الصحافة لاتذهب الى الرصيف في الغالب 
الساعة 11:53 مساءً
  • كاتب وصحفي

الرصيف هو عوالم  وليس عالم واحد لكن الرصيف وطن لهذه العوالم المختلفة ، فوق هذا الرصيف الذي قد يبدو ضيق متسع كبير. 
الرصيف في مدينتي مأرب يتسع للنازحين مثلاً  من الجنسية الاثيوبية من قومية الأرومو. وفي المقابل يتسع في ساعات الصباح الباكر لعمال الأجر اليومي القادمين من محافظات شتى، ويتسع لنساء من فئات مهمشة يمارسن التسول حتى منتصف النهار.
وربما استظل الجميع بشجرة واحدة ووحيدة توسطت الرصيف وتراكمت الأوراق المتساقطة على حوضها الذي جف منه الندى، فهي تشارك الجميع ببقايا ظلال لتقي الضيوف شمس الظهيرة الحارقة. 
ناس الرصيف ناس ربما لايحبون الحديث للآخرين،  بالمقابل الصحافة لاتحب الحديث عن الرصيف ذلك الوطن الصامت والديمقراطي المفتوح للجميع.
يتفاخر الصحفيون في العادة بالحديث عن موائد النافذين الذين استدعوهم لمرة واحدة لتناول الطعام معهم واسهبوا في وصف ذلك الطعام ولذته وشكله، وربما لأنهم يدركون أن العثور على وجبه مرة أخرى أمر متروك للحظ أكثر من أي شيء آخر. 
الصحفيون ربما دائماً يحلمون بالموائد الدسمة ولا علاقة لهم بالرصيف، فالحديث عن الرصيف ربما يعتقدون أنه ينزل من مكانتهم ومستواهم،  فالحقيقة أنهم حرموا أنفسهم من اكتشاف الرصيف الوطن،  الوطن الرصيف بوجهه الانساني.