لعبة إيران باليمن.. كيانات متعددة بمرجعية واحدة
الساعة 07:04 مساءً
  • مدير عام مكتب وكالة الأنباء اليمنية سبأ بمحافظة مأرب

تسعى ايران لإيجاد كيانات ورؤوس متعددة لها في اليمن خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي والتي تقودها خبرات إيرانية وحزب الله كما صنعت في العراق ولبنان وسوريا لتكون لهذه الكيانات حصة الاسد عند اي عملية سياسية وهي ما عليها الهالك حسين ايرلو منذ وصوله لليمن في اكتوبر2020م.
يظهر ذلك مما يشاع عن خلافات وانقسامات داخل الحركة بين أجنحة متعددة وبين حركة المليشيا الحوثية من جهة التي تعتنق المذهب الأثنى عشري مع زعماء الطائفة الزيدية في اليمن من جهة اخرى رغم أن المرجعية للطائفتين واحدة تقوم على ولاية البطنين وحقهم الالهي في حكم اليمن واستعباد الناس واستباحة اموالهم.
فبعد أن شهدت محافظة صعدة منذ سنوات مواجهات مسلحة متكررة بين اتباع عبدالملك الحوثي وأتباع عبدالعظيم الحوثي بسبب الخلاف على جباية الخمس، برزت مؤخرا خلافات وانقسامات مع مراجع الطائفة الزيدية التي دعمت مليشيا الحوثي منذ حروبها الست ضد الدولة بأشكال مختلفة غير ظاهرة حتى صعودها وانقلابها على الشرعية وحربها على الشعب اليمني.
 قامت مليشيا الحوثي امس باختطاف  عدد من اتباع العلامة الزيدي المؤيدي في محافظتي صنعاء وعمران ، وسبق لها الأيام الماضية أن قامت باختطاف وعاظاً ومرشدين يتبعون المذهب الزيدي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها ..
وقالت مصادر اعلامية ومحلية متطابقة  بمحافظة عمران ، إن حملة عسكرية اختطفت خمسة من دعاة الزيدية، يتبع ثلاثة منهم المرجع الزيدي "محمد عبدالله المؤيدي "، فيما يتبع اثنان "عبدالحميد أبو علي" أحد زعامات الزيدية البارزين.
الصراع الجديد داخل السلاليين على السطح منذ نحو شهرين على النفوذ والسيطرة بدأ على شكل فتاوى وفتاوى مضادة وحملات عسكرية واستحداث مناطق نفوذ وسيطرة بقوة السلاح في مساجد حوث وبعض مناطق محافظتي عمران و صعدة،  إلى جانب الاغتيالات التي تقوم بها مليشيا الحوثي بحق الطرف الاخر، وتفجير المنازل وحوزاتهم الدينية ومساجدهم في المواجهات المسلحة كما حدث لاتباع عبدالعظيم الحوثي بصعدة.
وأثارت "فتاوى" الدعاة الزيديين بعدم جواز القتال تحت راية عبدالملك الحوثي  حفيظة الحوثيين في تلك المناطق التي يسيطرون عليها.. ما عزز قناعتهم  للتصعيد والقمع ضد دعاة المراجع الزيدية واتباعها باعتبارهم خطر عليها، رغم أن الزيدية كانت الحاضنة لنشأة الحركة الحوثية وتوسعها ومدتها بالعنصر البشري والغطاء السياسي والمذهبي في معاركها ضد الدولة اليمنية.
 و تداعي أنصار المؤيدي في محافظات صعدة وعمران وحجة إلى عقد اجتماع عاجل لبحث خيارات الرد على الاستهداف الحوثي لجماعتهم ما يسهم في نشأة كيان زيدي جديد حبله السري مرتبط بإيران سريا، وهو نفس الحبل السري الذي غذى مليشيا الحوثي عند نشأتها.
الخبراء الايرانيون الذين يسيطرون على القرار في مليشيا الحوثي وأجهزة الاستخبارات بصنعاء يسعون إلى تعميق الانقسام، بما يعزز من وجود كيانات ورؤوس متعددة في اليمن ذات المرجعية الفكرية الواحدة التي تؤمن بالبطنين لتكون مرجعيتها إيران لتبادل بينهم الادوار خاصة بعد أن انكشفت حقيقة الحوثيين لدى الشعب اليمني وخسر كثيرا من الحاضنة الشعبية، وتسعى من خلال الكيانات الجديدة لاستعادة الحاضنة الشعبية كما استعادت الحاضنة الشعبية اللبنانية بعد أن خسرتها حركة امل جراء المجازر التي قامت بها بحماية القوات الصهيونية عند اجتياح لنبان ضد الفلسطينيين في مخيمات صبرا وشاتلا، واستنسخت منها حزب الله اللبناني واللذين يكملان بعضهما حاليا للسيطرة على للبنان والقرار السياسي فيها وخدمة المشروع الفارسي الايراني التوسعي.
وفي العراق أيضا ظهرت إيران بصناعة رؤوس متعدة وكيانات شيعية جميعها تتصارع مع بعضها وجميعها تابعة لإيران، واستطاعت من خلالهم السيطرة على القرار السياسي في العراق، سواء بالتقاسم او حاليا سلطة ومعارضه.