في قبضة كورونا
الساعة 05:44 مساءً

بعد ١٨ يوم من المقاومة العنيفة والشرسة وبفضل الله وكرمه ومنٌه، أفلت من قبضة الفيروس اللعين.
ومع أني أكثر تطرفا لجهة الالتزام بالإجراءات الاحترازية ومنها البقاء في المنزل و عدم المصافحة، إلا أن الفيروس اللعين اصطادني وزميلي العزيز سامي الأشول يوم ١٢ مارس عندما خرجنا في مشوار صغير، فلم نعد يومها بمفردنا بل برفقة عدو خبيث لا نعلم أو نتذكر كيف اصطادنا.
وحدهم فقط أولئك الذين ابتلاهم الله بكورونا يعرفون معنى ١٨ يوم في قبضة هذا الفيروس الخبيث.
هي مواجهة تحسب بالدقائق والساعات .. تعيش الموت وتتذوقه لحظة بلحظة مع عدو يخبرك أنه جاء ينقذك بالموت ، فلا يمنحك .. وأنت أنت من تتوق إليه للخلاص مما أنت فيه من عذاب.
كورونا يا سادة ليس نزهة أو وعكة عابرة.. إنه مجرم سفاح يزرع صدرك بألغام تتفجر كلما سعلت - وهو سعال لا يكاد ينقطع - فيحيل صدرك إلى أشلاء من دماء تسيل إلى فمك.
هو سفاح لا يرحم لأنه وبعد أن ينهي تنفيذ سلسلة إنفجارات متوالية في صدرك، وفي استغلال بشع لجسدك الذي لا يقوى على تحريك يد واحدة لحمل منديل تجفف به فمك من الدماء، إذا به وبخبث الجبناء يعبث بالهواء الذي تتنفسه بصعوبة، فيمارس هوايته اليومية بخنقك بين الحين والآخر إلى أن تكاد تودع الحياة أو يغمى عليك.
لا يكتف بكل ذلك .. بل وعلاوة على الإرهاق والفتور الشديد الذي يصيب به جسدك المنهك وارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية والشعور بالقشعريرة، فإنه يُطبق على رأسك إلى درجة تشعر معها انه سينفجر من شدة الألم.
هذا هو الفيروس اللعين الذي أحال العالم إلى كتلة من الخوف والرعب، فلا تستكثروا أو تستثقلوا البقاء في المنزل، فلو عرفتم حقيقته وسرعة انتقاله لبحثتم عن كهوف تحت الأرض بدلا عن المنازل.
مزيد من الحذر يا قوم قبل أن يقع الفأس على الرأس، فلو تسلل إلى بلدنا - لا سمح الله - سيحيلها إلى مقبرة جماعية.
أسأل المولى أن يجنبكم وبلادنا والبشرية جمعاء كل سوء ومكروه، وأن يشفى المرضى، وليعذرني الأصدقاء لعدم تمكني من الرد على رسائلهم عبر الماسنجر لعدم تثبيته في هاتفي.
ورحم الله فقيد الوطن الأستاذ علي عبدالله الواسعي وتعازينا الحارة لأولاده الأعزاء عمر وعبدالكريم وأحمد ولكافة آل الواسعي.
* عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين
* من صفحته في الفيسبوك