المجتمع الدولي في الماضي تحديات كبيرة ليست الدولة الاسلامية عدوا لا يمكن أن يهزم). هنا يصير التناغم بين الضجة الغربية عموما والأميركية خصوصا وبين الاهتمام الاسرائيلي مرتبطا بقضية أخرى هو في طبيعته وتوقيته أقرب إلى انقاذ تل ابيب من تداعيات الحرب على غزة التي فتحت أبواب جهنهم على القادة العسكريين والسياسيين وبات أغلبهم في مرمى الاتهام بالتقصير بعد أن فشلت الحرب في تحقيق أهدافها وارتدت النتائج العكسية الأمنية والنفسية على الداخل الاسرائيلي بعد سقوط اسطورة الجيش الذي لا يقهر .. وما كانت هناك من خسائر عسكرية واقتصادية وردود الأفعال الساخطة دوليا وإنسانيا على الجرائم الوحشية والجرائم ضد الإنسانية لجيش الاحتلال على أبناء غزة. والأهم ما حدث من تغيير فلسطيني في استعادة الوحدة الوطنية وتمتين قوة إرادة الحق العادل والخروج من دوامة التسوية الأميركية لتطويع الموقف الفلسطيني لواقع الاحتلال بما يعني تصفية القضية الفلسطينية . في أجواء الضجيج قد تغيب إعلاميا بشاعة الجريمة الصهيونية ولكن هل بمقدور أميركا وغيرها إلغاء الحقيقة الفلسطينية¿