مأرب "تتكلم"
الساعة 08:03 مساءً

استكملت مأرب العظيمة ست سنوات عجاف من الصراع مع المشروع الحوثي الفارسي، كانت مأرب العظيمة هي من جرد لها المشروع حملاته العسكرية المبكرة وأستهدفها لا لشيء الا لأن مأرب هي حاضنة اليمنيين التاريخية، وفيها إرشيف مجدهم وهويتهم التاريخية ؛ عرفهم العالم بها ،وهي الجذر التاريخي العروبي في جنوب جزيرة العرب. 
خاض أبناء مأرب الابطال ومعهم شرفاء الوطن المنازلة خلال ست سنوات عن وعي وإدراك، وشكلوا حزام وطني وعروبي عنوانه الدفاع عن الهوية التاريخية لليمنيين. 
شكلت المعركة وعياً وطنياً لدى أبناء مأرب خاصة وأولئك الوطنيين الذين اتجهوا إلى مأرب. 
وكانت معركة الدفاع عن مأرب معركة جميع أبناء مارب، وجميع الوطنيين من أبناء اليمن، مضاف إليها دم عروبي من الاشقاء في التحالف العربي.  
لقد شكلت جغرافيا مأرب مساحة لمعركة وطنية ببعدها المحلي والوطني والقومي. 
فمأرب في نظر البعض محافظة نائية ثرية يجب أن يجري عليها ما جرى لمحافظات سيطرة المليشيا. 
هذا مفهوم خاطئ فكل النخب اليمنية تدرك أن مأرب هي المعادل الموضوعي للمشروع الحوثي، فسقوطها لاسمح الله يعني سقوط هوية وتاريخ ممتد لسبعة ألف سنة لصالح فكرة كهنوتية عمرها ألف عام تسبب وجودها في إيقاف النمو الحضاري لواحدة من أقدم الحضارات على وجه البسيطة. 
ومن هنا لم ولن يقبلوا أبناء مأرب ومعهم كل نخب الوطن الشريفة ومعهم  العرب سقوط  مأرب برمزيتها التاريخية.
إن مأرب كما علمنا التاريخ قادرة على سحق مشاريع المليشيا، فالعاصمة السبأية هي عمود التاريخ اليمني ومركزيته.
لقد أيقض مشروع المليشيات مأرب من سباتها العميق لتعود للعب دورها التاريخي، وتعيد صناعة مجدها الغائب تحت الشمس وفوق الأرض، فعلى ـسوارها هزمت امبراطوريات وشتت جيوش القيصر الروماني بقيادة اليوس جاليوس.
 لقد ظلت مأرب غائبة عن صناعة الحدث حوالي الفين عام، وإذا كان لمشروع المليشيات من حسنة فهو إيقاظ مأرب السبأية من تحت الرمال لتنهض عملاقة عظيمة.
إن البلدوزر السبأي قادم من مأرب مبشراً بالسلام والخير والبناء والعدالة لكل اليمنيين،  ومن المؤكد أن مأرب العظيمة سوف تعيد سدنة الخرافة الكهنوتية إلى كهوفهم ، فلا مكان لهم بين الامم المتحضرة. 
هكذا رآها اديب اليمن الكبير عبد العزيز المقالح في سبعينيات القرن الماضي وتنبأ بصعودها وخصها بديوانه "مأرب تتكلم " وهي اليوم تضع خطواتها في طريق الصعود.

•    مدير الأخبار في إذاعة مأرب