اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الارياني: مليشيات الحوثي تواصل احتجاز المئات على خلفية نيتهم الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر الوزير الزنداني يصل العاصمة الإيطالية للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية "صحة مأرب" يوزع 53 ألف ناموسية مشبعة بالمبيد في مديريات الوادي وحريب ورغوان توقيع اتفاقية تنفيذ المرحلة الـ3 من مشروع العودة الى المدراس باليمن وكيل مأرب يشيد بالانجازات التي حققتها جامعة اقليم سبأ خلال سنوات محدودة الزُبيدي يناقش مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي وسفيري وهولندا وألمانيا عدد من القضايا المهمة تدريب 30 ناشطاً في سيئون حول رصد وتوثيق إنتهاكات حقوق الإنسان وزير الصحة يؤكد أهمية تطوير برنامج مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات محافظ الحديدة يدشن حملة طارئة للتغذية والتحصين تستهدف 45 ألف طفل
ليس هناك ماهو أعظم من لحظات الشعور بالحرية، شعور الانعتاق من التسلط والقهر والعبودية، كان يوم الثلاثين من نوفمبر من العام 1967 يوماً مختلفاً في جنوب اليمن، تنفس أبناء الجنوب الصعداء بتحرير أرضهم من الاستعمار البريطاني بعد احتلال دام 129 عاماً.
رقصوا في شوارع عدن، ومدن الجنوب والشمال وفي المهاجر، هتفوا بانتصار الثورة في الوقت الذي كان قادة الجبهة القومية يعلنون عن قيام الدولة الوطنية الجديدة في جنوب اليمن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، الديمقراطية فيما بعد.
حلم التحرير كان ممهوراً بأمل التغيير والتقدم الاجتماعي والوحدة، كانت الوحدة قبلة القادة المناضلين جزءاً أصيلاً في تفكيرهم وفي عقيدتهم الوطنية، وكان فكر التنوير والمساواة قد تملك عقولهم، متأثرين بقيم مرحلة النهوض القومي العربي، واحتدام المواجهة مع العدو الصهيوني ومن خلفه أعداء الأمة، إلى حدٍ ربما خرج بها عن مألوف القول والفعل ككل حركة نهوض كبرى في التاريخ حتى تنضج وتتخلص من شططها، واليمن ليست بعيدة عن تلك الحالة، لكن الاستقلال في النهاية صنع واقعاً جديداً منسجماً وروح العصر، وحدد مسار التاريخ اللاحق لليمن الكبير.
خاض شعبنا اليمني معركة التحرير بصبر وجلد وتضحيات جسيمة، كان لبوزة عائداً من معركة الجمهورية في الشمال، وكان عبود يسابق للشهادة مدرم، قاتل أبناء اليمن كله في صفوف ثورة أكتوبر، وصنعوا بوحدتهم وتمسكهم بهويتهم اليمنية انتصاراً غيّر من واقع الحياة في اليمن وفي المحيط الإقليمي والدولي، ووضعها على طريق من الأمل والتطلع لمستقبل أفضل، لكن طريق الحرية والاستقلال وبناء الدولة على أنقاض الكيانات المحلية لم يكن مفروشاً بالورود، بل كان مساراً صعباً ومثقلاً بالماضي، ماضي التخلف والتشرذم والانقسام، ومتأثراً بالحاضر حاضر الصراع الإقليمي والدولي.
تحية لثوار أكتوبر صناع الثلاثين من نوفمبر المجيد، تحية لقادة التحرير فدائيي الجبهة القومية وجبهة التحرير، الذئاب الحمر، القادمون من جبال ردفان الشماء، ومن كل جبال وسهول وصحاري اليمن، حاملي رأية الحرية والوحدة والديمقراطية، ثواراً عشقوا الحرية، وكان اليمن الكبير حلمهم، غايتهم النبيلة والمقدسة عند الغالبية الساحقة منهم، فما غيروا وما بدلوا وما أضعفت الصعوبات والعوائق بل والأهوال من عزيمتهم، وما كسر العنف الاستعماري من إرادتهم، كانوا نموذجاً للمقاتل العربي الثائر الحالم بوطن مختلف، وعصر عربي جديد، وجنة على الأرض.
* مستشار رئيس الجمهورية رئيس الوزراء السابق