حكومة الوحدة الوطنية وبشارات المستقبل
الساعة 08:40 مساءً

 

المتابع للشأن اليمني يدرك بشكل واضح مدى ضعف فاعلية الحكومة اليمنية وأجهزة الشرعية إثر الانقسام السياسي والعسكري الذي جرى على الأرض في بعض المحافظات المحررة جنوب الوطن في الفترة الأخيرة.
مبدأياً من المهم القول أن القضية الجنوبية كانت باستمرار قضية مركزية في السياسة اليمنية عقب أحداث 94 بغض النظر عن صحة أو خطأ المعالجات التي حدثت لهذه القضية ، إلا أنها كانت على الدوام قضية شاغلة للسياسي اليمني وللناشط والمواطن على حد سواء بل وقضية شاغلة للإقليم أيضاً.
جاء مؤتمر الحوار الوطني عقب أحداث 2011 ليجعل القضية الجنوبية أحد أهم القضايا التي دارات حولها الكثير من النقاشات مع تمثيل وازن للحراك الجنوبي في مؤامر الحوار الوطني وكانت المخرجات مرضية للقضية الجنوبية لولا الانقلاب الطائفي الذي قاده الحوثي ضد توافقات اليمنيين ما أجهض تنفيذ هذه المخرجات على أرض الواقع.
مؤخراً قامت الحرب الشاملة لاستعادة الدولة ، وكان الجنوبيون رأساً في هذه الحرب وبذلوا الكثير في سبيل استعادة الدولة وفي سبيل ايجاد حل فاعل ومرضي للقضية الجنوبية ، واختلفت وجهات النظر وحدث الانقسام على الأرض مما أضر بجبهة الشرعية في مواجهة الانقلاب الحوثي المليشاوي.
قادت المملكة كعاتها مبادرة لم شمل اليمنيين ، وجمعت الأطراف على طاولة المفاوضات برعاية كريمة من خادم الحرمين ، وجرت مشاورات مكثفة خرجت باتفاق الرياض ، وعلى إثره تم تشكيل حكومة الكفاءات السياسية وتم تمثيل جميع الأطراف في الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور الشاب معين عبدالملك الذي أثبت نشاطاً فاعلاً وجدارة لافتة في المرحلة الماضية ، وهو ما جعله محل ثقة القيادة  السياسية واليمنيين على حد سواء.
استبشر اليمنيون بالحكومة الجديدة ، وساد تفاؤل في أوساط الناس بقدرتها  على إزالة آثار الانقسام ، ومعالجة الملفات الشائكة على طاولة رئيس الوزراء معين عبدالملك وفريقه الحكومي، لاسيما بعد الاستماع لحديث الدكتور معين عبد الملك وعرضه الأولي لروية الحكومة الجديدة وبرنامجها وخطها السياسي والاقتصادي والخدمي خلال لقاءه التلفزيوني مع قناتي اليمن وعدن وقناة العربية وتأكيده بأن هذه الحكومة التي أسمها بحكومة الوحدة الوطنية جاءت لإنهاء الانقسام والتخفيف من معاناة اليمنيين وتوحيد الصفوف باتجاه العدو الحقيقي ، مليشيا الحوثي ومن ورائها إيران واستعادة مؤسسات الدولة وتحرير العاصمة صنعاء.
في اعتقادي الشخصي ومن خلال متابعة الأحداث ما قبل وما بعد تشكيل الحكومة فإن التناغم الذي غلب على التشكيلة الحكومية، سيسهم بشكل فاعل في معالجة الاختلالات داخل أجهزة الشرعية، وفي واقع الناس اليومي إن حافظت الحكومة على تناغمها ومارست مهامها من  العاصمة المؤقتة عدن.
والمهم هنا هو وجود نوايا صادقة من شأنها الدفع بالعمل الحكومي قدماً في سبيل استعادة مؤسسات الدولة من الانقلاب الحوثي ، وتثبيت الاستقرار ، وتفعيل مكافحة الفساد ، والاستجابة السريعة لأي مشكلات من شأنها عرقلة المسار العسكري باعتباره العنصر الفاعل في هزيمة الحوثيين ، كل ذلك لابد أن يحدث وفاءً لدماء الشهداء ، وللتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي سخرت كافة جهودها وثقلها السياسي والعسكري والاقتصادي والدولي لصالح دعم الشرعية وإعادة اليمن إلى الحضن العربي والحفاظ على الأمن القومي العربي من أطماع طهران.
•    معد ومقدم برامج بقناة المهرة